السبت، 24 ديسمبر 2016

أبراج الحظ (في الفكر اليهودي) #מזלות_וכוכבים_ביהדות

يدعم الاعتقاد في أبراج الحظ, في الفكر اليهودي, الآية التوراتية الواردة في سفر التكوين, التي تذكر الحوار الذي دار بين إبراهيم عليه السلام والرب؛ حين عاتب ربه! كيف تكون له ذريَّة كبيرة وهو لم ينجب (قبل أن يرزق بأبناء), فأمره الرب بالنظر إلى النجوم, وإحصائها إن كان يستطيع ذلك, وذكر له إن نسله سيكونون مثل نجوم السماء. (سفر التكوين/الإصحاح 15).

وترى العقيدة اليهودية أن كل ما يقع لليهودي, في حياته من أحداث مرتبط بحساب أعماله. حيث يقول الراب "موسى بن نحمان" في الخروج 13 : 16: من يقيم الوصايا يرتفع أجره, ومن يتجاوزها فإن جزاءه القطع, اي: أن الإنسان إن أحسن في أعماله, وحافظ على تنفيذ الأوامر واجتناب النواهي, يمكنه تغيير كل شيء, وإن لم يقم بما عليه فإنه يخسر أشياء أخرى.
وعلى الرغم من ذلك فإن لكل إنسان برج/حظ, ففي فصل "السبت", يقول المفسِّر "راشي":
الحكمة الجليَّة للإنسان هى حركة الشمس والكواكب التي تدل على صحة هذا الكلام, حيث يقول: هذا العام ممطر, وياتي كذلك, هذا العام مجدب ويأتي كذلك. ولذلك فإن كل الأوقات والأزمنة طبقًا لحركة الشمس في أبراجها (أفلاكها) وتواريخها مرتبطة بالأبراج. وكل شيء بحسب الساعة التي تبدأ فيها الشمس دخول البرج المعيَّن.
وجاء في فصل (العيد الصغير/28), حين موت الإله ربا! طلب من أخيه أن يُبلغ ملك الموت ألا يحزن عليه ساعة الاحتضار وخروج الروح حيث سيسلم له أسرار الأبراج ومصائر أصحابها!
وتهتم الجمارا (شروح المِشْنَا) في فصل "السبت", بتفاصيل تأثير الأبراج على لحظة ميلاد الإنسان وعلى طبعه. فالبرج الذي يولد به الإنسان يؤثر على جميع كيانه. كما تستخدم الأبراج أيضًا في أحكام كتاب الأضرار, في مسألة (طعن العذريّة), حين تزعم امرأة أنها اغتصبت, حيث يلجأ الحكماء إلى بعض مصطلحات الأبراج والحظ (برجك تسبب في)!
ولذلك يعتقد, في الفكر اليهودي, أن للأبراج نشاطً ملموس, ولا يفيد مع هذا النشاط أي حذر. ويخصص لكل إنسان برجه قبل ميلاده, وليس لذلك صلة بأعماله, ولذلك لا يتبدل الحظ تبعًا للأعمال إلى الحسن أو الأحسن.
وكيف تنسجم مسألة الأبراج/الحظ مع العقيدة؟
حاول البعض إيجاد تعارض في هذه المسألة؛ الإيمان بالعقيدة والاعتقاد في الأبراج, حيث ورد في فصل السبت: "لا يخضع شعب إسرائيل لرؤى الأبراج". حيث بالصلاة تتغير الحظوظ إلى الأحسن". ويرى البعض الآخر أن الأبراج/الحظوظ لا تتعارض مع العناية (يقصد العناية الإلهية), بل هى عامل مساعد على إنفاذ مشيئتها.
يرد في خبر إبراهيم, عليه السلام, بالتوراة أنه حين سأل ربه : كيف تبارك نسلي وليس لي نسل؟ قال له الرب: انظر إلى السماء وعدّ النجوم إن استطعت أن تعدّها". ولم يقل له إن الأبراج غير صحيحة, بل شرح له كيف أنه سينقل كوكبًا من الغرب إلى الشرق وبذلك سيتمكن إبراهيم من الإنجاب, أي أن البرج ينفذ أحكام الرب, وحين تتغير الأحكام تتحرك الأبراج!
جدير بالذكر أن متابعة الأبراج تخضع لتقسيمات طائفية, وسِنيّة أيضًا, فهناك تنبؤات بُرجيّة للأطفال, وأخرى للكبار, وثالثة للتابعين لطائفة القبالاه. وهناك تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا.
وفي العصر الحديث تبرز في إسرائيل سيدات متخصصات في قراءة الأبراج/الحظوظ وأعمال السحر والتنويم واستخدام الطاقة, والتخاطر. منهن المستشارة "بت شبع دور" التي تقرأ – كما يقال - المستقبل الظاهر أمام عينيها, وعبور اليوم بسلام وتحاشي الصعوبات والفشل. وكذلك السيدة "ليئة شيرا جاد" تقرأ الخفايا, وهى متواصلة روحانية, تمزج بين القبالاه والتصوف. ولها قدرات خارقة في فك السحر وملائمة الأسماء لأصحابها.
ولهاتين السيدتين أرقام هواتف يعلن عنها في أنحاء الوطن العربي وخارجة للتواصل معهما, وكذلك صفحات على شبكة التواصل الاجتاعي, للذين يؤمنون بالأبراج والحظ, ولتسهيل حل مشكلات الذين يعانون من أزمات روحية.
- - - - - - - - - - - - - - - -
في المنشور التالي نقدِّم نماذج لصفات أصحاب الأبراج
د. سامي الإمام.
أستاذ الديانة اليهودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق