الأحد، 24 مايو 2015

الفلاشا - وديموقراطية إسرائيل العرقية!

                    
يعد يهود الفلاشا نموذجًا حيًا يثبت بما لا يدع مجالا للشك خرافة الدعوى العنصرية اليهودية, فمن الناحية الجسمانية هم أفارقة لا يمتون بصلة للجنس اليهودي بأي شبه, ويشبهون غيرهم من الأحباش المسيحيين والمسلمين, بل إن معظمهم أشدّ سوادًا من لون البشرة لدى الحبشي المتوسط. وهم لا يعرفون اللغة العبرية, ولا يؤمنون لا بالمشنا ولا بالتلمود, ولكنهم يؤمنون بالكتاب المقدس, أي برسالة موسى ومن بعده الأنبياء, ويقيمون السبت يحترمون قداستة, ويحتفلون بأغلب الأعياد ويحافظون على الشرائع الخاصة بالختان, وإن كانت هذه ضغفت في العصر الحديث, كما يحافظون على تشريعات الزواج اليهودي والجنازة والدفن في كثير من تفاصيلهما.
ولهم معابدهم الخاصة التي يقوم على الخدمة فيها كاهن يسمى "نازير" وهى لفظة عبرية تعني (المنقطع للطقوس الدينية)- ووظيفته عندهم تماثل وظيفة الحاخام. ويشترط أن يكون متزوجًا. وتسمي طائفة منهم مكان الصلاة (مسجد)! وكما ذكرنا فهذه الطائفة يسجدون في صلاتهم كسجود المسلمين. ومن رجال الدين عندهم من يسمونه (كوهين) وهى كلمة عبرية معناها الكاهن ولكنها تعني عندهم الجزَّار الذي يقوم بالذبح على الطريقة الشرعية في اليهودية, وله مساعد يسمونه باسم محرَّف عن اليونانية هو (ديشيرا).
أما عن أصول الفلاشا فلعلّهم بعض الذين تهوّدوا من اليمن في أيام الملك (يوسف ذي نواس), أو لعلهم أحباش اعتنقوا اليهوديية على يد بعض هلاء المتهودين من اليمن, أو على يد بعض المغامرين الذين كانوا يقومون بالتجارة في بحر العرب وخليج عدن, بل من المحتمل أيضًا أن يكون الذي هوّدهم داعية من بين اليهود المصريين تمامًا كما حدث في تنصير المسيحيين من الأحباش على يد القديس المصري؛ الانبا مقار الكبير (حوالي 300 - 390م ). كل ذلك لا يزال حتى الآن يبحث عن وثائق للوصول إلى نتائج يقينية.
وعلى أية حال فالفلاشا طائفة يهودية شديدة الغموض, لا نجد عنها وثائق مدونة في أي عصر كان, لذلك لا يجتمع على أصولهم باحثان.
أما تسمية الفلاشا/الفراشمورا/الفلاشمورا, فهناك اجتهادات عدة لمحاولة الوصول إلى رأي صائب فيها؛ قيل إن التسمية من الاسم (فرس موكريه : פרס/פרש מוקרה) التي تعني (حصان الكرّ), وبالعبرية (سوس هعورف : סוס העורף), وربما جاءت التسمية من امتهانهم مهنة تربية الخيول. وهناك احتمال آخر وهو اشتقاق الاسم من (فلاشا مارانوس), التي اختصرت إلى (فلاشمورا) اي (الفلاشا المتحولون), في إشارة إلى أن كلمة (مارانوس) تعني المتحولون, اطلقت على الفلاشا لأن جزءًا منهم تحولوا إلى النصرانية من اليهودية! وهى تسمية معكوسة الدلالة!
وهناك احتمال آخر وهو أن تسمية (فلاشا) جاءت من فراش (פרש) وتهني المنعزل والمتبتل, وقد تشير إلى طبيعة اليهود وهى الانعزال وممارسة حياتهم في جماعتهم دون الاختلاط بالآخرين.
والاسم الأقدم لهم هو "بيت إسرائيل" أي (طائفة إسرائيل).
وقد سعت إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي إلى تهجير أعداد كبيرة منهم إلى هناك حيث كانت تهدف من ذلك إلى عمل توازن ديموغرافي مع الفلسطينيين الذين يتزايدون بمعدلات مقلقة للكيان الصهيوني.
وتشير الأخبار إلى تعاون الرئيس السوداني السابق - جعفر نميري - في عمليات نقلهم جوًا من لإثيوبيا إلى إسرائيل عبر مطار قريب نسبيًا ربما (العزازه), لقربه من الحدود الإثيوبية!
ويعيش الفلاشا في إسرائيل في درجة متدنية جدًا من الاهتمام ويعاملون كعبيد بغلاف ديمقراطي مهتريء تظهر حقيقته في وقت الازمات!
يصل تعداد يهود اثيوبيا الفلاشا في إسرائيل الى 130 الف نسمة, وهو إحصاء غير مؤكد. ويعانون صورًا من الاضطهاد لم تكن في الحسبان, لدرجة أن كثيرين منهم يفكرون بالعودة إلى إثيوبيا أو السفر إلى مصر والعيش فيها إذا وافقت السلطات على ذلك!!

استمرار حالة الاحتقان في الشارع الإسرائيلي بسبب سوء معاملة يهود إثيوبيا / الفلاشا / الفلاشمورا !!


فيديو توثيقي لعملية نقل بعض يهود إثيوبيا فيما عرف بـ (عملية سليمان) - لاحظ استخدام أسماء لها وزنها في الديانة اليهودية وهو من مخطط الخداع المستخدم في تشكيل وبناء الكيان الصهيوني - البعيد كل البعد عن الدين في حقيقته وجوهره !! https://www.youtube.com/watch?v=1YWXNrnDPw4

في الرابط السابق أيضًا فيلم (خروج إثيوبيا) لـ سبيلبرج - على غرار (خروج مصر), في زمن موسى عليه السلام - لاحظوا سجود بعض يهود اثيوبيا حين تطأ أقدامهم أرض المطار يخرون على الأرض سجدًا - على فطرة المخلوقات قبل أن تتلوث عقولهم بأفكار اليهودية الصهيونية في إسرائيل !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق