أشتهر النبي "أليشع" بكونه تلميذ النبي "إلياهو", بل فاقه في عدد المعجزات التي قام بها. ومن أبرز المعجزات التي قام بها إحياء ابن المرأة الشونميّة, بعد موته! نقرأ في ذلك ما جاء بكتاب "العهد القديم":
(وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ الْعُلِّيَّةَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَتَضَرَّعَ إِلَى الرَّبِّ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَوْقَ جُثَّةِ الصَّبِيَّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ الدِّفْءُ يَسْرِي فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ. فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَذْرَعُ أَرْضَ الْعُلِّيَّةِ ثُمَّ عَادَ وَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ، فَعَطَس هَذَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَاسْتَدْعَى جِيحَزِي وَقَالَ: «ادْعُ المرأة (الشُّونَمِيَّةَ؛ من قرية تسمّى شونم), وَعِنْدَمَا مَثَلَتْ أَمَامَهُ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ!» فَسَجَدَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَانْصَرَفَتْ).
لكن النصّ على هذه الصورة يحتاج إلى وقفة تفسيرية لما جاء به ويعدّ مستغربًا في شأن إحياء الموتى!!
وسنحاول اكتشاف هل إليشع هذا هو النبي إليسع الوارد ذكره في الآية الكريمة:
(وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام 86
يمكننا تقسيم أنبياء بني إسرائيل بعامة إلى ثلاثة أقسام زمنيّة طبقًا لحادثة السبي البابلي المشهورة في التاريخ:
الأول: أنبياء ما قبل السبي (من موسى عليه السلام - 586 ق.م).
الثاني: أنبياء حقبة السبي (586 – 538 ق.م)
الثالث: أنبياء ما بعد السبي. (538 – 350 ق.م)
اسمه "أليشع بن شافاط", زمنه القرن التاسع ق.م, اي أنه ينتمي إلى قسم انبياء ما قبل السبي, عاصر حكم خمسة من ملوك المملكة الشمالية (إسرائيل), هم: يورام, وآحازيا, يهوا, ويهوآحاز, ويوآش.
ويمكن تقسيم اسم أليْيَشع إلى جزءين الأول: (إلي) ويعنى في العبرية (إلهي), والثاني: (يَشَع) ويعنى بالعبرية (خلّص/أنقذ), وعلى هذا يكون معنى مجمل الاسم (إلهي مُخلّصي), (إلهي هو مخلّصي), وبمصطلح إسلامي (إلهي حَسْبي).
يحكى أن النبي "أليشع" طلب أن تُعزف الألحان أمامه لكي تحلّ عليه روح النبوة. فهو إذًا من مجموعات "بني الأنبياء" الذين تعلّموا ليكونوا أنبياء, وبلغوا حالة الفيض النبوئي عن طريق الطرب الموسيقي (صموئيل الأول 10 : 5).
عاين أليشع مشهد صعود النبي "إلياهو" إلى السماء بواسطة مركبة ناريّة, حين ترك له إلياهو معطفه الذي استعمله أليشع في معجزته الأولى؛ فرْق نهر الأردن إلى فرقين, ومنذ تلك المعجزة وعلى مدى 60 عامًا ظل يجري معجزات في حياة الإسرائيليين. وهو ما جعل "بني الأنبياء" يعتقدون بحلول روح النبي إلياهو على أليشع!
من معجزاته التي أجراها الله على يديه إطفاء رأس الفأس الحديدية, نقرأ في ذلك:
(وقال بنو الأنبياء لأَلِيشع: ضَاَق بنا المكان الذي نحن ماكثون فيه للاجتماع بك. فاسمح لنا أن نذهب إلى الأردن فيقطع كل منا بعض الأخشاب لنبني مكاناً أرحب نقيم فيه. فقال: اذهبوا. وقال له أحدهم: ألا تتكرّم بالذِّهاب مع عبيدك؟ فقبل. ومضى معهم. وعندما وصلوا إلى نهر الأُردن شرعوا في قطع الخشب. وفيما كان أحدهم يقطع خشبة سقط رأْس فأْسه الحديديّ في الماء، فاستغاث بأليشع قائلا: آه ياسيّدي، إنّي استعرته. فسألَه رجل الله: أين سقط؟ فأشار إلى الموضع. فقطع أليشع عود حطبٍ ألقاه في الماء فطفا رأس الفأس، فقال: التقطهُ. فمدّ الرجلُ يَدَهُ والتقَطه).
كانت معجزة بالطبع أن يجعل الحديد يطفو على سطح الماء!
ومن معجزاته أيضًا التي أشرنا إليها في التنويه عن المنشور إحيائه ابن المرأة الشونميّة, نقرأ في ذلك :
(وَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ حَيْثُ تُقِيمِ امْرَأَةٌ بَالِغَةُ الثَّرَاءِ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ أَنْ يَمْكُثَ لِيَأْكُلَ طَعَاماً. وَكَانَ كُلَّمَا زَارَ شُونَمَ تَسْتَضِيفُهُ فِي مَنْزِلِهَا. فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي نَسْتَضِيفُهُ دَائِماً هُوَ رَجُلٌ مُقَدَّسٌ لِلهِ، فَلْنَبْنِ لَهُ عُلِّيَّةً صَغِيرَةً عَلَى سَطْحِ الْبَيْتِ، وَنُعِدَّ لَهُ فِيهَا سَرِيراً وَطَاوِلَةً وَكُرْسِيّاً وَسِرَاجاً، فَيَبِيتَ فِيهَا كُلَّمَا مَرَّ بِنَا». وَاتَّفَقَ أَنْ جَاءَ أَلِيشَعُ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَارْتَاحَ فِيهَا. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ جِيحَزِي: «ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَاسْتَدْعَاهَا وَجَاءَتْ. فَقَالَ لِجِيحَزِي: «قُلْ لَها: لَقَدْ تَكَبَّدْتِ كُلَّ هَذِهِ الْمَشَقَّةِ مِنْ أَجْلِنَا، فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ أَصْنَعَ لَكِ؟ هَلْ لَدَيْكِ طَلَبٌ أَرْفَعُهُ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟» فَأَجَابَتْ: «لاَ. إِنَّنِي رَاضِيَةٌ بِالإِقَامَةِ بَيْنَ شَعْبِي». ثُمَّ تَسَاءَلَ: «مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَصْنَعَ لَهَا؟» فَأَجَابَهُ جِيحَزِي: «لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَزَوْجُهَا طَاعِنٌ فِي السِّنِّ». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «اسْتَدْعِهَا». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ عِنْدَ الْبَابِ. فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ سَتَحْضُنِينَ ابْناً بَيْنَ ذِرَاعَيْكِ». فَقَالَتْ: «لاَ يَاسَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَخْدَعْ أَمَتَكَ». وَلَكِنَّهَا حَمَلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً فِي الزَّمَنِ الَّذِي أَنْبَأَ بِهِ أَلِيشَعُ)
ومن مستغرب ما ورد في هذه القصة أن أليشع يبدو على علاقة طيبة مع الملك (يهورام), لكنه هو الملك نفسه الذي أعلن أليشع له منذ قليل – في نصّ سابق – أنه لا يرغب في أن يراه أو يتحدث إليه!
أما عن الولد الذي أصيب بآلام حادة في رأسه ومات من جرائه فنقرأ كيف أحياه أليشع:
(وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ الْعُلِّيَّةَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَتَضَرَّعَ إِلَى الرَّبِّ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَوْقَ جُثَّةِ الصَّبِيَّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ الدِّفْءُ يَسْرِي فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ. فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَذْرَعُ أَرْضَ الْعُلِّيَّةِ ثُمَّ عَادَ وَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ، فَعَطَس هَذَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَاسْتَدْعَى جِيحَزِي وَقَالَ: «ادْعُ المرأة (الشُّونَمِيَّةَ؛ من قرية تسمّى شونم), وَعِنْدَمَا مَثَلَتْ أَمَامَهُ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ!» فَسَجَدَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَانْصَرَفَتْ).
لكن كيف يحي أليشع الصبي بأن يتمدد فوقه بهذه الطريقة ويطابق أجزاء من جسده أجزاء من جسد الميت فيحيا؟!
(يتبع)
د. سامي الإمام
(وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ الْعُلِّيَّةَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَتَضَرَّعَ إِلَى الرَّبِّ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَوْقَ جُثَّةِ الصَّبِيَّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ الدِّفْءُ يَسْرِي فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ. فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَذْرَعُ أَرْضَ الْعُلِّيَّةِ ثُمَّ عَادَ وَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ، فَعَطَس هَذَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَاسْتَدْعَى جِيحَزِي وَقَالَ: «ادْعُ المرأة (الشُّونَمِيَّةَ؛ من قرية تسمّى شونم), وَعِنْدَمَا مَثَلَتْ أَمَامَهُ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ!» فَسَجَدَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَانْصَرَفَتْ).
لكن النصّ على هذه الصورة يحتاج إلى وقفة تفسيرية لما جاء به ويعدّ مستغربًا في شأن إحياء الموتى!!
وسنحاول اكتشاف هل إليشع هذا هو النبي إليسع الوارد ذكره في الآية الكريمة:
(وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام 86
يمكننا تقسيم أنبياء بني إسرائيل بعامة إلى ثلاثة أقسام زمنيّة طبقًا لحادثة السبي البابلي المشهورة في التاريخ:
الأول: أنبياء ما قبل السبي (من موسى عليه السلام - 586 ق.م).
الثاني: أنبياء حقبة السبي (586 – 538 ق.م)
الثالث: أنبياء ما بعد السبي. (538 – 350 ق.م)
اسمه "أليشع بن شافاط", زمنه القرن التاسع ق.م, اي أنه ينتمي إلى قسم انبياء ما قبل السبي, عاصر حكم خمسة من ملوك المملكة الشمالية (إسرائيل), هم: يورام, وآحازيا, يهوا, ويهوآحاز, ويوآش.
ويمكن تقسيم اسم أليْيَشع إلى جزءين الأول: (إلي) ويعنى في العبرية (إلهي), والثاني: (يَشَع) ويعنى بالعبرية (خلّص/أنقذ), وعلى هذا يكون معنى مجمل الاسم (إلهي مُخلّصي), (إلهي هو مخلّصي), وبمصطلح إسلامي (إلهي حَسْبي).
يحكى أن النبي "أليشع" طلب أن تُعزف الألحان أمامه لكي تحلّ عليه روح النبوة. فهو إذًا من مجموعات "بني الأنبياء" الذين تعلّموا ليكونوا أنبياء, وبلغوا حالة الفيض النبوئي عن طريق الطرب الموسيقي (صموئيل الأول 10 : 5).
عاين أليشع مشهد صعود النبي "إلياهو" إلى السماء بواسطة مركبة ناريّة, حين ترك له إلياهو معطفه الذي استعمله أليشع في معجزته الأولى؛ فرْق نهر الأردن إلى فرقين, ومنذ تلك المعجزة وعلى مدى 60 عامًا ظل يجري معجزات في حياة الإسرائيليين. وهو ما جعل "بني الأنبياء" يعتقدون بحلول روح النبي إلياهو على أليشع!
من معجزاته التي أجراها الله على يديه إطفاء رأس الفأس الحديدية, نقرأ في ذلك:
(وقال بنو الأنبياء لأَلِيشع: ضَاَق بنا المكان الذي نحن ماكثون فيه للاجتماع بك. فاسمح لنا أن نذهب إلى الأردن فيقطع كل منا بعض الأخشاب لنبني مكاناً أرحب نقيم فيه. فقال: اذهبوا. وقال له أحدهم: ألا تتكرّم بالذِّهاب مع عبيدك؟ فقبل. ومضى معهم. وعندما وصلوا إلى نهر الأُردن شرعوا في قطع الخشب. وفيما كان أحدهم يقطع خشبة سقط رأْس فأْسه الحديديّ في الماء، فاستغاث بأليشع قائلا: آه ياسيّدي، إنّي استعرته. فسألَه رجل الله: أين سقط؟ فأشار إلى الموضع. فقطع أليشع عود حطبٍ ألقاه في الماء فطفا رأس الفأس، فقال: التقطهُ. فمدّ الرجلُ يَدَهُ والتقَطه).
كانت معجزة بالطبع أن يجعل الحديد يطفو على سطح الماء!
ومن معجزاته أيضًا التي أشرنا إليها في التنويه عن المنشور إحيائه ابن المرأة الشونميّة, نقرأ في ذلك :
(وَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ حَيْثُ تُقِيمِ امْرَأَةٌ بَالِغَةُ الثَّرَاءِ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ أَنْ يَمْكُثَ لِيَأْكُلَ طَعَاماً. وَكَانَ كُلَّمَا زَارَ شُونَمَ تَسْتَضِيفُهُ فِي مَنْزِلِهَا. فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي نَسْتَضِيفُهُ دَائِماً هُوَ رَجُلٌ مُقَدَّسٌ لِلهِ، فَلْنَبْنِ لَهُ عُلِّيَّةً صَغِيرَةً عَلَى سَطْحِ الْبَيْتِ، وَنُعِدَّ لَهُ فِيهَا سَرِيراً وَطَاوِلَةً وَكُرْسِيّاً وَسِرَاجاً، فَيَبِيتَ فِيهَا كُلَّمَا مَرَّ بِنَا». وَاتَّفَقَ أَنْ جَاءَ أَلِيشَعُ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَارْتَاحَ فِيهَا. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ جِيحَزِي: «ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَاسْتَدْعَاهَا وَجَاءَتْ. فَقَالَ لِجِيحَزِي: «قُلْ لَها: لَقَدْ تَكَبَّدْتِ كُلَّ هَذِهِ الْمَشَقَّةِ مِنْ أَجْلِنَا، فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ أَصْنَعَ لَكِ؟ هَلْ لَدَيْكِ طَلَبٌ أَرْفَعُهُ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟» فَأَجَابَتْ: «لاَ. إِنَّنِي رَاضِيَةٌ بِالإِقَامَةِ بَيْنَ شَعْبِي». ثُمَّ تَسَاءَلَ: «مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَصْنَعَ لَهَا؟» فَأَجَابَهُ جِيحَزِي: «لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَزَوْجُهَا طَاعِنٌ فِي السِّنِّ». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «اسْتَدْعِهَا». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ عِنْدَ الْبَابِ. فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ سَتَحْضُنِينَ ابْناً بَيْنَ ذِرَاعَيْكِ». فَقَالَتْ: «لاَ يَاسَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَخْدَعْ أَمَتَكَ». وَلَكِنَّهَا حَمَلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً فِي الزَّمَنِ الَّذِي أَنْبَأَ بِهِ أَلِيشَعُ)
ومن مستغرب ما ورد في هذه القصة أن أليشع يبدو على علاقة طيبة مع الملك (يهورام), لكنه هو الملك نفسه الذي أعلن أليشع له منذ قليل – في نصّ سابق – أنه لا يرغب في أن يراه أو يتحدث إليه!
أما عن الولد الذي أصيب بآلام حادة في رأسه ومات من جرائه فنقرأ كيف أحياه أليشع:
(وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ الْعُلِّيَّةَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَتَضَرَّعَ إِلَى الرَّبِّ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَوْقَ جُثَّةِ الصَّبِيَّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ الدِّفْءُ يَسْرِي فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ. فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَذْرَعُ أَرْضَ الْعُلِّيَّةِ ثُمَّ عَادَ وَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ، فَعَطَس هَذَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَاسْتَدْعَى جِيحَزِي وَقَالَ: «ادْعُ المرأة (الشُّونَمِيَّةَ؛ من قرية تسمّى شونم), وَعِنْدَمَا مَثَلَتْ أَمَامَهُ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ!» فَسَجَدَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَانْصَرَفَتْ).
لكن كيف يحي أليشع الصبي بأن يتمدد فوقه بهذه الطريقة ويطابق أجزاء من جسده أجزاء من جسد الميت فيحيا؟!
(يتبع)
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق