الثلاثاء، 25 أبريل 2017

يوسف عليه السلام, بين التوراة والقرآن (مقدمة)

اسمه : يوسِيف بالعبرية, صيغة اسم فاعل من الفعل (يَسَافْ : יסף), بمعنى زاد, وأضاف, وواصل, وتابع, وارتفع, وأكثر, وظلّ, وبقي, وداوم, واستمرّ. فيكون معنى الاسم في صيغة اسم الفاعل زائد/زايد, وفي العبرية يؤدي معنى المضارع في العربية أي (يزيد), إذن معنى اسم يوسف هو (يزيد), كاسم يزيد في الاسماء العربية تمامًا.

ذكر اسم يوسف/يوسيف) بكتاب (العهد القديم) أكثر من 200 مرة, ومرة واحدة (يهوسيف), بمعنى يزيد الرب / يبارك الرب, التي يمكن ترجمتها إلى (بركة يهوه).
تذكر التوراة أن أمّه هى من أسمته بـ (يوسِيف/زايد/ يزيد) وتعليل ذلك لكي يرزقها الله بابن آخر, لأن يوسف جاء بعد طول انتظار للولد وفي شيخوخة أبيه: وَدَعَتْهُ يُوسُفَ (وَمَعْنَاهُ يَزِيدُ) قَائِلَةً: «لِيَزِدْنِي الرَّبُّ ابْناً آخَرَ) سفر التكوين 31 : 24
وتوصي حكمة القبالا (الحكمة الباطنَّة) الآباء الراغبين في كثرة الأبناء تسمية الابن الأول لهم بـ (يوسيف/يزيد), لأن ذلك كفيل بزيادة عدد الأبناء فضلا عن شخصيته الفريدة في طباعها.
يوسف: هو الابن الحادي عشر ليعقوب عليه السلام, وهو من زوجه راحيل. أخوه الشقيق هو بنيامين. وبقية الأخوة الذين تآمروا على قتله ليسوا أشقاء من الأم والأب, ولكي نقف على تقسيم أبناء يعقوب عليه السلام الاثني عشر من زوجاته الأربع نقول:
من (ليئه) : رؤوبين, وشِمْعون, ولِفِي, ويهوُذا, ويسِّاكِر, وزِبولون, وابنة هى زَبَد.
من (زُلْفَه) جارية ليئة: جَاد, وأشِير.
من (راحيل): يوسِيف, بنيامين (بِنْ يَامين : ابن التعب والحزن). 
من (بلهه) جارية راحيل: دَان, ونفتالي. 
ولما كانت قصة يوسف من القصص الطويلة الغنيّة بأحداثها, الفريدة بأبطالها, والتي جاءت أكثر عناصرها الرئيسية متشابهة بل تكاد تتطابق مع نظيرتها بين كل من التوراة والقرآن باستثناء بعض التفاصيل التي لا نغفل أهميتها أبدًا فقد رأيت أن أقسم العمل عليها إلى أجزاء منطقية كوحدات لكلٍ كبير الإحاطة بها تتمم الإحاطة بهذا الكل وما تعنيه أحداثه خاصة على المستوى الديني.
• يوسيف, طفولته وحلمه.
• أخوته والتآمر على قتله, وأخيرًا ابتياعه للإسماعيليين.
• (فوطيفار), خصي فرعون وكبير قصره, يشتري يوسف.
• يوسف وإغواء زوجة فوطيفار.
• السجن ولقاء الساقي والخبَّاز
• حلم فرعون.
• يوسف وزيرًا لفرعون باسم صوفنات بَعنيَّح (كاشف الغيب), و(مخلِّص العالم).
• زواج يوسف من أسنات (ابنة فوطي فارع), كاهن معبد أون, وإنجابه ولديه منشى وإفرايم. 
• يوسف يدعو أخوته إلى مصر.
• عودة الأبناء إلى الأب يعقوب في كنعان.
• مجاعة تضطر يوسف وأخوته الرحيل إلى مصر ثانية.
• فقدان الكأس الفضيَّة والعثور عليها.
• وليمة يوسف لأخوته.
وسأقدم وحدات القصة أو عناصرها الرئيسية في تناص متوازٍ من التوراة والقرآن, أما ما انفرد به أحد المصدرين فسأقدمه منفردًا أيضًا مع محاولة التحليل عن أسباب الانفراد!
يتبع
د. سامي الإمام 
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق