السبت، 19 ديسمبر 2015

أقوال "زيدان" في الميزان !! #אימרות_זידאן_במאזנים

أثارت تصريحات الكاتب "يوسف زيدان" الأخيرة بشأن القدس, واللغة العبرية, وحقيقة المعراج استياء كثيرين حيث لم يتوقعوا من مصري أن يتفوّه بكلام يصب في مصلحة العدوّ الاستراتيجي للإسلام والمسلمين وخاصة للمصريين!
وسوف – كعادتي – التزم جانب الباحث المتخصص في الردّ على بعض ما جاء في تصريحاته المسجلة:
قال : إن القدس كلمة عبرية وليست عربية! وما كان يحق له الخوض فيما ليس له به شأن! فليس هناك ما يسُمّى بـ"لغة عبرية" وما جاء بكتاب "العهد القديم" هى (اليهودية) (الملوك الثاني 18 / 26 – 28, وأشعيا 36 / 11 - 13) و"لغة كنعان" (أشعيا 19 / 18)وهى لغة أهل كنعان القدماء, وهناك افتراض أن تسمية "اليهودية" كانت تطلق على لغة سكان يهودا/وأور سالم, في حين لغة كنعان كانت تميز بقية كنعان.
أما تسمية "اللغة العبرية" فهى تسمية – كما تشير الدراسات اليهودية نفسها – يونانية, وليست عبرية - ترجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد, حسبما قال حفيد (ابن سيرا) الذي دوّن في مقدمة ترجمة مؤلف جده إلى اليونانية الذي قام هو بها: (עברית במקור: ἑβραϊστὶ, הֵבְּרַאִיסְטִי), بحسب ما أورده "موشيه تسفي سيجل" في حديثه عن ترجمة ابن سيرا الكاملة لكتاب جدّه.
وأطلق في لغة حكماء المِشْنا, ابتداء من القرن الأول الميلادي على لغة الكتابة والحديث في كنعان (لاشون قودِش) "لغة القدس"/"لغة المقدسات".

وقال عن "القدس" إنها غير عربية!
فهل القدس (يبوس/أور سالم/ يروشالم), بحسب المصادر العبرية, مدينة يهودية؟ - ولا نقول العربية ليكون الحكم أقنع . .
تشير المصادر العبرية إلى أن الاسم أورشليم ليس عبريًا, بل كنعاني, وأصله "أور سالم", بمعنى "مدينة سالم", أو "مدينة السلام", "مدينة السلامة", حيث كانت قديمًا محط القوافل التجارية, فإذا وصلتها كانت آمنة تنعم بالسلام. ويشهد التاريخ على أن "يبوس" وهو الاسم القديم لمدينة القدس قديمة تعود إلى أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد.
ويشهد مصدر اليهودية الأول؛ كتاب (العهد القديم), على عربية هذا الاسم, وأنه ليس عبريًا. فقد ورد الاسم "أور سالم/يروشالِم: ירושלם" 656 مرة بدون الياء التي بين اللام والميم, وهى الصيغة العربية, ولم يرد سوى 6 مرات بياء بعد اللام "يروشالَيم : ירושלים", أي: بصورتها في اللغة العبرية. وهذا يدل على أن الاسم في الأصل هو "أور سالم", مدينة السلام العربية.
المصدر : دكتور محمد جلاء إدريس, أورشليم القدس في الفكر الديني اليهودي, مركز الاعلام العربي, الطبعة الاولى 2001, ص 26
وأما التسمية العربية "القدس" فقد رافقت المدينة منذ بدايتها – أي: قبل دخول العبريين وغزوهم للبلاد – حين أقيمت فيها لأول مرة أماكن مقدسة خاصة بالعبادات القديمة.
وقد ورد هذا الاسم الـ "قدس", في "العهد القديم" في موضعين في سفري أشعيا, ونحميا.
وهكذا يتضح أن أسماء المدينة الرئيسية كانت سابقة لوجود بني إسرائيل فيها, كما لا يمكن بحال من الأحوال نسبة هذه الأسماء للغة العبرية إذ هى سابقة كذلك على ظهور تلك اللغة.
وجذر كلمة القدس جاءت في القرآن الكريم : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) - وغير ذلك كثير
ولمعاني المشتقات من هذا الجذر العربي يرجع إلى معاجم اللغة.
وتؤكد شواهد "العهد القديم" عروبة مدينة القدس (يبوس), من ذلك :
لنقرأ بتمعن :
"وأما اليبوسيون الساكنون في المدينة , فلم يقدر بنو يهودا على طردهم, فسكن اليبوسيون مع بني يهودا في أورشليم". يهوشوَّع 15/63
وكان المنطق الصحيح, في ترتيب الجزء الأخير, في هذه العبارة, أن يكون على النحو التالي : فسكن بنو يهودا مع اليبوسيين في أورشليم. - لأن اليبوسيين (أهل القدس) هم الأساس وأصحاب المكان.!
لكنها إحدى صور الخداع وتحريف النصوص!
بل أكثر من مجرد سكنى المدينة نجد داود يتخذ نساء وسراري من أورسالم العربية بعد مجيئه من حبرون (مدينة الخليل), وولد له بنين وبنات, فقد اندمج داود مع اليبوسيين, سكان أورسالم, وصاهرهم, وأنجب منهن "شموع", و"شوباب", و"ناثان", و"سليمان", ولي عهده ووارث ملكه, ومُشيِّد الهيكل. (في المصادر اليهودية).
(يتبع)
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق