الرجم . . والجرائم التي تستوجبه (في اليهودية) .


الرجم . . والجرائم التي تستوجبه (في اليهودية)


 الرجم . . والجرائم التي تستوجبه (في اليهودية)
**************************
********
סקילה, רגימה : Stoning

يأتي الرجم من العقوبات الأساسية الصارمة في التوراة, وهو أحد وسائل أربع للقتل في اليهودية, وهى عقوبات بالموت بناء على أحكام المحكمة, ويطلق عليها "ميتات المحكمة الأربع ". والمقصود بها الطرق أو الوسائل الأربع التي أجازتها محكمة الأحبار العليا (السنهدرين), في وقت مبكر من تاريخ التشريعات اليهودية, لتنفيذ عقوبة الإعدام. وهى : الرجم, والحرق, وحزّ الرأس, والخنق.

وهى مرتبة ترتيبًا تنازليًا بحسب شدتها نسبيًا. وكما نرى يأتي الرجم في مقدمة تلك العقوبات. وسوف نتعرض لمعنى الرجم وطريقته بعد الحديث عن الجرائم التي حدد المشرعون اليهود, بناء على التوراة, عقوبتها بالرجم :
1 - من وطيء أمه أو امرأة أبيه : للنهي عن ذلك في التوراة : عورة أبيك هى" و"لا تكشف عورة أبيك"
2 - من وطيء كنته : لورود النهي مرتين في نص التشريع : (عورة كنتك لا تكشف, امرأة ابنك هى لا تكشف عورتها).
3 - من أتى ذكرًا, أى : اللواط, أو اللوطية : فعاقبت التوراة من يرتكب هذا الفعل بالموت رجمًا : "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا كلاهما رجسًا إنهما يقتلان دمهما عليهما". وكما يتضح من النص فإن العقوبة تطبق على الفاعل والمفعول به على السواء.


4 - من سافد حيوانًا : فأوجبت التوراة عقوبة الموت على من يقترف هذا الإثم : "لا تجعل من بهيمة مضجعك", "يُقتل قتلا كل من يضطجع مع بهيمة". وكذا المرأة التي تجعل مع بهيمة مضجعها : "لا تقف امرأة أمام بهيمة".
وجدير بالذكر أن عقوبة الرجم لا تطبق على الإنسان فقط, بل تطبق على الحيوان أيضًا!
5 - المُجدِّف : والمقصود به التجديف باسم الرب أو إحدى صفاته, أو سبه. ولا يسري هذا الحكم على الإسرائيلي فقط بل يسري على الغريب المقيم وسط بني إسرائيل : "فقال الرب لموسى : خذ الشاتم إِلَى خارج المخيّم، واجعل جميع الذين سمعوا تجديفه يضعون أَيديهم على رأسه، وترجمه كل الجماعة.
6 - عابد الأوثان : فعبادة الأوثان على اختلاف صورها عقوبتها الرجم.
7 - من يقدم ابنه لمولك : حذرت التوراة من عبادة الوثن "مولك", إله النار, فكان الرجل يأخذ ابنه ويعطيه لخادم "مولك" فيجتاز به النار من ناحية إلى ناحية . والعقوبة في هذه الحالة هى الرجم, وسواء الإسرائيلي والغريب المقيم بينهم في ذلك, يرجمه عامة الناس بالحجارة حتى الموت.
8 - صاحب الجان والتابعة والساحر : فالاستعانة بالجان في تحضير الأرواح, والسحر من المحرمات في التوراة لأنها من نهج الوثنية التي حاربها أنبياء إسرائيل. وعقوبة صاحب الجان والساحر, في التوراة, هى الرجم : وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فإنه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه. و"لا تدع ساحرة تعيش".
9 - مُدنِّس السبت : بارك الرب يوم السبت وقدسه, فجعله يوم عيد, لا يجوز العمل فيه, ومن يعمل فيه يكون منتهكًا لحرمة السبت, ومدنسًا له, وعقوبته الموت رجمًا . ورد بالتوراة في شأن رجل كان يجمع حطبًا يوم السبت : "لترجمه الجماعة كلها بالحجارة خارج المخيم، لأَن عقابه أن يموت موتًا. فأخذه الجماعة كلها إِلَى خارج المخيم ورجموه بالحجارة حتى مات، كما أَمر الرب موسى).
وكما نقرأ فقد نفذت عقوبة الرجم على الرغم من أن الحطاب لم يكن يعلم بتلك العقوبة ولا الجماعة وهو ما يتضح من الآيات صراحة فلماذا رُجم, ولم يحذر؟ كما تقتضي عدالة الأحكام.
10 - من يسبّ أباه وأمه : فمن المباديء التي حرصت عليها التوراة احترام الوالدين, فلهما مكانة سامية ومن تلك المكانة معاقبة من يتعرض لهما بسبّ أو إهانة بعقوبة رادعة مانعة حرصًا على هذه المكانة, وهى الرجم : "كل إنسان سب أباه وأمه فإنه يقتل, قد سبّ أباه أو أمه".
 





11 - من ضاجع فتاة مخطوبة : فقضت الأحكام الواردة في التوراة برجم من ضاجع فتاة مخطوبة, كما قضت برجم الرجل والفتاة إذا تم الفعل في منطقة مأهولة (المدينة) والفتاة لم تستغث, أما إذا أمسكها وضاجعها في منطقة غير مأهولة (الحقل) فيرجم الرجل وحده.
ولا تجب العقوبة إلا إذا كانت الفتاة عذراء بالغة, في بيت أبيها, وإذا ضاجعها اثنان يعاقب الأول منهما بالرجم والثاني بالخنق.
12 – المُغوِي والمضلل : عَدَت التوراة حَرف الناس عن عبادة الرب جُرمًا شائنًا تجب عقوبته بشدّة, فأوجبت رجم المُغوي و المُضّلل .والفرق بين الإثنين أن الأول يتكلم بصيغة الإفراد, كأن يقول : سأعبد الأصنام .. أما الآخر فيتكلم بصيغة الجمع, كأن يقول : سنذهب ونعبد الأصنام .
13– الابن العاق : أوجبت نصوص الشريعة على الوالدين تربية الأبناء وتأديبهم. وعاقبت الابن العاق, الذي لا يطيع أمر أبيه ولا قول أمه, وكان عنيدًا سكيرًا, بالرجم استئصالاً للشر وردعًا لغيره من الأبناء وحفاظًا على مهابة الوالدين وكيان الأسرة.
وقد نصت التوراة على عقوبة الرجم, في بعض الجرائم, صراحة باستعمال كلمة الرجم, وبالكناية في, جرائم أخرى, بعبارة "دمه عليه, دمهما عليهما", وجاء تطبيق عقوبة الرجم بهذه العبارات قياسًا على عبارة "بالحجارة يرجمونهما, دمهما عليهما" الواردة في نص عقوبة صاحب الجان والتابعة.
ويقتل أيضًا صاحب الثور النطاح أو يدفع الفدية إن عفا أولياء الدم وطالبوا بها كما يتضح من النص التالي :
"أما إِن كان الثور نطّاحًا من قَبل، وسبق إنذار صاحبه، فلم يكبحه، فقتل رجلا, أو امرأة، يُرجم الثور، ويقتل صاحبه. إلا إذا طولب بدفع الدِّية، فيدفع آنئذ فداء نفسه ما هو متوجب عليه".
كيفية الرجم :
كان المحكوم عليه بعقوبة الرجم يُقتاد إلى سطح مبني يصل ارتفاعه إلى طابقين. ويدفعه أحد الشهود في خصره من الخلف ليُلق به من أعلى بيت الرجم, فيسقط ويموت. وإذا لم يمت يقوم الشاهد الثاني (الذي ينتظر أسفلا) بوضع حجر ثقيل على صدره. فإذا لم يمت عندئذ يرجمه جميع بني إسرائيل, حيث قيل : "ويكون الشهود هم أَول من يرجمونه، ثم يتعاقب عليه الشعب".
ويفهم من ذلك أن أحد الشهود كان أعلى بيت الرجم والثاني أسفله, ومن ورائه جمهور من الشعب, لإتمام تنفيذ عقوبة الموت رجمًا بحسب ما تقضي به نصوص التوراة.وكان بيت الرجم خارج المحكمة.
ومن الإجراءات أن يقف شخص عند باب المحكمة وفي يده وشاح, وآخر يمتطي جوادًا لمراقبة المحكوم عليه, وللمحكوم عليه, أو أي شخص آخر أن يعلن عن أن هناك من المعلومات ما يبرؤه وفي هذه الحالة يعيده المراقب لإعادة النظر في القضية.
وكان يتقدم مناد المحكوم عليه ويعلن أن فلانًا بن فلان خارج للرجم, بسبب ارتكابه جريمة كذا, وشاهداه فلان وفلان, وعلى كل من يجد له ما يبرؤه أن يأتي ويدلي بما عنده.
وكان المحكوم عليه يُجرَد من ملابسه على مسافة يسيرة من مكان الرجم, على خلاف بين المشرعين في ذلك : فيقول الراب يهودا : يُستر الرجل من الأمام, و تُستر المرأة من الأمام ومن الخلف. ويقول الحكماء : يرجم الرجل عاريًا, ولا ترجم المرأة عارية.
وكان على المحكوم عليه بالرجم أن يعترف بخطيئته تطبيقًا لنص التوراة حيث ورد في قصة "عاخان الكرمي" إذ يقول له يشوع :
"يا بني، مجّد الرب إِلَه إسرائيل واعترف له". وينهي المحكوم عليه الاعتراف بقوله : "حقًا إني أَخطأت إلى الرب إلَه إسرائيل وجنيت هذا الأَمر".
والغرض من الاعتراف, كما يقول الحكماء, هو أن يكون له نصيبًا في العالم الأتي, ويكون موته تكفيرًا عن ذنبه, ومن يجهل صيغة الاعتراف يُلقنها لينطق بها, قبل اتمام عملية الرجم والموت.

وبذلك يتضح أن الشعب الاسرائيلي - حاليًا - كله مستوجبا للرجم, لأن ثلثيه علمانيون, وملحدون, ولا يؤمنون بوجود اله, والثلث الباقي أجاز لهم البرلمان (الكنيست) الزواج المثلي للرجال (اللواط) وللنساء (السحاق) وعدّه علاقة قانونية بموجب الحريّة المنحرفة, وقليل من الأطفال هم الناجون من هذا المجتمع المتحلل !!
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا يادكتور ... حفظك الله ...كنت ابحث عن الرجم في الديانة اليهودية.... لتفسير آية موسى عليه السلام في سورة الدخان في قول الحق..." وإني عوذت بربي وربكم ان ترجمون" فجزاك الله عنا خير الجزاء وكذلك فاني ابحث عن كلمة ربانيين هل استخدمت في شريعتهم ومن يوصف بها؟

    ردحذف
  2. شرح جميل ومبسط نفع الله بكم وجزاكم الله خيرا

    ردحذف