لعب الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" (الرئيس رقم 33 للولايات الأمريكية المتحدة, وصاحب قرار إلقاء القنبلة الهيدروجينية على اليابان!), دورًا كبيرًا في إرساء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ومارس صلاحياته الرئاسية في اقناع أكبر عدد من الدول للتصويت في صالح ذلك الكيان الوليد! للدرجة التي جعلت المعجبين بشخصيته الموالية لليهود ولكونه بروتستانتيًا يصفونه بأنه أحدث بعثًا روحيًا جديدًا في اليهودية بعد أن كانت ماتت لقرون تزيد على الثمانية عشر قرنًا من الزمان وجعلته هو يصف نفسه بالفارسي "قورش" الذي بث الحياة في اليهودية قديمًا حين سمح للمنفيين اليهود في بابل سنة 586 ق.م بالعودة وإعادة بناء الهيكل من جديد!
ترومان يعترف بالدولة الوليدة بعد زمن قليل جدًا من قرار انتهاء الاحتلال البريطاني (1948م) لا يتعدّى دقائق معدودة ومن الدوافع التي جعلته يبادر بهذا الاعتراف الرشوة التي دفعت له من قبل جمعية المليونير اليهودي – آنذاك – أدموند دي روتشيلد وهى مبلغ مليون دولار على هيئة دعم لحملته الانتخابية حتى لا تثير الشكوك حوله لدى جموع الأمريكيين.
وتملأ الكتابات اليهودية والصهيونية مصادر المعرفة الغربية والأمريكية بأن أرض إسرائيل هى ميراث أبدي لليهود ولابد من قيام دولة يهودية فيها ويعدّون ذلك شرطًا لقدوم المسيح المنتظر لكي يمارس سلطانه من هناك.
كما تنتظر حرب آخر الأيام التي سينتصر فيها الأخيار/الإسرائيليون على الأشرار/بقية الأمم وخاصة العرب! وهى المعروفة في أدبيات اليهودية بـ هار مجّدون (أي جبل مجِدّو نسبة إلى بلدة مجدّو الكنعانية قديمًا).
يدعم ذلك كله بنصوص التوراة التي لا يقف في وجهها شيء ويعدّ البروتستانت أنفسهم شركاء في إعادة بعث الدولة اليهودية – على حد زعمهم – وهذا التراث الإبراهيمي القديم تراث الآباء؛ إبراهيم وإسحاق ويعقوب, أما إسماعيل ونسله فهم لصوص لا حق لهم في الأرض!
ومن مقولات بن جوريون الشهيرة "لا إسرائيل دون القدس، ولا قدس دون الهيكل".
لذلك كله فلا غرابة أن نجد شخصًا مثل "ترامب" يصرح بوعد للصهيونية أنه لو أصبح رئيسًا للولايات المتحدة فستعترف بلاده بأورشليم/القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني!
لأن ذلك سيمهد لبناء (هيكل) أيًا كانت طبيعته – على الرغم من استحالة عودة الهيكل القديم الذي كان مرتبطًا بطقوس العبادة القربانية قبل إلغائها وإحلال الصلاة محلها ولفقد آخر رماد للـ "بقرة الحمراء" وهو الرماد اللازم لخلطه برماد البقرة الجديدة التي ستحرق لاستخدام رمادها في عملية تطهّر الكهنة هذا في حالة لو تم العثور على بقرة تصلح لهذه الطقوس!!
نعرف إذًا من هذه النبذة المختصرة – في منشورات ثلاثة – كيف استطاع اليهود خداع المسيحية الكاثوليكية الغربية وبروز المذهب البروتستانتي الذي يؤمن بما جاء بالتوراة ويسير وفق رؤى يهودية تسعى لتقويض المنطقة بأسرها لخدمة أغراض الصهيونية وتحقيق نبوءة المسيح (اليهودي) الذي يأتي آخر الزمان لينصرهم على بقية البشر الجوييم/الأشرار/أبناء الظلام!!! وهو نوع آخر من الاحتكار بعد احتكار الله! وجعله لهم وحدهم!
جنبًا إلى جنب بذل مفكرو الغرب بالتعاون مع مفكري الصهيونية وشركاء اللوبي اليهودي في أمريكا وأذرعه الأخطبوطية في أنحاء العالم (أكثر من 50 جمعية وهيئة ومنظمة ومؤسسة واتحاد وعلى رأسهم اللوبي اليهودي في أمريكا المعروف بالأيباك), بذلوا كل ما بوسعهم لإضعاف العالم العربي والوقوف في وجه نهضته والحد من طموحات أبنائه ليكون لقمة سائغة أمام أطماعهم وهو ما نرى نتائجه ماثلة أمام أعيننا.
ولن أتكلم عن بواعث الفرقة والتمزّق العربي واستنزاف قوى الأمة في حروب خارجية وطائفية داخليه بينية تنسجم مع مخططات أولئك الأشرار, وما ساد بلادنا من تخلف وجهل وتسلط يسَّر ظهور الفساد بكل أشكاله وألوانه وعلى رأسه تغييب الأمة عن أولوياتها وثوابتها وتأخر التعليم والثقافة والأخلاق, وظهور تكتلات رجال الأعمال وعصابات الانفتاح وانهيار البنى التحتية وتراجع التقدم الصناعي والزراعي حتى بتنا ننتظر صفقة قمح من بلاد الشرق!, وأصبح عالمنا العربي نهبًا للأعداء والمتربصين وأصبحت حياة الناس سلسلة من المتاعب والمشاق والصعوبات أفقدت الناس أملهم في غد أفضل وجعلتهم ينصرفون عن واجبهم الأسمى؛ الدفاع عن شرف الوطن والعقيدة والدين والقيم والانتماء وحب الوطن وجيشه خير أجناد الأرض, بحثًا عن لقمة عيش وحياة كريمة فقدها كثيرون على تراب أوطانهم! وهو ما جعل بلادنا فريسة سهلة لمخططات الصهيونية العالمية ومؤامرات الغرب ضد الإسلام والمسلمين خاصة فلسطين بمسجدها الأقصى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فيم تخيلي عن هدم المسجد الأقصى - لا قدّر الله - وإقامة الهيكل - المزعوم - مكانه:
https://goo.gl/lDfVXY
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ترومان يعترف بالدولة الوليدة بعد زمن قليل جدًا من قرار انتهاء الاحتلال البريطاني (1948م) لا يتعدّى دقائق معدودة ومن الدوافع التي جعلته يبادر بهذا الاعتراف الرشوة التي دفعت له من قبل جمعية المليونير اليهودي – آنذاك – أدموند دي روتشيلد وهى مبلغ مليون دولار على هيئة دعم لحملته الانتخابية حتى لا تثير الشكوك حوله لدى جموع الأمريكيين.
وتملأ الكتابات اليهودية والصهيونية مصادر المعرفة الغربية والأمريكية بأن أرض إسرائيل هى ميراث أبدي لليهود ولابد من قيام دولة يهودية فيها ويعدّون ذلك شرطًا لقدوم المسيح المنتظر لكي يمارس سلطانه من هناك.
كما تنتظر حرب آخر الأيام التي سينتصر فيها الأخيار/الإسرائيليون على الأشرار/بقية الأمم وخاصة العرب! وهى المعروفة في أدبيات اليهودية بـ هار مجّدون (أي جبل مجِدّو نسبة إلى بلدة مجدّو الكنعانية قديمًا).
يدعم ذلك كله بنصوص التوراة التي لا يقف في وجهها شيء ويعدّ البروتستانت أنفسهم شركاء في إعادة بعث الدولة اليهودية – على حد زعمهم – وهذا التراث الإبراهيمي القديم تراث الآباء؛ إبراهيم وإسحاق ويعقوب, أما إسماعيل ونسله فهم لصوص لا حق لهم في الأرض!
ومن مقولات بن جوريون الشهيرة "لا إسرائيل دون القدس، ولا قدس دون الهيكل".
لذلك كله فلا غرابة أن نجد شخصًا مثل "ترامب" يصرح بوعد للصهيونية أنه لو أصبح رئيسًا للولايات المتحدة فستعترف بلاده بأورشليم/القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني!
لأن ذلك سيمهد لبناء (هيكل) أيًا كانت طبيعته – على الرغم من استحالة عودة الهيكل القديم الذي كان مرتبطًا بطقوس العبادة القربانية قبل إلغائها وإحلال الصلاة محلها ولفقد آخر رماد للـ "بقرة الحمراء" وهو الرماد اللازم لخلطه برماد البقرة الجديدة التي ستحرق لاستخدام رمادها في عملية تطهّر الكهنة هذا في حالة لو تم العثور على بقرة تصلح لهذه الطقوس!!
نعرف إذًا من هذه النبذة المختصرة – في منشورات ثلاثة – كيف استطاع اليهود خداع المسيحية الكاثوليكية الغربية وبروز المذهب البروتستانتي الذي يؤمن بما جاء بالتوراة ويسير وفق رؤى يهودية تسعى لتقويض المنطقة بأسرها لخدمة أغراض الصهيونية وتحقيق نبوءة المسيح (اليهودي) الذي يأتي آخر الزمان لينصرهم على بقية البشر الجوييم/الأشرار/أبناء الظلام!!! وهو نوع آخر من الاحتكار بعد احتكار الله! وجعله لهم وحدهم!
جنبًا إلى جنب بذل مفكرو الغرب بالتعاون مع مفكري الصهيونية وشركاء اللوبي اليهودي في أمريكا وأذرعه الأخطبوطية في أنحاء العالم (أكثر من 50 جمعية وهيئة ومنظمة ومؤسسة واتحاد وعلى رأسهم اللوبي اليهودي في أمريكا المعروف بالأيباك), بذلوا كل ما بوسعهم لإضعاف العالم العربي والوقوف في وجه نهضته والحد من طموحات أبنائه ليكون لقمة سائغة أمام أطماعهم وهو ما نرى نتائجه ماثلة أمام أعيننا.
ولن أتكلم عن بواعث الفرقة والتمزّق العربي واستنزاف قوى الأمة في حروب خارجية وطائفية داخليه بينية تنسجم مع مخططات أولئك الأشرار, وما ساد بلادنا من تخلف وجهل وتسلط يسَّر ظهور الفساد بكل أشكاله وألوانه وعلى رأسه تغييب الأمة عن أولوياتها وثوابتها وتأخر التعليم والثقافة والأخلاق, وظهور تكتلات رجال الأعمال وعصابات الانفتاح وانهيار البنى التحتية وتراجع التقدم الصناعي والزراعي حتى بتنا ننتظر صفقة قمح من بلاد الشرق!, وأصبح عالمنا العربي نهبًا للأعداء والمتربصين وأصبحت حياة الناس سلسلة من المتاعب والمشاق والصعوبات أفقدت الناس أملهم في غد أفضل وجعلتهم ينصرفون عن واجبهم الأسمى؛ الدفاع عن شرف الوطن والعقيدة والدين والقيم والانتماء وحب الوطن وجيشه خير أجناد الأرض, بحثًا عن لقمة عيش وحياة كريمة فقدها كثيرون على تراب أوطانهم! وهو ما جعل بلادنا فريسة سهلة لمخططات الصهيونية العالمية ومؤامرات الغرب ضد الإسلام والمسلمين خاصة فلسطين بمسجدها الأقصى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فيم تخيلي عن هدم المسجد الأقصى - لا قدّر الله - وإقامة الهيكل - المزعوم - مكانه:
https://goo.gl/lDfVXY
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق