الخميس، 2 فبراير 2017

حينما كان الإله جنينًا (في اليهودية)! #כשהיה_האל_עובר!!

تصف كتابات, السيدة مريم عليها السلام, بأنها "أم الإله"!
وهو ما جعل يهودًا يطرحون بعض التساؤلات المترتبة على هذا التصوّر في نقاشاتهم حول علاقة اليهودية بالنصرانية خاصة أولئك الذين يرون في المسيح دعمًا لألوهية "يهوه"!!من أهم تلك التساؤلات:
من الذي كان يدير شئون الكون في فترة حمل السيدة مريم عليها السلام؟
ومن الذي كان يرعاه هو وأمه عليهما السلام وهو جنين في بطنها؟
ولماذا لم يُحتفل بعيد ميلاد الإله؟
مقدمة ...عيسى والمسيح, هما اسمان لشخص واحد, أما في اليهودية فهما مختلفان؛ فليس عيسى/يسوع مسيحًا فيها والسبب هو إنكار مسيحيته لأنها تتطلب الاعتراف به كرسول من الله, وكنبي وهؤلاء هم من يتم مسحهم بالزيت المقدّس وبالتالي يطلق عليهم صفة (مسيح).
وكلمة مسيح هى اسم ولقب لعيسى, عليه السلام, والمَسْح بالزيت كان خاصًا بالأنبياء والكهنة والملوك! وأول من استعمل الزيت للتكريس أي التخصيص للعبادة والرب هو يعقوب عليه السلام (في رؤيا السلّم والملائكة بسفر التكوين 10 : 22 – 23). حين صب زيتًا على حجر كان يتوسّده, ليجعله مكرسًا للرب. والزيت الخاص بذلك يسمّى (دهن المسحة) لأنه خصص لمسح فئات ثلاث, هم كما ذكرنا, الأنبياء والكهنة والملوك.
فكان عيسى نبيًا وهذا ما بشّرتّ به التوراة, حيث يقول موسى عليه السلام: سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيّاً مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ). وعبارة (له تسمعون), في نهاية البشارة ليست غريبة لأن المتحدث هو نبيهم الأول, موسى عليه السلام, وخَبَر من أمور عصيانهم ومروقهم عن طريق الله وطاعته كثيرًا وعانى منهم, فجاءت العبارة وكأنها توصية لهم وإخبار بأنهم لن يسمعوا له ولن يؤمنوا به!
وكان المسيح – في العهد القديم - كاهنًا حيث ورد عنه: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ) مزامير 110 / 4
وهو الملك في آخر الزمان من سلالة الملك داود, ومعروف أن مريم تنتسب إلى داود من ناحية جدها لأمها.
يضاف إلى ذلك أن صفة المسيح أطلقت على إبراهيم, وإسحاق, ويعقوب, على الرغم من عدم إدراجهم في اليهودية كأنبياء أو كهنة أو ملوك.
وهذا يعني من ناحية أخرى أن تسمية عيسى بالـ (المسيح) تدل على تشريف الله له بمكانة عظيمة بين الأنبياء والملوك والكهنة.
ولما كان عيسى بن مريم /المسيح, سُمي بذلك قبل أن يولد فمعنى هذا وما نفهمه هو أن الله هو الذي مسَحَه فجاء مسيحًا ولم يمسحه بنو إسرائيل كما اعتادوا مسح الأنبياء والملوك والكهنة, كما ذكرت سابقًا, والقرآن الكريم يدعم هذا:

(إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح) سورة آل عمران/الآية 45).
"إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم" (سورة النساء/الآية 170).
فالمسيح هو اسم ولقب لعيسى عليه السلام, في آن.
وردًا على تساؤل من أين جاء القرآن باسم (عيسى)؟ قارن اسم عيسى (في المصادرالإسلامية) الذي يمكن – في محاولة إلى ردِه للسامية القديمة - أن يُقرأ بعكس ترتيب حروفه فتنطق الصورة العبرية/السريانية (يسيع/اسيع), ثم بتبادل الياء والواو وهو كثير بين اللغات السامية تصبح (يسوع), و(يوشع/يشوع/ويهوشوَّع/ويشعياهو/ ويشع/وإليشَع) في التوراة, جميعها مشتقة من الجذر السامي (ي.ش.ع) ومعروف لغويًا أن حرفي الشين والسين وكذلك الياء والواو تتبادل فيما بين اللغات السامية, خاصة العربية والكنعانية (العبرية)! (قارن شِمِشْ/شَمْسْ, أليَشّع/أليسع, يِلِد/وَلَدْ) وهذا استنادًا إلى عدة قواعد لغوية, ليس وقت شرحها الآن. ويعرف دارسو اللغات السامية وعلى رأسها العربية تلك الصفات اللغوية التي تجعل الحروف تتبادل فيما بين مجموعات اللغات.
أو أن عيسى جاء من اليونانية التي كانت سائدة حيث كان ينطق جوسوس/يوسوس وبتبادل الحروف نطق إيشو/عيشو ثم عيسو – وفي هذا تطور كما حدث مع الاسم موشي/موسي/موسى. موسى/عيسى!! وهو تحليل لغوي بحت ليس بالضرورة أن يكون هو الفيصل في المسألة, هو مجرد اجتهاد.
ولأن الله سابق البشر في علمه وكان يعلم أن بني إسرائيل لن يعترفوا بعيسى ابن مريم نبيًا ورسولا مبعوث إليهم من قبل الله (فكان عليهم مسحه بالزيت) وأنهم لن يمسِّحوه بالزيت كواجبهم مع الفئات التي ذكرناها فلذلك خلقه الله ممسوحًا من قبله فلا ينتظر منهم شيء تجاهه بعد رفضهم عبوديته ونبوته.
يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق