الأربعاء، 8 فبراير 2017

هكذا لا يزالون يحرّفون وحي السماء!

نماذج من ترجمات معاني آي القرآن الكريم إلى لغة كنعان (المسمّاه بالعبرية):
الآية الخامسة من سورة الإسراء:
{فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مّفْعُولاً} (5)
 ترجمة (ريفلين),جدير بالذكر أن المترجم يضع أرقام الآيات في مستهل الآيات وليس في نهايتها كما هو في القرآن الكريم. وهو بذلك يطبق قواعد كتابة التوراة على القرآن الكريم! :
(5) וַיְהִי בְּבוא הָרִאשונָה לִשְתֵּי פְקֻדּותֵינוּ, וַנִּשְלַח עֲלֵיכֵם עֲבָדִים לָנוּ אַנְשֵי עוז קָשִים, וַיְחַפְּשוּ חַדְרֵי הַמִּשְכָּנות, וַיָקָם הַדָּבָר וַיֶּהִי : 
ترجمة الترجمة:
(وكان بمجيء أول أمرينا, بعثنا عليكم عبيدًا لنا جبابرة أشداء, فتشوا حجرات المساكن, وتحقق الأمر).
ملاحظات:
• من المعروف أن "إذا" تستخدم ظرفًا لما يستقبل من الزمان, وهذا دليل على أن أولى الإفسادتين لم تحدث بعد, لكن "ريڤلين" جعل الحدث في الزمن الماضي باستخدام الفعل "وكان". 
• أسقط المترجم كلمة "وعد" من الترجمة, التي تؤكد على أن الإخبار عن حدث مستقبلي لأن الوعد لا يكون بشيء مضى وإنما بشيء مستقبل, وهذا يخل بالمعنى المراد إخلالا كبيرًا. ولأن الوعد بالإفسادة الأولى غير الإفسادة نفسها. وأدى الحذف إلى تغيير في المركب الإضافي فبدلا من "وعدُ أولاهما", أتى بـ "أول أمرينا", وهذا تبديل غير مبرر لأن "الأمرين" غير محددين ما هما في حين أن "أولاهما" القرآنية, تحدد أولى الإفسادتين المذكورتين في الآية الكريمة.
• ترجم "ريڤلين" "بعثنا عليكم" بـ "أرسلنا عليكم" مع أن أرسل يتعدى بحرف الجرّ إلى لكنه استخدم اللفظ المتاح في العبرية, وخالف الاستخدام اللغوي العبري. واستخدام عليكم في البعث القرآني تدل على الفجأة والعلو والسيطرة والقدرية. 
• ترجم "ريڤلين" "عبادًا لنا" بـ "عبيدًا لنا", وهنا مغالطة لأن كلمة "عباد" تطلق في لغة القرآن الكريم على المؤمنين, في الغالب, ذلك لأنها ذكرت حوالي 90 مرة عند الحديث عن المؤمنين, أما كلمة "عبيد" فقد ذكرت 5 مرات عند الحديث عن الكافرين, على أن "عباد" أطلقت على الكافرين أيضًا.
وهذا يغير المعنى ولا تؤدي "عبيد" مراد الله لأن لا ترادف في كلمات القرآن, فضلا عن أن العبيد لا يقومون بعمل ممدوح.
• ترجم "ريڤلين" "أولي بأس شديد" بـ "جبابرة أشداء", مع فارق بين العبارتين فالشدة في الأولى صفة للبأس في حين أنها صفة للجبابرة في عبارة الترجمة. والعبارة في القرآن الكريم هى صفة للمؤمنين المجاهدين الصابرين.
• ترجم المترجم "فجاسوا خلال الديار" بـ "فتشوا حجرات المساكن". 
وجاسوا أي: طافوا بها وتخللوها, والجوس طلب الشيء باستقصاء ذاهبين وجائين. ولذلك لا تفي عبارة المترجم "فتشوا حجرات المساكن" بالمعنى المراد من الآية, فضلا عن كونها تقصر معنى "جاسوا" على تفتيش الحجرات, وليس عموم التفتيش والبحث والتحري, في كل مكان.
• ترجم "ريڤلين" "وكان وعدًا مفعولا" بـ "وتحقق الأمر", ولم يذكر كلمة "وعدًا", ذلك لأنه تجاهل كلمة "وعد" في صدر الآية. وفي التعبير بكلمة "الأمر" تجاهل لسلطان الله على هذه الأحداث, فالمعنى المراد : أن القضاء كائنا لا خلف فيه، وكان وعد عقابهم لا بد أن يفعل، أي لا بد من وقوعه، مقضيا أي مفروغ منه. هذا فضلا عن استخدام الفعل كان, في الترجمة العبرية, للدلالة على مضي الحدث
الآية السادسة من سورة الإسراء:
{ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} (6) 
ترجمة ريڤلين:
6 אַחֲרֵי כֵן הִגְבַרְנוּ אֶתְכֶם עֲלֵיהֵם, וַנִתְמוךְ בָּכֶם בְּהון וּבָנִים, וַנָּשֶת אֶתְכֶם הָרַבִּים לְעַם מִלְחָמָה:
ترجمة الترجمة:
* (بعد ذلك جعلناكم تتغلبون عليهم, ودعمناكم بمال وبنين, وجعلناكم الأكثر شعبًا محاربًا). 
• ترجم "ريڤلين" العبارة القرآنية:" ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ" بـ "بعد ذلك جعلناكم تتغلبون عليهم", ويتضح قوة بيان عبارة القرآن الكريم بردّ الكرّة وهو تعبير يدل على المساجلة بين الفريقين, لأن الكرّةَ في اللغة العربية هى المرّة والحملَة, فالتعبير بها فيه وصف دقيق لإنتقال القوة والغلبة بينهما, وهو ما غاب عن التعبير الذي استخدمه المترجم. 
• وترجم العبارة القرآنية: "وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ" بـ "ودعمناكم بمال وبنين", أي رزقناكم المال والبنين لما استقمتم وكففتم عن ارتكاب المعاصي والإفساد, وهذا في حقبة من حقب استقامتهم, وطاعتهم للرب.
• وترجم "ريڤلين" العبارة القرآنية: "وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا" بـ "وجعلناكم كثيرًا شعبًا محاربًا", والمقصود بالعبارة القرآنية زيادة أعداد بني إسرائيل عمّا كانت من قبل. وزاد "ريڤلين" عبارة "شعبًا محاربًا" وهو قد ترجم كلمة "نفيرًا" بمعنى الخروج للحرب لأن الخروج للحرب عندهم كان يُعلن عنه قديمًا بالنفخ في البوق أو ما يعرف بالعبرية بالـ "شوفار" إيذانًا ببدء الحرب, وهى إضافة لا يجوز إضافتها للنص الأصلي بأي حال.
وزيادة (شعبًا محاربًا) فيها ترسيخ لمفاهيم توراتية بأنهم شعب الله المحارب من أجل الحقّ والنور الذي لا يقهر, وأن الرب في مفهومهم, كما جاء بالتوراة هو (ربهم/رب الجنود) كما تحلو لهم تلك التسمية!!
يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق