الخميس، 2 يناير 2020

إعادة اليهود من بلاد المنفي (سلتا التين)!

يصور الرب فريقي بني إسرائيل وانقسامهم إلى طائعين لقدر السبي والشتات, وهؤلاء سيعتني بهم الرب,وعاصين لم يستسلموا لقدر السبي, وهؤلاء سيوقعهم في الضيق والعذاب, في رؤيا سلّتي التّين الجيد والرديء للنبي إرميا, التالية :
"أراني الرب في رؤيا سلّتي تين موضوعتين أمام هيكل الرب.
وكان في إحدى السّلّتين تين جيد كالتين الباكوري، وفي الأُخرى تين رديء تعاف النفس أكله من فرط رداءته. 
فقال لي الرب: ماذا ترى يا إرميا؟ 
فأَجبت: تينًا: الجيّد منه يمتاز بجودته، والرّديء منه تعافه النفس لفرط رداءته».
فقال الرب لي : هذا ما يعلنه الرب إله إسرائيل: سأعتني بالمسبيّين من يهوذا الذين أجليتهم لخيرهم عن هذا الموضع إلى أرض الكلدانيّين، كمثل هذا التين الجيد. وسأَرعاهم بعينيّ لخيرهم، وأَردّهم إلى هذه الأَرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم ولا أستأْصلهم. وأهبهم قلبًا ليعرفوا أني أنا الرب، فيكونوا لي شعبًا وأكون لهم إلهًا، لأنهم يرجعون إلي من كل قلوبهم.
أما ملك يهوذا وعظماؤه وسائر أهل أُورشليم الذين مكثوا في هذه الأَرض والّذين نزحوا إلى ديار مصر، فإني أَجعلهم مثْل هذا التين الرّديء الذي تعاف النفس أكله لفرط رداءته. وأُوقعهم في الضيق والشّر في جميع ممالك الأَرض، وأَجعلهم عارًا وعبرة وأُحدوثة ولعنة في جميع الأَماكن التي أُجليهم إليها. وأُعرضهم للسّيف والجوع والوباء".
بل أكثر من هذا ينبه الرب بني إسرائيل على ضرورة الاندماج في بلاد الشتات والمحافظة على سلامها, وعلى إقامة الشريعة وتنفيذ الوصايا, وطاعة الرب, فنقرأ :
"هذا ما يعلنه الرب القدير إله إسرائيل لكل المسبيين الذين أجليتهم من أُورشليم إلى بابل. ابنوا بيوتًا وأقيموا فيها. اغرسوا بساتين وكلوا من نتاجها. تزوجوا وأَنجبوا بنين وبنات، واتخذُوا نساءً لأَبنائكم وزوجوا بناتكم، وليلدن أَبناء وبنات. وتكاثروا هناك، ولا تتناقصوا، والتمسوا سلام المدينة التي سبيتكم إليها، وصلوا من أجلها إلى الرب لأَن سلامكم يتوقف على سلامها... لأني عرفت ما رسمته لكم. إنها خطط سلام لا شرٍ لأَمنحكم مستقبلا ورجاءً. فتدعونني وتقبلون، وتصلون إلي فأستجيب لكم، وتلتمسونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلوبكم. وحين تجدونني أردّ سبيكم، وأجمعكم من بين جميع الأُمم ومن جميع الأماكن التي شتتكم إليها". (إرميا 29 : 4 – 14).
كيفية الإعادة:
جاء في سفر "إرميا" وعد بإعادة بني إسرائيل, أو اليهود من المنافي المختلفة وبلاد الشتات التي أجلاهم إليها في أنحاء الدنيا والطريق التي حددها الرب لذلك, فنقرأ:
«ها أيام مقبلة لا يقال فيها بعد: حي هو الرب الذي أخرج شعب إسرائيل من مصر، إنما يقال : حي هو الرب الذي أَخرج شعب إسرائيل من بلاد الشمال ومن سائر الأَراضي التي سباهم إليها. لأَني سأُرجعهم ثانية إلى أرضهم التي وهبتها لآبائهم" (إرميا 16 : 14 – 15).
فبلاد الشمال الوارد ذكرها في الآيات السابقة هى دول أوربا المختلفة, والتعبير ببلاد الشمال يتضمن أيضًا يهود روسيا, أما يهود أمريكا فيتضمنهم التعبير بـ "ومن سائر الأَراضي التي سباهم إليها".
والآيات تبدأ بالتذكير بمعجزة إخراج بني إسرائيل من مصر, على يد موسى, عليه السلام, فالمعنى المراد إذن من الآيات هو: سوف يأتي زمان, والوصف لحدث في المستقبل, تقولون فيه, يا بني إسرائيل: 
"حي هو الرب الذي أَخرج شعب إسرائيل من بلاد الشمال ومن سائر الأَراضي التي سباهم إليها"
في إشارة إلى أن عودة بني إسرائيل إلى فلسطين, على حدّ نصوص التوراة, ستكون على يد الرب, وليست بمبادرة منهم, كما فعلت الصهيونية!
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق