تزوج يعقوب (إسرائيل), بأربع نسوة, هن : "ليئة", وجاريتها "زلفى", و"راحيل", وجاريتها "بلهة". وأنجب منهن خلفًا على النحو التالي:
أولا: من زوجته ليئة : رأوبين, وشمعون, ولاوي, ويهودا, وزبولون, ويسْساكر, .. وبنتًا واحدة هى "دينا".
ثانيًا: من زوجته زلفى : جاد, وأشير.
ثالثًا : من راحيل : يوسف, وبنيامين.
رابعًا : من بلهة : دان, ونفتالي.
وهؤلاء الأبناء الذكور هم الأسباط الاثنا عشر, الذين تتحدث عنهم المصادر.
أما الأسباط العشرة فهم سكان المملكة الشمالية "إسرائيل" وهم الذين طردهم الآشوريون في حوالي 722 ق.م. وتشير إليهم المصادر أيضًا بـ "إفرايم ومنشّى", مع أن إفرايم ومنشّى من سبط يوسف, لكن ربما كان يطلق على الأسباط العشرة هذه التسمية لكثرة عددهم. كما شاع تسميتها بالأسباط المفقودة, أو الضائعة.
وبقية الأسباط الأثني عشر, كانوا في المملكة الجنوبية (يهودا), وهى: يهودا, وشمعون, وغالبية سبط لاوي.
ويرى "موسى بن ميمون" أن الأسباط العشرة هم الذين زالوا من الوجود ونفاهم الرب إلى نهر يسمى "سمبطيون" وهذا بالطبع نتيجة مخالفاتهم أوامر الرب, كما يشير سفر أخبار الأيام الثاني . كما يورد في تفسيره آية وردت في التوراة, يظن أنها تتحدث عن أولئك الأسباط العشرة, يقول الرب :
(قلت أبددهم إلى الزوايا وأمحو من الناس ذكرهم) (التثنية).
ويعلل اسم نهر "سمبطيون" لأنه يتوقف في أيام السبت, ولأن السبت في هذه اللغة "سَبَتْ" كما في العربية, ومن المعتاد, في لغتهم - على حد قول ابن ميمون - إضافة المقطع "يون" عند الوصف, فتكون الكلمة "سَبْتِيُون" ثم "شبتيون" التي أصبحت, بمرور الزمن, "سمبطيون".
بينما يرى المفسر "رشي" أن "سمبطيون" هو نهر من الحجارة, يجري بها وتتدفق حجارته, دون قطرة ماء واحدة, ويتوقف عن الجريان بالحجارة يوم السبت!. ويعتقد أن جزءًا من الأسباط العشرة نفاهم "شلمنصر" ملك آشور إلى حيث هذا النهر.
وجاء في الأجاداه (فكر أسطوري) أن الأسباط العشرة يسكنون وراء هذا النهر ولا يمكن الوصول إليهم؛ لأن هذا النهر يهيج ويميج طوال أيام الأسبوع, ويقذف بالحجارة على ضفتيه, لكنه يتوقف ويهدأ يوم السبت.
وبحسب بعض التفاسير فإن الأسباط العشرة تنتظر مجيء المشايَّح الذي سوف يدعوهم للخروج من سجنهم ويحررهم ويضمهم إلى بني جلدتهم, بقية اليهود.
أما التلمود فيورد أن الأسباط العشرة, أعادهم النبي "ارميا" إلى موطنهم الأصلي, وأن "يوشياهو بن أمون" كان ملكًا على "يهودا" وعليهم في آن. وأن الـ "تناخ" (أسفار التوراة, والأنبياء, والكتب), يتضمن إشارة إلى تلك العودة في.
لقد ألهبت تلك التفاسير الخيال اليهودي. ولا تغادر الأساطير التي تتحدث عن الأسباط العشرة, ونهر "سمبطيون" أفكار اليهود عبر العصور منذ أحداث النفي إلى آشور, وتجد لها صدى في طقوس السبت كتذكرة بأولئك الذين بددهم الرب ونفاهم خلف هذا النهر. وكذا كثير من الرحالة خرجوا للبحث عن أولئك المفقودين, عسى أن تتحقق معجزة ويتم العثور عليهم.!
موسوعة "الفكر العقدي اليهودي" د. سامي الإمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق