قاد موسى بني إسرائيل في رحلة الخروج من مصر, فتوجه إلى جبل سيناء حيث تسلّم التوراة من الله, في صورة لوحين حجريين منقوش عليهما هذه الشريعة, وفي أثناء مكوثه في الجبل وقع بنو إسرائيل في خطيئة عبادة العجل الذهبي.
كسّر موسى عليه السلام لوحي الشريعة حين رأى قومه يعبدون العجل. وبعد معاقبة الرب لبني إسرائيل على صنيعهم صعد موسى ثانيًا الجبل بغرض مناجاة ربه واستغفاره لقومه.
رجع موسى من الجبل بعد أربعين يومًا وقد تلقى من الله أمرًا بعمل لوحين حجريين جديدين وأن يصعد الجبل للمرة الثالثة ليكتب الله له التوراة على اللوحين الجديدين؛ وهناك نصّ توراتي يقول : إن الله كتب الشريعة على هذين اللوحين بأصبعه!.
ولما رجع بعد أربعين يومًا أخرى جمع إليه بني إسرائيل وألقى عليهم الشريعة وقرأ عليهم الوصايا العشر, وأمرهم بعمل المسكن (خيمة متنقلة).
استمرت رحلة التيه في الصحراء أربعين سنة, تنقلوا خلالها من مكان إلى مكان, إجمالها حوالي أربعين مكانًا, أي أنهم مكثوا في كل مكان سنة, وقد حصرت التوراة هذه الأماكن على النحو التالي:
رعمسيس (مكان الانطلاق بمصر), سوكوت, إثام, فم الحيروث, مجدول, مارا, إيلام, بحر سوف, صحراء سين, دوفكا, ألوش, رفيديم, صحراء سيناء, قبور الشهوة, حتصروت, رتما, ريمون برتص, لفانا, ريسا, قهلتا, جبل شفار, حردا, مقهلت, تحث, ترح, متقا, حشمونا, موسروت, بني يعقان, حور, هجدجاد, يطفتا, عفرونا, عصيون جابر(عندخليج العقبة) , قادش, تصلمونا, فونون, أڤوت, عاي, ديبون جاد, علمون, تيما, جبل هعفريم, صحراء موآب.
هذه الأماكن والمواضع تبدأ برعمسيس بشرق مصر, وتنتهي بـ صحراء موآب, إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن مقابل أريحا الفلسطينية, وفي هذه الصحراء مات هارون وموسى عليهما السلام وتركا فتح كنعان لخليفة موسى "يوشع بن نون".
يتضح من ذلك أن رحلة بني إسرائيل مرّت بصحراء سيناء الجنوبية ومنها إلى عصيون جابر على خليج العقبة الحالي ومن هناك اتجهوا شمالا إلى حيث "عرافوت موآب".
وهذا المسار هو المرجح لدى معظم الباحثين .
ويرى بعض المؤرخين منهم المؤرخ اليهودي أڤيجدور شاحان, أن بني إسرائيل لم يخرجوا من مصر عبر صحراء سيناء, كما يفترض كثيرون, ولكن خرجوا عبر قارة إفريقيا!. ويرى أنهم توجهوا نحو تشاد والنيجر الحاليتين, ومن هناك إلى غرب السودان فنحو الشرق حيث إثيوبيا ومنها بمحازاة الساحل الغربي للبحر الأحمر شمالا إلى السويس ومن هناك عبروا إلى آسيا ومنها شمالا إلى كنعان.
ويعتمد هذا المؤرخ على وجود قبائل إفريقية لا تزال تحتفظ بوصايا توراتية, فضلا عن وجود قبائل اثيوبية لا تزال تدين باليهودية منذ ذلك الحين, بالإضافة إلى أماكن عدة تحمل أسماء عبرية, وأن الرحلة استغرقت اربعين سنة.
والغريب في هذا المسار المفترض من المؤرخ اليهودي أنه يتفق مع افتراض الدكتور/كمال الصليبي من أن أحداث خروج بني إسرائيل مرت بمنطقة جنوب غربي الجزيرة العربية, ويستدل في ذلك على أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار, ويقارنها بالمألوف والسائد من الجغرافيا التاريخية للتوراة. كل ذلك في مؤلفه المعنون بـ "التوراة جاءت من بجزيرة العرب".
جدير بالذكر أن كل هذه الافتراضات والاجتهادات لا تتنافى مع ما ورد بالقرآن الكريم من كلام الله تعالى ولقاءه بعبده موسى على جبل حوريب بسيناء لأن رحلة الخروج والتيه تمت بعد هذه الأحداث كلها. وخاصة أن الآثار المصرية القديمة لا تسجل أي شيء عن تاريخ العبريين بمصر على الرغم من بقائهم أكثر من اربعمائة سنة, وحرص الفراعنة على تسجيل كل أحداث التاريخ, باستثناء كلمة (يزريل) في نقش (مرِن بِتَاح), ابن رميسي الثاني, والتي ليس بالضرورة أن تشير إلى بني إسرائيل آنذاك, لكنه أحد الاحتمالات, لأن بقية النص تذكر أن إسرائيل لم يعد له جذور/بذور/نسل! في إشارة ربما إلى هزيمة يهودا في ذلك الوقت من ضربات المصريين.
والافتراضان يدعمان وجود اليهود باليمن واثيوبيا من قبل ظهور الإسلام بمئات السنين!!
ونحن نعرض للاجتهادات طالما لا تصطدم بالأساسيات التي تؤكد عليها الأديان والعقائد.
وإذا ذهبنا إلى كلام الدكتور سيد القمني, نلاحظ ما يلي:
1. أنه يشكك في ثوابت عقدية, كعصا موسى, وغرق فرعون وجنوده, وانشقاق البحر, وغير ذلك
2. أنه يتكلم بلغة التأكيد على أنه أتى بالحقائق, وكذلك من يروج لكلامه مع إيقاعات موسيقة ووقفات وصور توحي للبسطاء بأنه يتناول حقائق! ومعروف أن البحث في التاريخ القديم لا يمكن أن يوصف فيه شيء بأنه حقيقة, والعالم الذي يحمل فكر العلماء يقول: أغلب الظنّ أو أقرب الاحتملات, أو ما شابه من هذه العبارات غير التأكيد بالحقيقة!
3. أخطأ حين قال : إن اليوم فيي التوراة هو "نهار" أي 12 ساعة, في حين اليوم في التوراة في أول أسفارها هو صباح ومساء, أي: نهار وليل (وكان صباح وكان مساء يومًا واحدًا) (سفر التكوين 1 : 5).
4. يقول إنه ينكر بشدّة أن يكون الخروج وقع في عصر رميسي الثاني, ليس وحده من يحتمل ذلك, ولا يستدعي الأمر "الإنكار بشدَّة"!
5. وأما قوله إن رعمسِس الثاني ليس هو فرعون الخروج, كلام ليس بجديد وهو ليس كلامًا نهائيًا حتى الآن!
6. لما أرجع مدينة "صان الحجر" إلى ما أسماه هواريس, وباليونانية "حواريس" – اجتهاد عادي لا يدعمه دليل.
7. ما ذكره عن موقع (رفيديم), من أنه وجد قرى على اسم "رافية" أو "رفيدة" – وأن صيغة الجمع في العبرية هى"رفيدين" بنطقه الخاطيء, والذي يبين أنه لا يعرف العبرية! خطأ حيث إن الجمع عندئذ من المفترض أن يكون "رفيدوت" لأن الأسماء التي ذكرها مفردة مؤنثة. أما الاسم في العبرية فليس علم على مكان بل على حدث, حيث يرد في ذلك أن أصل التسمية هى (רפו ידיים/רפו ידיהם) التي تعني (ضعفت أيديهم/رفعت أيديهم) كناية عن ترك بني إسرائيل للتوراة وعدم طاعتهم للرب, فسلط عليهم العماليق في هذا المكان, فسمي رفيديم/رفت أيديهم.
8. ما قاله عن كذب اليهود في ادعائهم بناء الأهرامات, كنا كتبنا منشورات عدّة في ذلك وأن الأهرامات بنيت قبل ميلاد يعقوب نفسه عليه السلام بأكثر من 1000 سنة, فهو لم يأت بجدبد.
9. ذكر "التحنو" ضمن قبائل الشرق, مع كنعان ويهودا وسوريا ولبنان, في حديثه عن انتصارات لمصريين القدماء, في حين "التحنو" هم قبائل ليبية إلى جهة الغرب من مصر.
10. ذكر أن السير من "مارة" إلى "إيليم" استغر 3 شهور, وهذه مبالغة فادحة حيث لا تستغرق المسافة المذكور بين المدينتين أيامًا معدودات. (انظر الخريطة"
11. موضوع الختان وأن بني إسرائيل تأثروا بالمصريين فيه قديم ومعروف وجدير بالذكر أن مصر ليست هى الوحيدة في الشعوب القديمة الذين عرفوا الختان.
12. وأما كلامه عن أن العبور كان عبر طريق محصور بين "بحيرة البردويل" و"البحر المتوسط" فهو شطط لا يوافيه دليل, والغريب هو أنه راح يؤكد على ان العبور حدث في هذه المنطقة التي في آخرها اتصال يسير بين البحر والبحيرة ومياهه ضحلة, وتجف في بعض فصول السنة, مما يجعلهم يعبرون من هناك دون انشقاق بحر!
13. يذكر أن بحيرة البردويل – على يمين طريق الخروج المفترض – والبحر المتوسط على يسار الطريق, هما السوران من المياهين اللذان عبر بنو إسرائيل بينهما!
وهنا نتساءل كيف تجرأ وادّعى أن هذه الميه المسطحة سواء في البحيرة أو في البحر يجوز اعتبارهما سوران عن يمين وشمال لبني إسرائيل في طري الخروج؟ كيف يمكن الإقناع بذلك؟ خاصة مع ما تذكره التوراة في هذا الصدد:
(فَأَرْسَلَ الرَّبُّ طَوَالَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ رِيحاً شَرْقِيَّةً قَوِيَّةً رَدَّتِ الْبَحْرَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَحَوَّلَتْهُ إِلَى يَابِسَةٍ. وَهَكَذَا انْشَقَّ الْبَحْرُ، 22فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ) سفر الخروج/إصحاح 14
وبديهي أن يكون السور مرتفعًا عن الأرض ولا يكون مسطحًا عليها. فكيف قال ذلك؟
والقرآن الكريم:
(فأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) سورة الشعراء/الآية 63.
والطود هو الجبل وليس مياهًا مسطحة كما ادّعى القمني!
وكل ما قاله القمني, غير ذلك فهو ليس بجدبد لكن أكثر الناس لا يعنيها تاريخ الإسرائيلين, ولا تاريخ لخروج أو مسيرته.
وهو باختصار يخوض فيما لا يعنيه!!
يتبع
د. سامي الإمام
كسّر موسى عليه السلام لوحي الشريعة حين رأى قومه يعبدون العجل. وبعد معاقبة الرب لبني إسرائيل على صنيعهم صعد موسى ثانيًا الجبل بغرض مناجاة ربه واستغفاره لقومه.
رجع موسى من الجبل بعد أربعين يومًا وقد تلقى من الله أمرًا بعمل لوحين حجريين جديدين وأن يصعد الجبل للمرة الثالثة ليكتب الله له التوراة على اللوحين الجديدين؛ وهناك نصّ توراتي يقول : إن الله كتب الشريعة على هذين اللوحين بأصبعه!.
ولما رجع بعد أربعين يومًا أخرى جمع إليه بني إسرائيل وألقى عليهم الشريعة وقرأ عليهم الوصايا العشر, وأمرهم بعمل المسكن (خيمة متنقلة).
استمرت رحلة التيه في الصحراء أربعين سنة, تنقلوا خلالها من مكان إلى مكان, إجمالها حوالي أربعين مكانًا, أي أنهم مكثوا في كل مكان سنة, وقد حصرت التوراة هذه الأماكن على النحو التالي:
رعمسيس (مكان الانطلاق بمصر), سوكوت, إثام, فم الحيروث, مجدول, مارا, إيلام, بحر سوف, صحراء سين, دوفكا, ألوش, رفيديم, صحراء سيناء, قبور الشهوة, حتصروت, رتما, ريمون برتص, لفانا, ريسا, قهلتا, جبل شفار, حردا, مقهلت, تحث, ترح, متقا, حشمونا, موسروت, بني يعقان, حور, هجدجاد, يطفتا, عفرونا, عصيون جابر(عندخليج العقبة) , قادش, تصلمونا, فونون, أڤوت, عاي, ديبون جاد, علمون, تيما, جبل هعفريم, صحراء موآب.
هذه الأماكن والمواضع تبدأ برعمسيس بشرق مصر, وتنتهي بـ صحراء موآب, إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن مقابل أريحا الفلسطينية, وفي هذه الصحراء مات هارون وموسى عليهما السلام وتركا فتح كنعان لخليفة موسى "يوشع بن نون".
يتضح من ذلك أن رحلة بني إسرائيل مرّت بصحراء سيناء الجنوبية ومنها إلى عصيون جابر على خليج العقبة الحالي ومن هناك اتجهوا شمالا إلى حيث "عرافوت موآب".
وهذا المسار هو المرجح لدى معظم الباحثين .
ويرى بعض المؤرخين منهم المؤرخ اليهودي أڤيجدور شاحان, أن بني إسرائيل لم يخرجوا من مصر عبر صحراء سيناء, كما يفترض كثيرون, ولكن خرجوا عبر قارة إفريقيا!. ويرى أنهم توجهوا نحو تشاد والنيجر الحاليتين, ومن هناك إلى غرب السودان فنحو الشرق حيث إثيوبيا ومنها بمحازاة الساحل الغربي للبحر الأحمر شمالا إلى السويس ومن هناك عبروا إلى آسيا ومنها شمالا إلى كنعان.
ويعتمد هذا المؤرخ على وجود قبائل إفريقية لا تزال تحتفظ بوصايا توراتية, فضلا عن وجود قبائل اثيوبية لا تزال تدين باليهودية منذ ذلك الحين, بالإضافة إلى أماكن عدة تحمل أسماء عبرية, وأن الرحلة استغرقت اربعين سنة.
والغريب في هذا المسار المفترض من المؤرخ اليهودي أنه يتفق مع افتراض الدكتور/كمال الصليبي من أن أحداث خروج بني إسرائيل مرت بمنطقة جنوب غربي الجزيرة العربية, ويستدل في ذلك على أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار, ويقارنها بالمألوف والسائد من الجغرافيا التاريخية للتوراة. كل ذلك في مؤلفه المعنون بـ "التوراة جاءت من بجزيرة العرب".
جدير بالذكر أن كل هذه الافتراضات والاجتهادات لا تتنافى مع ما ورد بالقرآن الكريم من كلام الله تعالى ولقاءه بعبده موسى على جبل حوريب بسيناء لأن رحلة الخروج والتيه تمت بعد هذه الأحداث كلها. وخاصة أن الآثار المصرية القديمة لا تسجل أي شيء عن تاريخ العبريين بمصر على الرغم من بقائهم أكثر من اربعمائة سنة, وحرص الفراعنة على تسجيل كل أحداث التاريخ, باستثناء كلمة (يزريل) في نقش (مرِن بِتَاح), ابن رميسي الثاني, والتي ليس بالضرورة أن تشير إلى بني إسرائيل آنذاك, لكنه أحد الاحتمالات, لأن بقية النص تذكر أن إسرائيل لم يعد له جذور/بذور/نسل! في إشارة ربما إلى هزيمة يهودا في ذلك الوقت من ضربات المصريين.
والافتراضان يدعمان وجود اليهود باليمن واثيوبيا من قبل ظهور الإسلام بمئات السنين!!
ونحن نعرض للاجتهادات طالما لا تصطدم بالأساسيات التي تؤكد عليها الأديان والعقائد.
وإذا ذهبنا إلى كلام الدكتور سيد القمني, نلاحظ ما يلي:
1. أنه يشكك في ثوابت عقدية, كعصا موسى, وغرق فرعون وجنوده, وانشقاق البحر, وغير ذلك
2. أنه يتكلم بلغة التأكيد على أنه أتى بالحقائق, وكذلك من يروج لكلامه مع إيقاعات موسيقة ووقفات وصور توحي للبسطاء بأنه يتناول حقائق! ومعروف أن البحث في التاريخ القديم لا يمكن أن يوصف فيه شيء بأنه حقيقة, والعالم الذي يحمل فكر العلماء يقول: أغلب الظنّ أو أقرب الاحتملات, أو ما شابه من هذه العبارات غير التأكيد بالحقيقة!
3. أخطأ حين قال : إن اليوم فيي التوراة هو "نهار" أي 12 ساعة, في حين اليوم في التوراة في أول أسفارها هو صباح ومساء, أي: نهار وليل (وكان صباح وكان مساء يومًا واحدًا) (سفر التكوين 1 : 5).
4. يقول إنه ينكر بشدّة أن يكون الخروج وقع في عصر رميسي الثاني, ليس وحده من يحتمل ذلك, ولا يستدعي الأمر "الإنكار بشدَّة"!
5. وأما قوله إن رعمسِس الثاني ليس هو فرعون الخروج, كلام ليس بجديد وهو ليس كلامًا نهائيًا حتى الآن!
6. لما أرجع مدينة "صان الحجر" إلى ما أسماه هواريس, وباليونانية "حواريس" – اجتهاد عادي لا يدعمه دليل.
7. ما ذكره عن موقع (رفيديم), من أنه وجد قرى على اسم "رافية" أو "رفيدة" – وأن صيغة الجمع في العبرية هى"رفيدين" بنطقه الخاطيء, والذي يبين أنه لا يعرف العبرية! خطأ حيث إن الجمع عندئذ من المفترض أن يكون "رفيدوت" لأن الأسماء التي ذكرها مفردة مؤنثة. أما الاسم في العبرية فليس علم على مكان بل على حدث, حيث يرد في ذلك أن أصل التسمية هى (רפו ידיים/רפו ידיהם) التي تعني (ضعفت أيديهم/رفعت أيديهم) كناية عن ترك بني إسرائيل للتوراة وعدم طاعتهم للرب, فسلط عليهم العماليق في هذا المكان, فسمي رفيديم/رفت أيديهم.
8. ما قاله عن كذب اليهود في ادعائهم بناء الأهرامات, كنا كتبنا منشورات عدّة في ذلك وأن الأهرامات بنيت قبل ميلاد يعقوب نفسه عليه السلام بأكثر من 1000 سنة, فهو لم يأت بجدبد.
9. ذكر "التحنو" ضمن قبائل الشرق, مع كنعان ويهودا وسوريا ولبنان, في حديثه عن انتصارات لمصريين القدماء, في حين "التحنو" هم قبائل ليبية إلى جهة الغرب من مصر.
10. ذكر أن السير من "مارة" إلى "إيليم" استغر 3 شهور, وهذه مبالغة فادحة حيث لا تستغرق المسافة المذكور بين المدينتين أيامًا معدودات. (انظر الخريطة"
11. موضوع الختان وأن بني إسرائيل تأثروا بالمصريين فيه قديم ومعروف وجدير بالذكر أن مصر ليست هى الوحيدة في الشعوب القديمة الذين عرفوا الختان.
12. وأما كلامه عن أن العبور كان عبر طريق محصور بين "بحيرة البردويل" و"البحر المتوسط" فهو شطط لا يوافيه دليل, والغريب هو أنه راح يؤكد على ان العبور حدث في هذه المنطقة التي في آخرها اتصال يسير بين البحر والبحيرة ومياهه ضحلة, وتجف في بعض فصول السنة, مما يجعلهم يعبرون من هناك دون انشقاق بحر!
13. يذكر أن بحيرة البردويل – على يمين طريق الخروج المفترض – والبحر المتوسط على يسار الطريق, هما السوران من المياهين اللذان عبر بنو إسرائيل بينهما!
وهنا نتساءل كيف تجرأ وادّعى أن هذه الميه المسطحة سواء في البحيرة أو في البحر يجوز اعتبارهما سوران عن يمين وشمال لبني إسرائيل في طري الخروج؟ كيف يمكن الإقناع بذلك؟ خاصة مع ما تذكره التوراة في هذا الصدد:
(فَأَرْسَلَ الرَّبُّ طَوَالَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ رِيحاً شَرْقِيَّةً قَوِيَّةً رَدَّتِ الْبَحْرَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَحَوَّلَتْهُ إِلَى يَابِسَةٍ. وَهَكَذَا انْشَقَّ الْبَحْرُ، 22فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ) سفر الخروج/إصحاح 14
وبديهي أن يكون السور مرتفعًا عن الأرض ولا يكون مسطحًا عليها. فكيف قال ذلك؟
والقرآن الكريم:
(فأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) سورة الشعراء/الآية 63.
والطود هو الجبل وليس مياهًا مسطحة كما ادّعى القمني!
وكل ما قاله القمني, غير ذلك فهو ليس بجدبد لكن أكثر الناس لا يعنيها تاريخ الإسرائيلين, ولا تاريخ لخروج أو مسيرته.
وهو باختصار يخوض فيما لا يعنيه!!
يتبع
د. سامي الإمام
جناب الأستاذ سامي افندي إمام المحترم؛ لم نسمع إلا منك عن المدعو سيد افندي القمني هذا؛ فمن هو بالضبط وما هي مؤهلاته ومعتقده وإتجاهاته؟ ومن أي كتبه إقتبست عنه ما ذكرت؟
ردحذففإنها إذا رمية عميان صائبة منه؛ إن يك قد ذكر ما عبرت عنه بقولك: "وأما كلامه عن أن العبور كان عبر طريق محصور بين "بحيرة البردويل" و"البحر المتوسط" فهو شطط لا يوافيه دليل؛ والغريب هو أنه راح يؤكد على ان العبور حدث في هذه المنطقة التي في آخرها اتصال يسير بين البحر والبحيرة ومياهه ضحلة, وتجف في بعض فصول السنة, مما يجعلهم يعبرون من هناك دون انشقاق بحر!
و يذكر أن بحيرة البردويل – على يمين طريق الخروج المفترض – والبحر المتوسط على يسار الطريق، هما السوران من المياهين اللذان عبر بنو إسرائيل بينهما!"
فالمنطق والمعقول يرجح جدا إن لم يحتم إتخاذ هذا المسلك دون غيره.
وهلا نظرت قبل هذا لمصور جغرافي؟ حسب وصفك يقع مجمع البحرين يقع بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء. أي بأقصى جنوب شبه جزيرة سيناء، في الطرف المدبب منها. أنت تتحدث هنا مسافة أقلها 400 كم الى الجنوب من ساحل الجزيرة على المتوسط شمالا؛ حيث يوجد الطريق الوحيد المطروق والمتاح بذلك الزمان الى الشام، وتحديدا فلسطين-- أي بحذاء ساحل البحر المتوسط. ولما كانت أماكن سكنى بني اسرائيل بمصر هو أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادي الطميلات، وهو الوادي الزراعي الذى يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب الإسماعيلية، ويقع على هذا الطريق المؤدي إلى الأرض المقدسة في فلسطين؛ يكن من الغباء جدا، إفتراض إنهم وهم هاربون مطاردون لم يسلكوه، خاصة وقد شق لهم بحر مويس بمحافظة الشرقية -- ليس بالبحر المعروف ولكنه أحد الفروع المتشعبة من الرياح التوفيقة ولكن نظرا لاتساعه عن المعتاد أطلق عليه أبناء الشرقية بحر مويس -- فعبروه وغرق فرعون وجنده فيه، فأمنوا التعقب والمطاردة. ولا إخال موسى ومن معه وقد عبروا لتخوم سيناء، كانوا لا يميزون الإتجاهات الأربع فيوغلوا جنوبا لأقصاها. ولا يوجد من الأساس دليلا واحدا من أي مصدر غير الإسرائيليات وتخاريف التوراه أن جبل موسى أو جبل سيناء أو الطور أو حوريب أو جبل حوريب (العبرية: חֹרֵב -- وتعني الأرض الخراب الجرداء التي لا شجر فيها) هو ذات الطور الذي نعرفه اليوم وهو جبل أجرد يقع في محافظة جنوب سيناء في مصر؛ يبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، فقد ذكر القرآن الكريم أن جبل طور سيناء ينبت الزيتون فقال (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ). الأرجح أن ملتقى البحرين المذكور هو مصب نهير أو جدول موسمى في أحد الخليجين؛ وأقصى الجزء الشمالي من خليج العقبة أقرب الإحتمالات تصديقا. كذلك لا يوجد مصدر موثوق من قرآن كريم أو حديث شريف ينص صراحة على اسم العبد الصالح بأنه الخضر. فبرجاء منك إعمال الذهن قليلا. وشكرا.
ومنطقيا فإن كل الأحداث التي وقعت لنبي الله موسى؛ قبل وبعد بعثته؛ وبعد خروجه ببني إسرائيل بإتجاه فلسطين والتيه لأربعين سنة؛ وقعت كلها بشمال سيناء. وتلك مساحة تقارب 27 ألف كم² أي ما يعادل كل فلسطين المحتلة حاليا. ويحدها شمالاً البحر المتوسط بطول 200 كم وجنوباً الخط الممتد من جنوب ممر متلا حتى رأس النقب وشرقا الحد السياسي لمصر مع فلسطين و غرباً الخط الممتد من ممر متلا جنوباً حتى بالوظة شمالاً. والمرجح والله أن المراد بقوله تعالى: "أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا" (الكهف 79). أن البحر المقصود هو بحيرة البردويل على الساحل الشمالي لشبه جزيرة سيناء؛ ولم تك واقعة تحت حكم فرعون؛ بل أحد آواخر ملوك الهكسوس -- الفلسطينيين -- الذين حكموا مصر لقرابة ألف عام، من قبل بعثة إبراهيم الى حوالي عقدين من ميلاد موسى. فالقرآن الكريم شديد الدقة في تسميته وتعريفه لمن حكموا مصر، فيلقب الحاكم الهكسوسي "الملك" وأما حاكمها النوبي أو السوداني "بفرعون"؛ وكان فراعنة مصر جميعا إما نوبة أو سودانا.