لا شك أن الحرص اليهودي
الزائد عن الحدّ, والبخل, وغير ذلك من صفات عرفت عن اليهود, هى مثار دعابة وتسلية وإن
كانت موضوعاتها لا تبتعد كثيرًا عن واقع حياتهم, ولنا في قصة شيلوك اليهودي في
"تاجر البندقية" مثل الخداع والخيانة والشحّ الزائد, ولذلك فالبذخ في حياة
اليهودي لا يكون إلا لأسباب طارئة وغير عادية.
من الطرائف التي وردت في
كتاب للطرائف :
أن رجال دين ثلاثة اجتمعوا
آخر النهار, مصادفة, في مقهى بإيطاليا, يمثلون الديانات الثلاث, 1, 2, 3, وكانوا توجهوا
إلى صالون خلفي في المقهى حتى لا يراهم الناس وتسوء سمعتهم, ولما كان هاجس الخوف لديهم
من أن يراهم أحد من عامة الناس فإذا بهم يلتقي كل منهم بممثلي الديانتين الأخريين,
وهو ما خشوا منه, فانفجروا في ضحك هيستيري. وقرروا الجلوس على مائدة واحدة ليبدأوا
ليلة بعيدة عن الجو الديني والشعائر والاستفسارات, والخلاف, واتفقوا على تبادل الحديث
العام بعيدًا جو الدين. استدعوا النادل ليجلب لهم الطلبات, فجاء وسجل طلباتهم وأثناء
مغادرته الصالون, همس إليه اليهودي, الذي يبدو أنه كان أكثرهم ريادة للمكان, بعبارة
: أغلق الباب خلفك ! وكان باب يفصل بين الصالون الأمامي وهذا الصالون, فقال له: وماذ
أفعل بالزبائن الراغبين في الدخول إلى هنا؟ قال له : انا أعوضك عن كل الزبائن الذين
سياتون هنا! فقال له: وكيف تعرف؟ قال: كم متوسط ما تبيعه هنا في الليلة؟ قال النادل:
2000 ليرة, قال : سأدفعهم لك هيا انصرف. جاء النادل بالطلبات, وقدمها وانصرف. ثم عاد
بعد برهة وقال : هناك من يريد الدخول. فردّ اليهودي: ألم أتفق معك على أنني سأعوضك
عن ذلك؟ قال النادل: لكنه صاحب المقهى !!, فقال اليهودي: دعه يدخل, دخل الرجل واستأذنهم
في الجلوس فأذنوا له. ظل الحوار بين الأربعة لساعة متأخرة من الليل, تبادلوا فيه الحديث
عن أمور كثيرة, وتناولوا المشروبات واللذائذ, وكان اليهودي مسرفًا بصورة تدعو للتعجب,
وعلى عكس ما شاع عنهم.
سأل صاحب المقهى: كيف تفرقون
بين نقود الصدقات عندكم ونقودكم الخاصة؟
قال صاحب الرقم 3: هذا الأمر
محسوم عندي, فأنا أضع ما يخصّني في جيب, وما يخصّ الصدقات في الجيب الآخر.
وقال صاحب الرقم 2: أما
أنا ففي آخر النهار أخرج نقود الصدقات والبرّ, وأرسم خطًا على الأرض وأنثر النقود على
الخط, فما كان الى جهتي فهو نصيبي, وما كان إلى الجهة البعيدة فهو نصيب المكان.
وقال صاحب الرقم 1: أما
أنا فالأمر عندي أيسر من ذلك بكثير, فأنا في آخر النهار بعد غلق المكان, آخذ النقود
من حصيلة خزانة الصدقات وأقذف بها في السماء, لأعلى فما ظل في السماء فهو للمكان, وما
نزل على الأرض فهو لي.
فأدرك صاحب المقهى لماذا
تميَّز سلوك هذا الشخص بالإسراف الشديد على عكس ما عرف عنهم.
المصدر: בדיחות סודיות —
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق