**************************************
فضلا الصبر قليلا وقراءة المنشور عن آخره ليصل ما بذلنا فيه جهدًا إلى الباحثين عن الحقيقة ..
تناول صاحب التسجيل الآتي رابطه:
https://www.youtube.com/watch?v=CKS-s5z57CE
(جدير بالذكر أن هذا الفيديو تم حذفه).
أربع من مجموعات الحروف المتقطعة وهى : ألم, ألر, طه, كهيعص.
قال في حديثه: إن القرآن الكريم متخم بالكلمات ذات الأصول الآرامية!
وأن حروف الهجاء العربية مأخوذة قياسًا على حروف الهجاء السريانية! وأن الحروف الأبجدية السريانية كل حرف له معنى! وبناء على ذلك فهو يجد فيها معاني كل الحروف المقطعة في بدايات بعض سور القرآن الكريم!
سأتناول فيما يلي أهم ما جاء بالتسجيل وتعليقي عليه:
• ألم : تقابل אלם في العبرية, وتنطق (إِلِم) وقال إن معناها صمتًا, وأن داود عليه السلام كان يستخدمها في بداية خطبه الواردة في الزبور حينما يريد التنبيه إلى أنه سيتحدث في شيء مهم.
وهذه الحروف الثلاثة يحمل جذرها في العبرية (ككلمة) بالفعل معنى الصمت والسكوت. لكنه لم يخبرنا من أين عرف أن داود عليه السلام كان يقولها في بداية خطابه بنصوص الزبور!
فضلا عن تجاوزه حقيقة أن هذه الحروف لا تنطق ككلمات بل كحروف منفصل أحدها عن الآخر لذلك سميت بالحروف المتقطعة.
• ألر : אלר قال إنها تنطق (لير/ أو آلير), وأن معناها تأمل وتبصَّر, وأضاف أن حرف الألف (א) في الكلمة يعني (القوّة), وأن حرفي اللام والراء (לר) بمعنى تأمل/ وتبصَّر, وأن المعنى الإجمالي للحروف ككلمة – في العبرية – يعني (تأمل بقوّة)!
ولم يقل لنا صاحب هذا الكلام من أين أتى بمعلوماته هذه؟ وأيضًا لماذا عكس اتجاه القراءة وجعله من اليسار إلى اليمين ليوائم المعنى الذي قال به؟
حيث إن قواميس العبرية ليس فيها هذا الجذر (אלר) بالمرة! ولم يرد أن حرف الألف (א) يحمل معنى القوّة, أو أن حرفي اللام والراء (לר) بمعنى تأمل! فهذا لم نجده في أي من المعاجم المتاحة! وحتى لو افترضنا أنه فعل أجوف واوي؛ لور (לור), أو أجوف يائي لير (ליר), فهذا الجذر غير موجود بالمرّة في العبرية!
أما ما جعله يعكس وضع قراءة المعنى – على فرض صحته – مع وضع الحروف فهذا ما لم نجد له إجابة مقنعة!
• طه : טה قال فيها إن معنى الهاء (ה) فيها كمعنى حرفي النداء في اللغة الإنجليزية (Hi), وهى بمعنى (يا), وأضاف عن الطاء إن معناها في العبرية القديمة والآرامية القديمة أيضًا (رجل)!! والمعنى الإجمالي للحروف هو (يا رجل)!
ولا أعرف من أين أتى بهذا الكلام! فضلا عن قراءته للمعنى – على فرض صحته – من اليسار إلى اليمين, باتجاه معكوس للقراءة في اللغات العربية والعبرية والآرامية!
• كهيعص : כהיעץ : قسم صاحب الكلام هذه الحروف إلى مجموعتين: الأولى كه (כה), والثانية يعص (יעץ), وقال إن معنى (כה) هو هكذا, وأن معنى (יעץ) يعظ وينصح. والمعاني صحيحة في العبرية والجذور القديمة للحروف لو اجتمعت ككلمة واحدة.
ولا نختلف معه في تركيب هذا المعنى على هذه الكلمات, على فرض أن هناك حرية في جعلها كلمتين رغمًا عن اتفاق جميع المفسرين والعلماء على أن هذه الحروف لا تنطق بغير تقطيع. وهو جوهر الإعجاز فيها وغرض القائل الأعلى (الله) سبحانه وتعالى.
وعلمًا بأن الجذر (אלם) في العبرية يحمل معان أخرى (قرر/حكم), فلماذا اختار معنى (الوعظ)! هل ليسهل له اليتوافق جزئيا مع السياق!!
يعد فعله اجتراء على ثوابت العقيدة, وإثمًا سيحاسب عليه!
ولم يخبرنا صاحب التسجيل ماذا عن بقية الحروف المقطعة (ص، ق، ن ، طس، يس، حم، طسم, المص، المر، حم عسق)؟!
وراح يدعم ماذهب إليه بكلام بديهي عند العارفين وعلماء اللغة والمتخصصين؛ فقال:
• إن كلمة (حوبًا) في الآية الكريمة :
(وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) سورة النساء/الآية 2
لا يمكن معرفة معناها بغير الرجوع إلى اللغة الآرامية!! أو العبرية!!
كلامه افتراء, وقلة معرفة, وادعاء العلم! لأنه لو رجع إلى كتب التفسير, ومعاجم اللغة, لعرف أن قدامي المفسرين أو إن شئت قلت جميعهم قالوا إن معنى (حوبًا) هو الإثم والظلم والجور, والذنب.
فكيف يتفوَّه بهذا الكلام في حق العلماء؟ وهو يقر بحداثة عهده باللغات السامية!
• وقال عن (جهنم) إنه وادي كان سليمان عليه السلام يعذب الجن المارق عن أوامره فيه!
من أين أتى بهذه المعلومة؟
ومعروف أن تحليل الكلمة في العبرية كالتالي: تقسم كلمة جهنم وباعبرية (גהינום) إلى حرف الجيم وينطق جيء (ג) وهى كما ورد بمعنى (وادي), وهِنوم (הנום) وهى اسم بمعنى (هنوم), فيكون المعنى الإجمالي هو (وادي هنوم).
وفي تحليل آخر يرجع الاسم ((גהינום) إلى وادي ابن هنوم (גיא בן הנום) (يهوشوَّع (15 : 10). وهو وادي سحيق العمق كان بالجهة الغربية الجنوبية لمدينة القدس. واشتهر هذا الوادي السحيق بإلقاء الأطفال أصحاب العاهات والمعاقين, والمبتسرين؛ ناقصي النمو, وغيرهم ممن نُذروا كقرابين لآلهة أجنبية حيث كانوا يلقون فيه ويحرَّقون بالنار ومن هنا ساءت سمعة هذا الوادي واتخذ اسمه رعبًا وتهديدًا لمن يخالف تعليمات الحكام من الملوك وغيرهم ممن عبدوا الأوثان!
• وقال إن اسم (علي) من الكلمة العبرية عليون (עליון).
وهذا خطأ أو إن شئت الدقّة ولماذا لا يكون من العلوّ في العربية, أما عليون (עליון) فلها تحليل يرجع فيه الاسم إلى الجذر (עלה), بمعنى علا وارتفع المشترك بين اللغات السامية.
وهو يتخيل - وهو مبتديء في تعلّم العبرية - أن مجرد اكتشافه لمعاني بعض الكلمات في القرآن الكريم من العبرية - يتخيل انه بلغ مرقى عاليا لم يبلغه غيره! ولم يعلم أن المتخصصين في اللغات السامية يمكنهم عن طريق التحليل اللغوي وعلم المقارنات اللغوية الوصول إلى لا أقول مئات بل آلاف الكلمات في العبرية والآرامية تشترك ألفاظها في الجذور مع ما جا في عربية القرآن الكريم, وعربية ما قبل القرآن الكريم.
مع التأكيد على أن تلك اللغات لا تبلغ كمال العربية وغنائها بالمفردات وطرق الاشتقاق وغير ذلك مما يعلمه اليهود مثل العرب تماما ويعترف به المنصفون منهم.
وبالإجمال فإن ما جاء في هذا التسجيل من أن بعض الحروف المقطعة لها معاني في العبرية أو الآرامية لا يرقى بأي حال من الأحوال ليكون فتحًا لسرّ أراده الله من وراء مجيئها بهذا الشكل لتظل ضربًا معجزًا من التحدِّي الإلهي لكل من يتجرأ على آيات القرآن الكريم ويزعم أن بإمكانه أن يركِّب من حروف الأبجدية الصامتة هذا الإعجاز البياني المذهل للبشر عبر تاريخ البشرية منذ نزل القرآن على سيدنا وسيد خلق اللع أجمعين؛ محمد صلى الله عليه وسلّم وإلى أن تقوم الساعة.
. . . . . . . .
وجدير بالذكر أن مترجمي معاني (القرآن الكريم) من اليهود لم يترجموا هذه الحروف المقطعة بمعاني أيًا كانت والتزموا ما جاء في تفاسير المسلمين ونقلوا وصفهم لها؛ فقال "يوسف يوئيل ريفلين" عنها في مفتتح سورة البقرة : (هى من الحروف الكائنة في بدايات سور عدّة, والتي لم تفسَّر جيدًا إلى اليوم. وأردف قائل: يقول المسلمون عنها (الله يعلم تأويلها) المصدر: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية, يوسف يوئيل ريفلين, 1987, طبعة إسرائيل. ص 3.
ويشهد يهود وغير يهود على قصور اللغة العبرية عن بلوغ مستوى العربية الغنية بالمفردات والألفاظ في شتى المجالات وغير ذلك من طرق الاشتقاق وفنون القول.
عن الحروف المقطعة
*****************
جاءت الحروف المقطعة في فاتحة تسع وعشرين سورة، وهي:
{الم}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة. {المص}: الأعراف. {الر}: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر. {المر}: الرعد. {كهيعص}: مريم. {طه}: طه. {طسم}: الشعراء، القصص. {طس}: النمل. {يس}: يس. {ص}: ص. {حم}: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف. {حم، عسق}: الشورى. {ق}: ق. {ن}: القلم.
يبلغ عدد الحروف المقطعة بعد حذف المكرر منها (14) حرفاً, وهي تمثل نصف عدد الحروف الهجائية العربية, وتأتي في أوائل (29) من سور القرآن الكريم. وتصنف على أساس المباني إلى:
ذات الحرف الواحد: ص، ق، ن. وذات الحرفين: طه، طس، يس، حم. وذات الثلاثة أحرف: الم، الر، طسم. وذات الأربعة أحرف: المص، المر. وذات الخمسة أحرف: كهيعص، حم عسق.
وتجمع في أقوال :
(صراط علي حق نمسكه)، و(صح طريقك مع السنة)، و(طرق سمعك النصيحة)، و(سر حصين قطع كلامه)، و(صن سراً يقطعك حمله)، و(من حرص على بطه كاسر)، و(نص حكيم قاطع له سر)، و(ألم يسطع نور حق كره).
ومن الحروف المقطعة ما تكرر في فواتح السور، على النحو الآتي: ما افتتحت به سورة واحدة: المص، المر، كهيعص، طه، طس، يس، ص، حم عسق، ق، ن. وما افتتحت به سورتان: طسم. وما افتتحت به خمس سور: الر. وما افتتحت به ست سور: الم، حم.
وتسمى السور المفتتحة بـ(طسم) و(طس): الطواسيم أو الطواسين، وتسمى السور المفتتحة بـ(حم): الحواميم.
ولا تُقرأ هذه الحروف كالأسماء مثل باقي الكلمات، بل تقرأ واحدة واحدة بصورة متقطعة، ومن أجل ذلك سميت بالحروف المقطعة. فننطق (الم) بهذه الكيفية: (ألفْ لامْ ميمْ)، وننطق (طسم) بهذه الكيفية: (طا سينْ ميمْ)، وهكذا بالنسبة للبقية، مع ملاحظة تسكين الأواخر باستمرار.
وجه الإعجاز فيها كأن الله يقول للعرب الذين تفوقوا في البلاغة والفصاحة:
إن آيات هذا الكتاب أو التنزيل أو القرآن إنما جاءت بهذه الحروف التي بين أيديكم وفي لغتكم، فهل تقدرون على الإتيان بسورة واحدة منه؟
وقد أعجبني منْ أراد تقريب معاني هذه الحروف للأذهان فشبّه ذلك بمن يقدم لك لوحة فنية بديعة بالألوان مختلفة، ثم يعطيك بعض أقلام الألوان ويقول لك: بهذه اللوان؛ الأحمر والأصفر والأزرق أنا صنعت هذه اللوحة الرائعة، فهل تستطيع أن ترسم لوحة بديعة مثلها؟ (باعتبار أن هذه الثلاثة ألوان هي الألوان الرئيسة المكونة لباقي الألوان المختلفة - كما هو ثابت علمياً-، أو رغبة في الإشارة إلى أن من جنس هذه الألوان وأشباهها صنعت هذه اللوحة البديعة.
ومما يزيد من إعجاز هذه الحروف إنها تكون هي الغالبة على باقي الحروف في الكلمات، ففي سورة (ق) -على سبيل المثال- نجد أن حرف القاف هو الأكثر إحصائياً بين سائر الحروف في الكلمات، كما السورة تطرق موضوعات مبنية على حرف القاف، مثل: (ذكر القرآن، ذكر الخلق، ذكر الرقيب، ذكر القتل، ذكر المتقين، ذكر تشقق الأرض، ذكر الرزق، ...الخ).
د. سامي الإمام
أستاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
فضلا الصبر قليلا وقراءة المنشور عن آخره ليصل ما بذلنا فيه جهدًا إلى الباحثين عن الحقيقة ..
تناول صاحب التسجيل الآتي رابطه:
https://www.youtube.com/watch?v=CKS-s5z57CE
(جدير بالذكر أن هذا الفيديو تم حذفه).
أربع من مجموعات الحروف المتقطعة وهى : ألم, ألر, طه, كهيعص.
قال في حديثه: إن القرآن الكريم متخم بالكلمات ذات الأصول الآرامية!
وأن حروف الهجاء العربية مأخوذة قياسًا على حروف الهجاء السريانية! وأن الحروف الأبجدية السريانية كل حرف له معنى! وبناء على ذلك فهو يجد فيها معاني كل الحروف المقطعة في بدايات بعض سور القرآن الكريم!
سأتناول فيما يلي أهم ما جاء بالتسجيل وتعليقي عليه:
• ألم : تقابل אלם في العبرية, وتنطق (إِلِم) وقال إن معناها صمتًا, وأن داود عليه السلام كان يستخدمها في بداية خطبه الواردة في الزبور حينما يريد التنبيه إلى أنه سيتحدث في شيء مهم.
وهذه الحروف الثلاثة يحمل جذرها في العبرية (ككلمة) بالفعل معنى الصمت والسكوت. لكنه لم يخبرنا من أين عرف أن داود عليه السلام كان يقولها في بداية خطابه بنصوص الزبور!
فضلا عن تجاوزه حقيقة أن هذه الحروف لا تنطق ككلمات بل كحروف منفصل أحدها عن الآخر لذلك سميت بالحروف المتقطعة.
• ألر : אלר قال إنها تنطق (لير/ أو آلير), وأن معناها تأمل وتبصَّر, وأضاف أن حرف الألف (א) في الكلمة يعني (القوّة), وأن حرفي اللام والراء (לר) بمعنى تأمل/ وتبصَّر, وأن المعنى الإجمالي للحروف ككلمة – في العبرية – يعني (تأمل بقوّة)!
ولم يقل لنا صاحب هذا الكلام من أين أتى بمعلوماته هذه؟ وأيضًا لماذا عكس اتجاه القراءة وجعله من اليسار إلى اليمين ليوائم المعنى الذي قال به؟
حيث إن قواميس العبرية ليس فيها هذا الجذر (אלר) بالمرة! ولم يرد أن حرف الألف (א) يحمل معنى القوّة, أو أن حرفي اللام والراء (לר) بمعنى تأمل! فهذا لم نجده في أي من المعاجم المتاحة! وحتى لو افترضنا أنه فعل أجوف واوي؛ لور (לור), أو أجوف يائي لير (ליר), فهذا الجذر غير موجود بالمرّة في العبرية!
أما ما جعله يعكس وضع قراءة المعنى – على فرض صحته – مع وضع الحروف فهذا ما لم نجد له إجابة مقنعة!
• طه : טה قال فيها إن معنى الهاء (ה) فيها كمعنى حرفي النداء في اللغة الإنجليزية (Hi), وهى بمعنى (يا), وأضاف عن الطاء إن معناها في العبرية القديمة والآرامية القديمة أيضًا (رجل)!! والمعنى الإجمالي للحروف هو (يا رجل)!
ولا أعرف من أين أتى بهذا الكلام! فضلا عن قراءته للمعنى – على فرض صحته – من اليسار إلى اليمين, باتجاه معكوس للقراءة في اللغات العربية والعبرية والآرامية!
• كهيعص : כהיעץ : قسم صاحب الكلام هذه الحروف إلى مجموعتين: الأولى كه (כה), والثانية يعص (יעץ), وقال إن معنى (כה) هو هكذا, وأن معنى (יעץ) يعظ وينصح. والمعاني صحيحة في العبرية والجذور القديمة للحروف لو اجتمعت ككلمة واحدة.
ولا نختلف معه في تركيب هذا المعنى على هذه الكلمات, على فرض أن هناك حرية في جعلها كلمتين رغمًا عن اتفاق جميع المفسرين والعلماء على أن هذه الحروف لا تنطق بغير تقطيع. وهو جوهر الإعجاز فيها وغرض القائل الأعلى (الله) سبحانه وتعالى.
وعلمًا بأن الجذر (אלם) في العبرية يحمل معان أخرى (قرر/حكم), فلماذا اختار معنى (الوعظ)! هل ليسهل له اليتوافق جزئيا مع السياق!!
يعد فعله اجتراء على ثوابت العقيدة, وإثمًا سيحاسب عليه!
ولم يخبرنا صاحب التسجيل ماذا عن بقية الحروف المقطعة (ص، ق، ن ، طس، يس، حم، طسم, المص، المر، حم عسق)؟!
وراح يدعم ماذهب إليه بكلام بديهي عند العارفين وعلماء اللغة والمتخصصين؛ فقال:
• إن كلمة (حوبًا) في الآية الكريمة :
(وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) سورة النساء/الآية 2
لا يمكن معرفة معناها بغير الرجوع إلى اللغة الآرامية!! أو العبرية!!
كلامه افتراء, وقلة معرفة, وادعاء العلم! لأنه لو رجع إلى كتب التفسير, ومعاجم اللغة, لعرف أن قدامي المفسرين أو إن شئت قلت جميعهم قالوا إن معنى (حوبًا) هو الإثم والظلم والجور, والذنب.
فكيف يتفوَّه بهذا الكلام في حق العلماء؟ وهو يقر بحداثة عهده باللغات السامية!
• وقال عن (جهنم) إنه وادي كان سليمان عليه السلام يعذب الجن المارق عن أوامره فيه!
من أين أتى بهذه المعلومة؟
ومعروف أن تحليل الكلمة في العبرية كالتالي: تقسم كلمة جهنم وباعبرية (גהינום) إلى حرف الجيم وينطق جيء (ג) وهى كما ورد بمعنى (وادي), وهِنوم (הנום) وهى اسم بمعنى (هنوم), فيكون المعنى الإجمالي هو (وادي هنوم).
وفي تحليل آخر يرجع الاسم ((גהינום) إلى وادي ابن هنوم (גיא בן הנום) (يهوشوَّع (15 : 10). وهو وادي سحيق العمق كان بالجهة الغربية الجنوبية لمدينة القدس. واشتهر هذا الوادي السحيق بإلقاء الأطفال أصحاب العاهات والمعاقين, والمبتسرين؛ ناقصي النمو, وغيرهم ممن نُذروا كقرابين لآلهة أجنبية حيث كانوا يلقون فيه ويحرَّقون بالنار ومن هنا ساءت سمعة هذا الوادي واتخذ اسمه رعبًا وتهديدًا لمن يخالف تعليمات الحكام من الملوك وغيرهم ممن عبدوا الأوثان!
• وقال إن اسم (علي) من الكلمة العبرية عليون (עליון).
وهذا خطأ أو إن شئت الدقّة ولماذا لا يكون من العلوّ في العربية, أما عليون (עליון) فلها تحليل يرجع فيه الاسم إلى الجذر (עלה), بمعنى علا وارتفع المشترك بين اللغات السامية.
وهو يتخيل - وهو مبتديء في تعلّم العبرية - أن مجرد اكتشافه لمعاني بعض الكلمات في القرآن الكريم من العبرية - يتخيل انه بلغ مرقى عاليا لم يبلغه غيره! ولم يعلم أن المتخصصين في اللغات السامية يمكنهم عن طريق التحليل اللغوي وعلم المقارنات اللغوية الوصول إلى لا أقول مئات بل آلاف الكلمات في العبرية والآرامية تشترك ألفاظها في الجذور مع ما جا في عربية القرآن الكريم, وعربية ما قبل القرآن الكريم.
مع التأكيد على أن تلك اللغات لا تبلغ كمال العربية وغنائها بالمفردات وطرق الاشتقاق وغير ذلك مما يعلمه اليهود مثل العرب تماما ويعترف به المنصفون منهم.
وبالإجمال فإن ما جاء في هذا التسجيل من أن بعض الحروف المقطعة لها معاني في العبرية أو الآرامية لا يرقى بأي حال من الأحوال ليكون فتحًا لسرّ أراده الله من وراء مجيئها بهذا الشكل لتظل ضربًا معجزًا من التحدِّي الإلهي لكل من يتجرأ على آيات القرآن الكريم ويزعم أن بإمكانه أن يركِّب من حروف الأبجدية الصامتة هذا الإعجاز البياني المذهل للبشر عبر تاريخ البشرية منذ نزل القرآن على سيدنا وسيد خلق اللع أجمعين؛ محمد صلى الله عليه وسلّم وإلى أن تقوم الساعة.
. . . . . . . .
وجدير بالذكر أن مترجمي معاني (القرآن الكريم) من اليهود لم يترجموا هذه الحروف المقطعة بمعاني أيًا كانت والتزموا ما جاء في تفاسير المسلمين ونقلوا وصفهم لها؛ فقال "يوسف يوئيل ريفلين" عنها في مفتتح سورة البقرة : (هى من الحروف الكائنة في بدايات سور عدّة, والتي لم تفسَّر جيدًا إلى اليوم. وأردف قائل: يقول المسلمون عنها (الله يعلم تأويلها) المصدر: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية, يوسف يوئيل ريفلين, 1987, طبعة إسرائيل. ص 3.
ويشهد يهود وغير يهود على قصور اللغة العبرية عن بلوغ مستوى العربية الغنية بالمفردات والألفاظ في شتى المجالات وغير ذلك من طرق الاشتقاق وفنون القول.
عن الحروف المقطعة
*****************
جاءت الحروف المقطعة في فاتحة تسع وعشرين سورة، وهي:
{الم}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة. {المص}: الأعراف. {الر}: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر. {المر}: الرعد. {كهيعص}: مريم. {طه}: طه. {طسم}: الشعراء، القصص. {طس}: النمل. {يس}: يس. {ص}: ص. {حم}: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف. {حم، عسق}: الشورى. {ق}: ق. {ن}: القلم.
يبلغ عدد الحروف المقطعة بعد حذف المكرر منها (14) حرفاً, وهي تمثل نصف عدد الحروف الهجائية العربية, وتأتي في أوائل (29) من سور القرآن الكريم. وتصنف على أساس المباني إلى:
ذات الحرف الواحد: ص، ق، ن. وذات الحرفين: طه، طس، يس، حم. وذات الثلاثة أحرف: الم، الر، طسم. وذات الأربعة أحرف: المص، المر. وذات الخمسة أحرف: كهيعص، حم عسق.
وتجمع في أقوال :
(صراط علي حق نمسكه)، و(صح طريقك مع السنة)، و(طرق سمعك النصيحة)، و(سر حصين قطع كلامه)، و(صن سراً يقطعك حمله)، و(من حرص على بطه كاسر)، و(نص حكيم قاطع له سر)، و(ألم يسطع نور حق كره).
ومن الحروف المقطعة ما تكرر في فواتح السور، على النحو الآتي: ما افتتحت به سورة واحدة: المص، المر، كهيعص، طه، طس، يس، ص، حم عسق، ق، ن. وما افتتحت به سورتان: طسم. وما افتتحت به خمس سور: الر. وما افتتحت به ست سور: الم، حم.
وتسمى السور المفتتحة بـ(طسم) و(طس): الطواسيم أو الطواسين، وتسمى السور المفتتحة بـ(حم): الحواميم.
ولا تُقرأ هذه الحروف كالأسماء مثل باقي الكلمات، بل تقرأ واحدة واحدة بصورة متقطعة، ومن أجل ذلك سميت بالحروف المقطعة. فننطق (الم) بهذه الكيفية: (ألفْ لامْ ميمْ)، وننطق (طسم) بهذه الكيفية: (طا سينْ ميمْ)، وهكذا بالنسبة للبقية، مع ملاحظة تسكين الأواخر باستمرار.
وجه الإعجاز فيها كأن الله يقول للعرب الذين تفوقوا في البلاغة والفصاحة:
إن آيات هذا الكتاب أو التنزيل أو القرآن إنما جاءت بهذه الحروف التي بين أيديكم وفي لغتكم، فهل تقدرون على الإتيان بسورة واحدة منه؟
وقد أعجبني منْ أراد تقريب معاني هذه الحروف للأذهان فشبّه ذلك بمن يقدم لك لوحة فنية بديعة بالألوان مختلفة، ثم يعطيك بعض أقلام الألوان ويقول لك: بهذه اللوان؛ الأحمر والأصفر والأزرق أنا صنعت هذه اللوحة الرائعة، فهل تستطيع أن ترسم لوحة بديعة مثلها؟ (باعتبار أن هذه الثلاثة ألوان هي الألوان الرئيسة المكونة لباقي الألوان المختلفة - كما هو ثابت علمياً-، أو رغبة في الإشارة إلى أن من جنس هذه الألوان وأشباهها صنعت هذه اللوحة البديعة.
ومما يزيد من إعجاز هذه الحروف إنها تكون هي الغالبة على باقي الحروف في الكلمات، ففي سورة (ق) -على سبيل المثال- نجد أن حرف القاف هو الأكثر إحصائياً بين سائر الحروف في الكلمات، كما السورة تطرق موضوعات مبنية على حرف القاف، مثل: (ذكر القرآن، ذكر الخلق، ذكر الرقيب، ذكر القتل، ذكر المتقين، ذكر تشقق الأرض، ذكر الرزق، ...الخ).
د. سامي الإمام
أستاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
شكرا يادكتور ، فل نفرض انه غير صادق ودجال ويستحق الموت وانه عدو الله. ماهو تفسيرك لتلك الأحرف يادكتور، اعنى لماذا وضعها الله سبحانه وتعالى فى القرآن، ماهو المبرر في وجودها؟؟؟؟؟؟
ردحذفمقالك سيدي متحيز جدا و دغمائي كعادة كل المثقفين العرب الذين يهدرون طاقة كبيرة في دحض كل ما يعكر صفوهم في تشبثهم بثوابتهم
ردحذفمارأيك دكتور بأن الحروف المقطعة هي رموز لمعاني، مثلا النون هي رمز للنبي يونس الذي يلقب في القرآن بذا النون أي صاحب الحوت، والنون هي اسم للحوت، والسورة التي تبدأ بحرف النون يتم فيها ذكر النبي يونس .. خذ مثلا حرف الف .. الف هو أول حرف هو رمز للبداية ،و في القرآن تحديدا بدأ الخلق .. وبالفعل كل السور التي يكون فيها حرف الألف المقطع يتم الحديث عن بدأ الخلق عن خلق آدام .. فالألف هي رمز لبدأ الخلق .. أما الميم فهي رمز للحكمة ففي كل السور التي فيها ميم يتم فيها ذكر الكتاب الحكيم .. والكتاب الحكيم دلالة على التوارة أو القرآن الكريم
ردحذف