الأربعاء، 20 أبريل 2016

القرآن ولغة السريان تأليف أ.د/أحمد الجمل, أستاذ علم اللغة المقارن, كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر كلية العلوم والآداب ببالجرشي/جامعة الباحة.

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xlp1/v/t1.0-9/



ذكر المؤلف في مقدمته تعريفًا للغة السريانية, التي كانت تسمّى في بادئ أمرها باللغة الآرامية التي لاقت انتشارًا واسعًا في البلاد الآرامية وتجاوزتها إلى البلدان المجاورة وصولا إلى بلاد الهند والصين. وكان المسيح نفسه, عليه السلام, يتحدث بها إلى تلاميذه.
وبعد انتشار المسيحية في بلاد الآراميين, جعل هؤلاء الذين اعتنقوها ينفرون من تلك التسمية القديمة ويعدّونها مرادفة للوثنية والإلحاد, لذلك سارعوا إلى الأخذ بكلمة سريان, تلك التسمية التي أطلقها عليهم اليونانيون الذين كانوا يحتلون بلادهم وقد سموا لغتهم السريانية, على حين ظل اسم الآراميين لصيقًا بسكان القرى الوثنية, وصارت كلمة آرامي تطلق على الوثني, وكلمة سرياني تطلق على النصراني.
ثم ناقش الكتاب الموضوعات التالية:
• اختلاف الأئمة في وقوع المعرّب في القرآن الكريم
• لفظ (القرآن)
• لفظ (سَريّا)
• لفظ (أحمد)
• الخاتمة
وسألخص هنا مضمون خاتمة المؤلف لما فيها من فوائد على أنه لا يغني عن قراءة البحث وتفاصيله التي استخدم فيها علم اللغة المقارن للوصول إلى ما يؤيد آرائه ويفنّد آراء المستشرقين, ويردّ هجمتهم على أحد الأصول الثابتة التي لن ينالوا منها بإذن الله تعالى. 
1. اختلف علماء السلف في وقوع المعرّب في القرآن الكريم إلى ثلاثة آراء, بين الإقرار, والرفض, والتوسط بينهما.
2. أقرّ جلال الدين السيوطي في "الإتقان" بوقوع الألفاظ الأعجميّة في القرآن الكريم, وهو ما اتخذه المستشرقون معتمدًا في إثبات عجمة هذه الألفاظ؛ ومن ذلك قولهم إن أصل كلمة "قرءان" هى "قريان" السريانية, أو بمعنى آخر أنها مأخوذة من لغة الإنجيل, وهم بذلك يستدلون بعجمة اللفظ على عجمة الفكر.
3. بتحليل كلمتي "القرآن" العربية و"قريان" السريانية, في ضوء علم اللغة المقارن, أثبت أن العربية قد احتفظت بالهمزة لفظًا وخطًا في الفعل "قرأ" والمصدر "قراءة" والاسم المنسوب بالنون "قرءان", ومالت السريانية إلى قلب الهمزة ياءً لفظً وخطًا, مما يدل على أن الأصل احتفظت به العربية.
4. بتحليل كلمة "سريّا" وجد أنها أعجمية وتعدّ لونًا من ألوان الإعجاز اللغوي الذي جاء مفسرًا في القرآن نفسه, حيث جاءت بمعنى اسم المفعول من الفعل "حرّر" أي "المحَرَّر" وقد فسّر القرآن هذه الكلمة فس سورة آل عمران, في قوله تعالى : 
﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. سورة آل عمران/الآية 35
فامرأة عمران هذه هى أم مريم عليهما السلام التي نذرت أن يكون ما في بطنها المحرر؛ أي: الخالص لله عز وجلّ, الذي لا يشوبه شيء من أمر الدنيا, ولأن النذر لا يكون إلا في الغلمان, فقد وفّى الله النذر في بنتها مريم وجاء المحرر عيسى عليه السلام ليتحقق النذر.
5. بدراسة كلمة "أحمد" في قوله تعالى: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) سورة الصف/الآية 6 وجد أنها تفسير لكلمة "محمد" إذا دخلت السريانية, وأنها لا علاقة لها بكلمة "فارقليط" إذ أن كلمة "فارقليط" ما هى إلا صفة لخاتم الرسل, بمعنى مُخلص أو مُنقذ.
ويعدّ المؤلف هذا العمل بداية لأعمال قادمة إن شاء الله ويوجه الدعوة للمتخصصين إلى عمل جماعي يعيد النظر في آراء السلف في ضوء علم اللغة المقارن والرد على مزاعم المستشرقين لتصحيح هذه الآراء وجمعها في مجلد واحد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شكرًا للأخ الفاضل والزميل العزيز والباحث الجاد أ.د/أحمد الجمل, على ما قام به في سبيل الرد على ادعاءات المستشرقين وهو أحد أهداف كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر التي أنشئت من أجلها
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق