الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

لماذا يهرول اليهودي بهذه الطريقة؟

ليس المال بالنسبة لليهودي قيمة مادية فقط بل روحية أيضًا وهو يعبر عن طموحات اليهودي ورغباته. ويشبَّه المال والثروة عنده كالإله بالنسبة للعالم فهو روح الوجود وأساسه ومحركه. وكلما كان المال ملموسًا ومجسدًا أمام اليهودي كلما كان أكثر قيمة ومن هنا كان المال عند الصدِّيقين من اليهود أعزّ عليهم من نفوسهم لأنه ليس مفهومًا ماديًا بل روحيًا أيضًا.
وإذا كان المال يتجسّم ويحتفظ بقيمته عالية في معادن مثل الذهب والفضة والنحاس فها هو الرب يطلب من بني اسرائيل سلب ذهب المصريين – طبعًا هذا افتراء بدليل وصف هذا الفعل بالأوزار في القرآن الكريم - وفِضَتهم ويأمر موسى عليه السلام بصناعة خيمة الاجتماع أو المقدس الذي كان يضم أدوات لخدمة تقديم القرابين من الذهب فضلا عن أن تابوت العهد نفسه؛ وهو أقدس مقدسات بني إسرائيل, كان مطليًا من الخارج ومن الداخل بطبقة من الذهب, بالإضافة إلى تمثالي الكروبين الذهبيين فوقه/ ولا ننسى صناعة العجل الذهبي وعبادته, وهو من معالم قيمة المال عند اليهود, حتى يومنا هذا لدرجة وضع تمثال له أمام بورصة نيويورك. ومعروف أن بورصة نيويورك تعدّ من أنشط بورصات العالم ربما لأن أو بالتأكيد لأن أساطين المال في صوره المختلفة هناك بفضل وجود أعداد كبيرة من اليهود.
ولأهمية الذهب والفضة وصناعتهما في عمل المجوهرات وأدوات العبادة داخل المقدسات اليهودية كالهيكل قديمًا والمعابد المنتشرة حاليًا في أنحاء العالم وبيوت اليهود لإقامة شعائر السبت اهتم اليهود عبر العصور بالصياغة وصناعات المجوهرات والزينات المقدسة اليهودية من الذهب والفضة والنحاس بصفتها أهم المعادن التي تحتفظ بقيمة المال. ليس هذا وحسب فقد اعتاد اليهود على الاحتفاظ في بيوتهم بالمال والذهب والفضة وحين تعرضوا لمذابح أماكن عدة في أنحاء العالم اضطروا للمغادرة والهجرة من بلد إلى بلد آخر كانوا يصطحبون معهم تلك الأموال وأدوات الذهب والفضة الموجودة في بيوتهم لذا تراهم يسيرون مسرعين منكبّين للأمام في تعجّل للوصول إلى مأمن. حتى حين جاءوا بسفن في هجرة غير شرعية إلى أرض فلسطين أحضروا معهم خبيئتهم الثمينة!
ولحرصهم الشديد على المال في قيمه النقدية والمعدنية والعقارية وغيرهم راحوا يتعاملون بالربا في تجاراتهم ويتحايلون على قواعده التي حددها الرب في بعض مواضع التوراة المتعلقة بقواعد سنة السبت التي يتحتم فيها عدم رد الديون بحسب النص التوراتي مع تحرير العبيد! ولحبهم للمال اعتدوا أيضً على أحكام السبت بخروجهم للعمل الذي تحظره التوراة والوصايا تمامًا وتعاقب من يتعدّى عليه بالموت قتلا, لكنهم لا يطيعون الله أبدًا.
ولذا فمن أهم ما يحرص عليه اليهودي عند استشعار الخاطر هو هو الإسراع بحزم ما لديه من نفائس ثمينة ولا مانع من سلب غير اليهودي, والانطلاق بها حيث يعثر على مأمن لتعينه على مواصلة حياته فيما بعد. 

بعضهم كان يستغل أن الشريعة لا تحاسب الصغير على السرقة وحتى لا تعاقب الأب ولا تلزمه بالتعويض في حالات تشجع الصغار على السرقة غير إن المشرعين لجاوا إلى جعل التعويض عندئذ من محاسن الفضيلة التي تحسب للأب!


ولقيمة الماس فإن إسرائيل تطارده أينما كان وتجعل له
مدارس خاصة لدراسته وتعليم صرافته وتصنيعه والكشف عن أصله أو زيفه.

وللماس بورصة خاصة !
وللمجوهرات والأحجار الكريمة والنفائس بورصة خاصة أيضًا .. بمدينة إيلات.
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق