الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

البقرة الحمراء . . والكاهن الطاهر הפרה האדומה . . והכוהן הטהור

    
                       

ترجع أهمية البقرة الحمراء (باراه أدوماه), في اليهودية, إلى أن رمادها الذي يتبقى بعد حرقها تمامًا بطقوس معينة وردت في التوراة لا يجوز الحيد عنها قيد أنملة وإلا فالطقس باطل, يستعمل رمادها في إجراءات التطهر من النجاسات, وخاصة نجاسة الميت التي تعدّ من أخطر النجاسات, وكل ذلك بتفاصيلة ورد بالتوراة, والمشنا, والتلمود.
وفيما يلي مختصر نص التوراة :


(وقال الرب لموسى وهارون : .... قل لبني إسرائيل أن يأتوك ببقرة حمراء سليمة خالية من كل عيب، لم يَعلُها نيرٌ، فتعطونها لألعازار الكاهن، ليأخذها إلى خارج المخيّم وتذبح أمامه..... وتحرق البقرة بجلدها ولحمها ودمها مع فرثها على مشهد منه،..... ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويلقيه خارج المخيّم في موضع طاهر، فيظل محفوظاً لجماعة إسرائيل لاِستخدامه في ماء التطهير). (سفر العدد 19: 1 – 10)
ولكن كيف يستخدم هذا الرماد الذي يحتفظ به خصيصًا لأغراض التطهُّر؛ في عمل ما يسمّى "ماء التطهّر من النجاسة", نقرأ نص التوراة في ذلك:
(فيأخذون للنجِس من غبار حريق (البقرة الحمراء)، ويصب عليه من ماء نبع جار في إناء. ويأخذ رجل طاهر أغصان الزوفا (اسم نبات عطري) ويغمسها في الماء، ويرشه على الخيمة وعلى جميع الأمتعة، وعلى كل من كان حاضراً هناك، وعلى الذي لمس العظم أو القتيل أو الميت أو القبر. ثم يرشّ الطاهر ماء التطهِير على النجس في اليوم الثالث, واليوم السابع، ويطهره في اليوم السابع. وعلى المتطهّر أن يغسل ثيابه ويستحمّ بماء فيصبِح طاهرًاً في المساء أما الذي يتنجّس ولا يتطهّر فيستأصل من بين الجماعة)
هذه هى طريقة التطهُّر. ويتضح من نهاية النص أن من لم يتطهر تطبق في حقه عقوبة الموت وهو المقصود بالاستئصال.
وكان يتم الاحتفاظ بجزء صغير من رماد آخر بقرة حمراء ليخلط جيدًا برماد البقرة الجديدة حتى تتم عملية تواصل لطهارة الرماد الجديد. ولذلك بذلت إسرائيل جهدًا كبيرًا لمحاولة البحث تحت المسجد الأقصى ريثما يتم العثور على زجاجة بها بقية رماد بقرة حمراء - في انقاض الهيكل - بحسب زعمهم.
ويبدأ فصل "البقرة" بالمشنا بصلاحية البقرة لهذا الطقس, وإلى متى تظل تلك الصلاحية؛ فتبدأ صلاحيتها منذ بلوغ عمرها ثلاث سنوات. ويتناول الفصل كذلك خلاف الحاخامات حول صلاحية البقرة العشار, أو البقرة المشتراة من غير اليهودي, والعيوب التي تجعل البقرة مرفوضة.
وجاء بالتلمود أن البقرة لابد أن تكون حمراء اللون تمامًا, وليس بشعرها أي تموجات, وحتى وجود شعرتين سوداوين في شعرها يجعلها غير صالحة لن تكون بقرة مقدسة.
ويعزل الكاهن المرشح للقيام بعملية الإحراق من بيته قبل إجراء الطقوس بسبعة أيام تمهيدًا واستعدادًا للعمل!


ويجب أن يكون هذا الكاهن طاهرًا تمامًا, فأي كاهن يلامس جثة يهودي أو يتصل بها, حتى ولو بطريق غير مباشر, يكون نجسًا. أما لو لامس جثة غيري (غير يهودي) فلا يتنجس لأن جثث الأغيار لا تسبب النجاسة لأنها لا قداسة لها!.
فإن تنجس كاهن أو أي يهودي وجب ان يتطهر من نجاسته بالطريقة التي وردت بالنصوص التوراتية.
المشكلة الآن
حمراء طاهرة مع تدمير هيكل أورشليم على يد نبوخذ نصر البابلي سنة 586 ق.م
ومنذ ذلك الحين واليهود جميعهم غير طاهرين. ولا يقوم بعملية إحراق البقرة إلا كاهن طاهر. إذن المشكلة يستحيل حلها؛ فلا توجد بقرة طاهرة تحمل شروط القداسة التي جاءت بالتوراة, ولا يوجد كاهن طاهر يقوم بالتطهير إن وجدت بقرة طاهرة.
هل هناك حلّ ؟
نادى بعض الحاخامات منذ بضع سنين بأن حلّ معضلة الكاهن الطاهر المقدس يمكن التغلب عليها بأن تعزل امرأة يهودية حامل من إحدى الأسر الكهنوتية داخل منزل يبنى على أعمدة مرتفعة حتى يعزل المنزل نفسه عن أية جثث يهودية قد تكون موجودة تحته, ويقوم رجال آليون بتوليدها !, ثم يقومون بعد ذلك على تنشئة الطفل الوليد بعيدًا عن كل البشر, حتى يصل سنّ الثالثة عشرة ساعتها يمكن أن يصبح كاهنًا طاهرًا فيقوم بإتمام طقوس البقرة الحمراء. وتحل المشكلة.
لكن العقبة الكبرى هى العثور على بقرة حمراء بالمواصفات التوراتية تكون طاهرة وهو ما بدا مستحيلا .
إذن ما جدوى إعادة بناء هيكل في حين ليس هناك لا كاهن طاهر, ولا بقرة حمراء صالحة لعمل الرماد. ومن المعروف أن جميع طقوس الهيكل, والعبادة القربانية تعتمد على التطهر في المقام الأول بحسب الفكر التوراتي كما نرى.
وتظل هذه الورطة الدائرة التي لا مخرج منها.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
سيناريو فيلم تخيلي عن هدم الأقصى, رابطه :

http://www.youtube.com/watch?v=fM2AMJ6wSik&feature=related

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق