الجمعة، 6 ديسمبر 2013

الحريديم في إسرائيل . . . من هم ؟ החרידים בישראל . . . מי הם ؟

           
حَرِيدِيم : كلمة في صيغة الجمع, في اللغة العبرية, مفردها (حَرِيِدْ), معناها كما ورد في سفر أشعيا: مرتعب /خائف من الله. 
وطائفة الحريديم هم بعض الأرثوذوكس من اليهود, والأرثوذوكس تعني الطريق المستقيم, أي المقصود بالأرثوذوكس وكذلك الحريديم هم من يسيرون باستقامة مع الله, لكن الحريديم أكثر استقامة, في نظر أنفسهم من الأرثوذوكس. وتفسَّر استقامتهم بالتشدّد الزائد خاصة مع المرأة في جميع شئون حياتها.
ينظر الحريديم إلى أي جديد على أنه بدعة حرمها الرب, وبالتالي الإيمان بالجديد يعدّ ابتعادًا عن اليهودية التقليدية. ومنطقهم في ذلك هو أن كل جديد حتمًا سيتبعه أجدّ, وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زوال اليهودية.
كما يتمسكون بمقولة التلمود :
"إذا أصبح سلوك اليهودي هدفًا للهجوم, فإنه يحرم عليه أن يغير حتى لون الخيط الذي يشدّ به حذاءه" !.
ولما كانت مباديء الحريديم هى الانعزال عن بقية اليهود الأرثوذوكس فإنهم يسكنون في أماكن خاصة, تشبه الجيتوهات (جيتو : حي اليهود), التي كان اليهود يعيشون فيها في بلاد العالم قبل الدعوة إلى الاندماج مع الشعوب التي وجدت طريقها في نهاية القرن الثامن عشر إلى النور, وكان من أهم زعمائها الشاعر "يهودا ليف جوردون", ومن أهم مبادئه: 
"كن يهوديًا في بيتك.. إنسانًا خارج بيتك" 
وكانت دعوة صريحة إلى هدم الموروثات الدينية التي قيدت اليهود عبر القرون, وفرضت كراهية غير اليهود لهم. 
جدير بالذكر أن اليهوديات في حي (مِآه شَعَارِيم) بالقدس, والمشهور بتشدد ساكنيه من الحريديم؛ حيث إن النساء يرتدين نقابًا أشبه بنقاب المنتقبات المسلمات في الوطن العربي, وهو ما يقلق السلطات الإسرائيلية العلمانية لأن الظاهرة آخذة في التزايد. ويشمل التشدد, في تطبيق الوصايا, والتشريعات ذروته في هذا الحي؛ فقد خرجت مؤخرًا دعوات للفصل بين الرجال والنساء, في الأماكن العامة, وحتى في شوارع الحي يمكنك أن تجد لافتة عليها سهمان؛ سهم يشير إلى اتجاه يجب أن يسلكه الرجال, وسهم آخر يشير إلى اتجاه يجب أن تسلكه النساء.



وهناك حاخامات متشددون أيدوا في فتاوى لهم نساء طائفة أطلق عليها (طائفة الشيلان) والمقصود بها نساء من المتشددات اليهوديات (حرديم) بدأن بارتداء طبقات من أغطية الرأس والجسد كله بهدف الحفاظ على قواعد الاحتشام والعفة في اليهودية. وهن يتركزن في هذا الحي بالقدس وحتى يختفين من أمام الكاميرات أو تلفتن رؤوسهن للجهة المعاكسة.
وكان أحد الحاخامات أفتى بضرورة تعويد البنات من سنّ الثالثة على هذا الزي المتشدد في نظر عامة الإسرائيليين وهو ما جعل بعض الفتيات والنساء يتظاهرن عرايا تمامًا في تل أبيب ووصفن هذه الفتوى بأنها صورة سافرة من (اضطهاد المراة اليهودية).
ومما يميز الحريديم اتخاذهم زيًا خاصًا بهم, ومظهرًا خاصًا, خاصة طريقة حلاقة شعر الرأس, فلا يحلقون عارضي اللحى, وسلوكًا خاصًا يُمنع فيه الاختلاط ويتمسك بالفصل بين النساء والرجال في جميع الأماكن, ويحظر نشر صور للمراة في وسائل الإعلام. 
كما يبدي الحريديم تمسكًا مبالغًا فيه بخصوص الحلال والحرام من الأطعمة, لدرجة أنهم يُنصِّبون مراقبين تابعين للطائفة لمتابعة تنفيذ الشروط الشرعية الدقيقة في مسألة المأكل والمشرب, وحتى لهم أطباء, ومقاولون, ومحامون, يتعهدون مطالب الطائفة.
وكذلك يولون اهتمامًا بالغًا بمراعاة قداسة السبت والأعياد المقدسة والاحتفالات الدينية والطقوس وزيارة المعابد وغير ذلك من أمور الديانة اليهودية. 
وعلى الرغم من أن الحريديم لا يخدمون في الجيش الاسرائيلي إلا أنهم يتدربون ويدربون أبناءهم على حمل السلاح والتصويب لقتل ألفلسطينيين الذي يقتربون من المستوطنات الخاصة بهم.
وكثيرًا ما تحدث مواجهات بين الحريديم, والـ "شبابنيكيم" الذين أغلبهم من شباب طائفة السفارديم (اليهود الشرقيون), وتؤدي إلى مشاجرات في أماكن عدة خاصة عند خطوط التماس بين أحياء الطائفتين الاشكنازيم (اليهود الغربيون) والسفارديم. 
وقالت شاهدة عيان (من أبناء الطوائف الشرقية : إن شباب الحريديم يتعمدون تعكير الصفو العام, والإثارة والتهييج لاستقدام قوات الشرطة, وإنهم يضرون بأبنائنا, ويتلقون مكافآت على ذلك من زعماء الحريديم". وأضافت قائلة: إن أحدهم جذب ابنتي ذات الأحد عشر عامًا ودفعها بقدمه".
ومن صور سلوك الـ "شبابنيكيم" (أبناء الطوائف غير الحريديم), التي تثير الحريديم, تسربهم من المدارس وتحرشهم, في الشوارع, بفتيات طائفة الحريديم, والتدخين يوم السبت, والوقوف على النواصي ومضايقة العابرين. وقد ألقت قوات الشرطة القبض على أربعة منهم لتقديمهم للمحاكمة.
ويحافظ الحريديم على إقامة صلات طيبة بأبناء طائفتهم فقط بينما يتعاملون مع بقية فئات المجتمع الإسرائيلي بروح من التعالي والعنصرية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق