أود الإشارة إلى أن هذا التصوّر للحرب الفاصلة بين فريقين؛ فريق الرب
(الإسرائيليون), والجوييم (غير اليهود - جوج وماجوج وحلفائه), إنما هو نقل
لما ورد في أسفار الكتاب المقدس اليهودي (التناخ) وشروحاته.يمكننا تلخيص أسباب معركة جوج وماجوج, بحسب التوراة, فيما يلي:
*إظهار قوة الرب: تلك القوة التي لا تقهر بتقديم كل تلك الشعوب ضحية على مذبح تقديس الرب وضمان عبادة شعبه إسرائيل له!؛ تقول النبوءة :
(في ذلك اليوم تحدث هزّة عظيمة..، وتندك الجبال, وتسقط المعاقل, وتنهار كل الأسوار إلَى الأرض. وأسلّط عليه السيف في كل جبالي يقول السيد الرب، فيكون سيف كل رجل ضد أخيه. وأدينه بالوباء وبالدم، وأمطر عليه وعلى جيوشه وعلى جموع حلفائه الغفيرة مطراً جارفاً وبرداً عظيماً وناراً وكبريتاً. فأعظِّم نفسي وأقدسها، وأعلن ذاتي على مرأى من كل الأمم، فيدركون أنِّي أنا الرب).
وتضيف النبوءة :
(وهذا هو البلاء الذي يُعاقب به الرب جميع الشعوب الذين اجتمعوا على أورشليم: تتهرَّأ لحومهم وهم واقفون على أرجلهِم، وتتآكل عيونهم في أوقابها، وتتلف ألسنتهم في أفواههِم..... ويصيب بلاء مماثل الخيول, والبغال, والجمال, والحمير, وسائر البهائم الموجودة).
*واستعراض مظاهر يوم القضاء :
(يوم غضب هو ذلك اليوم، يوم ضيق وعذاب، يوم خراب ودمار، يوم ظلمة واكتئاب، يوم غيوم وقتام. يوم دوي بوق وصيحة قتال ضد المدن الحصينة والبروج الشامخة. فيه أضايق الناس فيمشون كالعمي؛ لأنهم أخطأوا بحق الرب، فتنسكب دماؤهم كالتراب، ولحمهم يتناثر كالجلّة. لا ينقذهم ذهبهم ولا فضّتهم في يوم غضب الرّب؛ إذ بنار غيرته تلتهم كل الأرض، وفيه يضع نهاية مباغتة كاملة سريعة لكل سكان المعمورة).
*ومحاكمة جميع الأمم وحسابها :
وستكون محاكمة صارمة؛ لأنها ستقضي في ما فعلته الأمم بشعب يهوه :
(أجمع الأمم كلها وأحضرهم إلى وادي يهوشافاط، وأحاكمهم هناك من أجل شعبي وميراثي إسرائيل، لأنهم شتّتوهم بين الشعوب واقتسموا أرضي. وألقوا القرعة على شعبي فقايضوا الزانية بالصبيّ، وباعوا الصبيّة لقاء شربة خمر ماذا لديكم ضدي ياصور وصيدون وسائر أقاليم فلسطين؟ أتجازونني على أمر أتيته؟ أم تسعون لإِيذائي؟ إني أنزل العقاب على رؤوسكم بغتة وسريعًا). *تأديب الأمم والانتقام من بعضها :
تأديب من سيتبقى من الأمم بعد المذبحة, ودخولهم في شريعة "يهوه" وابتداؤهم إعمال شريعة الرب.
أما الذين يتقاعسون عن تنفيذ أوامر الرب فسوف يتوقف نزول المطر عليهم. ويأتي الانتقام من بعض الشعوب لثأر قديم, وبخاصة تجاه مصر, وآشور, وكنعان, : (هكذا يكون قصاص مصر), (وتذل كبرياء آشور ويزول قضيب مصر).
*رخاء "يهودا" وخراب "مصر" :
(وتقطر الجبال في ذلك اليوم خمرة عذبة، وتفيض التلال باللبن وجميع ينابيع يهوذا تتدفق ماء، ويخرج ينبوع من هيكل الرب يروي وادي السنط، وتصبح مصر خرابًا، وأدوم قفرًا موحشًا لفرط ما أنزلوه من ظلم بأبناء يهوذا، ولأنهم سفكوا دمًا بريئًا في ديارهم. أما يهوذا فإنه يسكن الأرض إلى الأبد، وتعمر أورشليم مدى الأجيال. وأزكي دمهم الذي لم أبرئه، لأن الرب يسكن في صهيون).
وورد أن يهوه سوف يجمع كل كربات شعبه التي نزلت به عبر السنين ويكيل بمقدارها كربات لشعوب الأرض في ذلك اليوم .
جوج وماجوج – الحرب .. وهمونة – مقابر القتلى
גוג ומגוג – המלחמה.. המונה– קברות ההרוגים :
تقع, بحسب التصور التوراتي, كما ذكرت آنفًا, على جبال أورشليم معركة حامية, تدور رحاها بين "جوج وماجوج" وحالفائهم من جانب, و"بيت إسرائيل" من جانب آخر. يحقق فيها بيت إسرائيل نصرًا ساحقًا على الغزاة.
وتقرر النبوءة أن "يهوه" هو الذي سوف يدير هذه المعركة :
(وأستدعي السيف عليه "يقصد على جوج ومن معه" في كل جبالي .. وأعاقبه بالوباء وبالدم, وأمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرين الذين معه مطرًا جارفًا وحجارة برد عظيمة وكبريتًا), (وأرسل نارا على جوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين).
وأما المكان المرتقب لهذه الأحداث الأخروية فهو كل الأرض :
(وتندك الجبال وتسقط كل الأسوار إلى الأرض ... في كل جبالي).
وتخلف المعركة أعدادًا هائلة من القتلي تستمر عملية دفنهم سبعة أشهر, يشارك فيها جميع "بيت إسرائيل" وجميع طيور الأرض ووحوش البرية في تلك الوليمة العظيمة التي أعدها الرب. أعداد هائلة من الذبائح البشرية, فهذه الطيور والحيوانات تأكل من اللحم حتى تشبع وتسمن وتشرب الدم حتى تسكر!
ثم يُقبر ما يتبقى من آثار الموتى في مدينة المقابر الجماعية المسماة "همونة", وهى مقابر جماعية تدفن فيها جثث قتلى مذبحة جوج في مكان يسمى"وادي جمهور جوج" :
(ومن ذلك اليَوم أجعل لجوج موضعًا يدفن فيه في إسرائيل، هو وادي العابرين المتجه شرقًا نحو البحر (الميّت)، فيسدّ الطريق أمام العابرين؛ إذ هناك يدفنون جوجًا وسائر جيوشه ويدعون الموضع «وادي جمهور جوج». ويقوم شعب إسرائيل بدفنهم طوال سبعة أشهر تطهيرًا للأرض. ويتولى كل شعب الأرض دفنهم، ويكون يوم تمجيدي يومًا مشهودًا لهم، يقول السيد الرّب. ويخصصون رجالاً يتجوّلون دائمًا في الأرض ليدفنوا مع العابرين جثث الباقين على وجه الأرض تطهِيرًا لها. وبعد سبعة أشهر يستكشفونها. فيجتاز العابرون فيها، فإن عثر أحد على عظم إنسان يكوم إلى جواره صوّة إلى أن يأتي العابرون ليدفنوه في وادي جمهور جوج. ويكون اسم المدينة همونة (أي (الجمهور المحشود) وهكذا تتطهّر الأرض.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
*إظهار قوة الرب: تلك القوة التي لا تقهر بتقديم كل تلك الشعوب ضحية على مذبح تقديس الرب وضمان عبادة شعبه إسرائيل له!؛ تقول النبوءة :
(في ذلك اليوم تحدث هزّة عظيمة..، وتندك الجبال, وتسقط المعاقل, وتنهار كل الأسوار إلَى الأرض. وأسلّط عليه السيف في كل جبالي يقول السيد الرب، فيكون سيف كل رجل ضد أخيه. وأدينه بالوباء وبالدم، وأمطر عليه وعلى جيوشه وعلى جموع حلفائه الغفيرة مطراً جارفاً وبرداً عظيماً وناراً وكبريتاً. فأعظِّم نفسي وأقدسها، وأعلن ذاتي على مرأى من كل الأمم، فيدركون أنِّي أنا الرب).
وتضيف النبوءة :
(وهذا هو البلاء الذي يُعاقب به الرب جميع الشعوب الذين اجتمعوا على أورشليم: تتهرَّأ لحومهم وهم واقفون على أرجلهِم، وتتآكل عيونهم في أوقابها، وتتلف ألسنتهم في أفواههِم..... ويصيب بلاء مماثل الخيول, والبغال, والجمال, والحمير, وسائر البهائم الموجودة).
*واستعراض مظاهر يوم القضاء :
(يوم غضب هو ذلك اليوم، يوم ضيق وعذاب، يوم خراب ودمار، يوم ظلمة واكتئاب، يوم غيوم وقتام. يوم دوي بوق وصيحة قتال ضد المدن الحصينة والبروج الشامخة. فيه أضايق الناس فيمشون كالعمي؛ لأنهم أخطأوا بحق الرب، فتنسكب دماؤهم كالتراب، ولحمهم يتناثر كالجلّة. لا ينقذهم ذهبهم ولا فضّتهم في يوم غضب الرّب؛ إذ بنار غيرته تلتهم كل الأرض، وفيه يضع نهاية مباغتة كاملة سريعة لكل سكان المعمورة).
*ومحاكمة جميع الأمم وحسابها :
وستكون محاكمة صارمة؛ لأنها ستقضي في ما فعلته الأمم بشعب يهوه :
(أجمع الأمم كلها وأحضرهم إلى وادي يهوشافاط، وأحاكمهم هناك من أجل شعبي وميراثي إسرائيل، لأنهم شتّتوهم بين الشعوب واقتسموا أرضي. وألقوا القرعة على شعبي فقايضوا الزانية بالصبيّ، وباعوا الصبيّة لقاء شربة خمر ماذا لديكم ضدي ياصور وصيدون وسائر أقاليم فلسطين؟ أتجازونني على أمر أتيته؟ أم تسعون لإِيذائي؟ إني أنزل العقاب على رؤوسكم بغتة وسريعًا). *تأديب الأمم والانتقام من بعضها :
تأديب من سيتبقى من الأمم بعد المذبحة, ودخولهم في شريعة "يهوه" وابتداؤهم إعمال شريعة الرب.
أما الذين يتقاعسون عن تنفيذ أوامر الرب فسوف يتوقف نزول المطر عليهم. ويأتي الانتقام من بعض الشعوب لثأر قديم, وبخاصة تجاه مصر, وآشور, وكنعان, : (هكذا يكون قصاص مصر), (وتذل كبرياء آشور ويزول قضيب مصر).
*رخاء "يهودا" وخراب "مصر" :
(وتقطر الجبال في ذلك اليوم خمرة عذبة، وتفيض التلال باللبن وجميع ينابيع يهوذا تتدفق ماء، ويخرج ينبوع من هيكل الرب يروي وادي السنط، وتصبح مصر خرابًا، وأدوم قفرًا موحشًا لفرط ما أنزلوه من ظلم بأبناء يهوذا، ولأنهم سفكوا دمًا بريئًا في ديارهم. أما يهوذا فإنه يسكن الأرض إلى الأبد، وتعمر أورشليم مدى الأجيال. وأزكي دمهم الذي لم أبرئه، لأن الرب يسكن في صهيون).
وورد أن يهوه سوف يجمع كل كربات شعبه التي نزلت به عبر السنين ويكيل بمقدارها كربات لشعوب الأرض في ذلك اليوم .
جوج وماجوج – الحرب .. وهمونة – مقابر القتلى
גוג ומגוג – המלחמה.. המונה– קברות ההרוגים :
تقع, بحسب التصور التوراتي, كما ذكرت آنفًا, على جبال أورشليم معركة حامية, تدور رحاها بين "جوج وماجوج" وحالفائهم من جانب, و"بيت إسرائيل" من جانب آخر. يحقق فيها بيت إسرائيل نصرًا ساحقًا على الغزاة.
وتقرر النبوءة أن "يهوه" هو الذي سوف يدير هذه المعركة :
(وأستدعي السيف عليه "يقصد على جوج ومن معه" في كل جبالي .. وأعاقبه بالوباء وبالدم, وأمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرين الذين معه مطرًا جارفًا وحجارة برد عظيمة وكبريتًا), (وأرسل نارا على جوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين).
وأما المكان المرتقب لهذه الأحداث الأخروية فهو كل الأرض :
(وتندك الجبال وتسقط كل الأسوار إلى الأرض ... في كل جبالي).
وتخلف المعركة أعدادًا هائلة من القتلي تستمر عملية دفنهم سبعة أشهر, يشارك فيها جميع "بيت إسرائيل" وجميع طيور الأرض ووحوش البرية في تلك الوليمة العظيمة التي أعدها الرب. أعداد هائلة من الذبائح البشرية, فهذه الطيور والحيوانات تأكل من اللحم حتى تشبع وتسمن وتشرب الدم حتى تسكر!
ثم يُقبر ما يتبقى من آثار الموتى في مدينة المقابر الجماعية المسماة "همونة", وهى مقابر جماعية تدفن فيها جثث قتلى مذبحة جوج في مكان يسمى"وادي جمهور جوج" :
(ومن ذلك اليَوم أجعل لجوج موضعًا يدفن فيه في إسرائيل، هو وادي العابرين المتجه شرقًا نحو البحر (الميّت)، فيسدّ الطريق أمام العابرين؛ إذ هناك يدفنون جوجًا وسائر جيوشه ويدعون الموضع «وادي جمهور جوج». ويقوم شعب إسرائيل بدفنهم طوال سبعة أشهر تطهيرًا للأرض. ويتولى كل شعب الأرض دفنهم، ويكون يوم تمجيدي يومًا مشهودًا لهم، يقول السيد الرّب. ويخصصون رجالاً يتجوّلون دائمًا في الأرض ليدفنوا مع العابرين جثث الباقين على وجه الأرض تطهِيرًا لها. وبعد سبعة أشهر يستكشفونها. فيجتاز العابرون فيها، فإن عثر أحد على عظم إنسان يكوم إلى جواره صوّة إلى أن يأتي العابرون ليدفنوه في وادي جمهور جوج. ويكون اسم المدينة همونة (أي (الجمهور المحشود) وهكذا تتطهّر الأرض.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق