الخميس، 10 سبتمبر 2015

مضمون كتاب "توراة الملك/شريعة القتل תוכן_ספר_תורת_המלך_תורת_ההרג‬"

 
تتبنّى تنظيمات إرهابية صهيونية تنطلق من فكر المدارس الدينية اليهودية (اليشيفوت) شعار "تاج مِحِير" وترجمتها بالعربية (جباية الثمن), أعمالا إرهابية ضد المقدسات الإسلامية في فلسطين؛ خاصة المساجد. ويمتد هذا الفكر الإرهابي عبر مستوطنات الضفة الغربية والخط الأخضر.
وقد أصدر حاخام يهودي متطرف, يدعى إسحاق شافيرا, يتولى رئيس مجلس إدراة مدرسة عليا دينية يهودية تسمى "لا يزال يوسف حيًا" بمدينة نابلس, وهى إحدى مدارس طائفة الحريديم المتشددين, بمشاركة حاخام آخر يقوم بتدريس المواد العنصرية بالمدرسة نفسها, كتابًا يحمل عنوان "توراة الملك/شريعة الملك" يتضمّن أفكارًا عنصرية بغيضة تكرس كراهية الفلسطينيين بل والحث على قتلهم باعتباره واجبًا دينيًا يثاب عليه !!
يبرز هذا الكتاب الوجه البغيض للتمييز العنصري بين اليهود وغيرهم؛ فيعدّ اليهود في قمّة مراتب البشر, في حين يعدّ غيرهم بمثابة حيوانات في درجة دنيا من السلّم, وعلى ذلك يحلّ اعتبارهم خدمًا وعبيدًا لليهود, في حالة خضوعهم للإرادة اليهودية بينما يحلّ قتلهم في حالة عدم انصياعهم.
يمنح مؤلفا الكتاب لليصهاينة بإسرائيل رخصة قتل الفلسطينيين باعتبار أن فكر الكتاب يتعلق بالأحوال في إسرائيل باعتبارها أرضهم التي ينبغي استردادها, وهو السبب الذي يبرر قتل الأغيار (الفلسطينيين).
وهذا الكتاب من ناحية أخرى يشكل مضمونه أساسًا دينيًا, وفتوى شرعية مهمّة لجنود جيش الدفاع (الاحتلال), الذين أبدى بعضهم عدم اقتناعه بما يقومون به في الأراضي الفلسطينية من أعمال تدمير وقتل وهدم للمدارس والمنشآت وتجريف للأراضي الزراعية والأشجار وكل مظاهر الحياة هناك دون سبب واضح.
اعتمد الكتاب في المقام الأول على أكثر النصوص تطرفًا لدى حاخامات التلمود, والمشنا, وغيرهم من العلماء والفلاسفة اليهود, من أمثال موسى بن ميمون, وموسى بن نحمان, ويوسف كارو, في العصور الوسطى, وغيرهم من حاخامات العصر الحديث.
يبرز المؤلفان أكثر النصوص سلبية, في اليهوديّة, التي تحض على القتل والإبادة, وإساءة معاملة الغير, بينما يتجاهلا نصوصًا أخرى إيجابية تنادي بالتعايش بين اليهود وغيرهم, وتحذرهم من ظلم الغريب وعاقبة ذلك؛ الخسران المبين.
وأهم ما يعتمد عليه كتاب القتل هذا هو التأكيد على أن وصيّة, لا تقتل (לא תרצח : لَو تِرْتسَاح), المقصود بها قتل اليهودي ليهودي مثله, ولا تنطبق على اليهودي الذي يقتل الآخر غير اليهودي, حتى لو قتل أكثر من واحد! واعتمد المؤلف على فكر عنصري متطرف يجيز, وفي كثير من الأحايين يوجب قتل غير اليهودي, خاصة الفلسطيني بصفته محتلا لأرض إسرائيلية هى منحة الرب للآباء الأولين: إبراهيم, وإسحاق, ويعقوب, ولنسلهم من بعدهم.
ويحقّ بناء على ما ورد بـ "توراة الملك" لأيّ يهوديّ قتل أيّ شخص من الأغيار؛ "بني نوح" إذا خالف واحدة من فرائض سّبع؛ هى:
ألا يعبد الأوثان, وألا يجدف باسم الرب, وألا يقتل, وألا يكشف العورات, وألا يغتصب, أو يسلب, وألا يأكل اللحم بالدم, وألا يُعيّن قضاة.
وأكّد المؤلّفان أنّ قيام اليهوديّ بتنفيذ هذا القتْل لا يحتاج إلى محكمة وشهود إثبات، بل يكفي أن يرى أيّ شخص يهوديّ أو يعرف أنّ غير اليهودي يخالف واحدة من الفرائض السّبع، فيحقّ له قتله !!
ويجيز الكتاب قتل غير المحاربين من الرجال والنساء, وحتى الأطفال إما لمخالفة الكبار لإحدى الوصايا السبع, وإما اتقاء لشر الصغار حين يكبرون ويشكلون خطرًا على اليهود. وهذا هو ما يعدّ ذريعة لجنود الاحتلال لقتل المدنيين.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق