الثلاثاء، 13 مايو 2014

زواج يوسف الصدِّيق من أوسنات ( المصرية الوثنيّة)! יוסף הצדקני ואוסנת (המצרית עובדת האלילים)


ورد في سفر التكوين أن فرعون غيّر اسم :يوسف" عليه السلام, إلى ما ترجمته بالعبرية "صوفنات فعنيَّح" وترجمة هذا الاسم هى"كاتم السرّ/أمين السرّ". وربما تشير هذه التسميّة لوظيفة يوسف بعد أن استطاع تفسير حلم فرعون, لأن مكانته تغيرت منذ تلك اللحظة في نظر فرعون ولدى كل حاشيته وكل المصريين؛ فعُين نائبًا لفرعون, ومسئولا كبيرًا في قصره.
جدير بالذكر أن حديثنا هنا مستقى من المصادر العبرية وليس العربية .
وردت في التوراة حكاية مضمونها أن "أوسنات" هى ابنة دينا بنت يعقوب التي كان اغتصبها رجل يدعى "حمور بن شكيم" فلما ولدت هذه الطفلة أسمتها "أوسنات" وهو اسم يتضمن حروف كلمة "كارثتي/مصيبتي" بالعبرية (אסוני/ת : أسُون/ت, التاء غير واضح مرجعها بالضبط), وبذلك تتضمّن التسمية فعل الاغتصاب!
وهناك تفسيرًا آخر للاسم أوسنات/أُسنات (אוסנת), أنه بالمصرية القديمة (نسي نيت) الذي يعني (منسوب للإلهة نيت) إلهة الحكمة, وقد يعني الاسم بناء على ذلك (الحكيمة بنيت). وكانت ابنة كاهن معبد (أون) إله الشمس, وكان من أكبر معابد مصر.
القصة
*****
هناك كتاب خارجي دوِّن على ما يبدو بواسطة مؤلف يوناني في الاسكندرية, باللغة اليونانية بين القرنين الأول والثالث قبل الميلاد. يعدّ هذا الكتاب محاولة لفهم ظروف زواج يوسف بن يعقوب بأوسنات ابنة "فوطي فيرع" كاهن معبد أون (هليوبوليس), بمصر العليا كما جاء في سفر التكوين (41 : 45, 50 – 52).
وطبقًا لما ورد بهذا الكتاب فإن "أوسنات/أُسنات" كانت فتاة عذراء تحولت إلى اليهودية بعد ان كانت عابدة الأوثان. تتضمن القصة الجهود التي بذلتها أوسنات من أجل الفوز بزواج يوسف الصدِّيق بعد أن أحبته حبًا شديدًا.
ورد ذكر زواج يوسف من أوسنات مرات عدّة في سفر التكوين, وهنا يبرز سؤال كيف يمكن ليوسف الصدّيق أن يتزوج من امرأة هى ابنة كاهن وثني مصري؟
لقد أجاب الحكماء عن هذا السؤال, ويُفهم بمقتضى هذه الإجابة أن أوسنات هى ابنة "دينا بنت يعقوب" و"شكيم بن حامور", أي ابنة اخت يوسف عليه السلام, وكان تبناها فوطي فيرع!. يزعم مؤلف القصة أن أوسنات تهوَّدت بعد ان كانت عابدة للأوثان!
وهناك هدف آخر من تأليف هذه القصة وهو تشجيع اتجاه كان بارزًا في زمن تأليف القصة وهو التهوّد لدى اليونانيين والرومان, خاصة بين نساء الطبقة العليا في المجتمع.
كانت أوسنات ابنة فوطي فيرع فتاة عذراء فائقة الجمال انتشر خبر جمالها في أنحاء الأرض, طلب كثيرون بمن فيهم الابن البكر لفرعون يدها لكنها رفضت. كانت أوسنات تفضل الحياة في برج منيع في قصر أبيها, مع سبع عذراوات أخريات, هن فتياتها, وأن تعبد أوثان أبيها. عاشت هناك كناسكة و"تجاهلت جميع الرجال"!
حلّ ضيفُ, في يوم من الأيام, على بيت فوطي فيرع, هو يوسف, كان أُرسل من قبل فرعون لجمع الضرائب من رعاياه.
اقترح فوطي فيرع على ابنته أوسنات أن تتزوج من يوسف صاحب المقام الرفيع في بلاط الملك, لكن أوسنات رفضت بسخرية, الزواج من أجنبي ابن راعي غنم بيع للاسماعيليين.
لكنها أثناء عودتها إلى حجرتها شاهدت يوسف من بعيد, فهالها طلعته وجماله وأحبته.
وكان يوسف غير معني بزواج امرأة أجنبية أيضًا وطلب من فوطي فيرع ألا يأتي بها أمامه.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق