الأحد، 14 يناير 2018

جروزبارد – والعلاج بآيات القرآن!

*****************************
جروزبارد هو محلل نفساني ومعالج سريري كما يسمّى, وباحث تربوي وكاتب ومحاضر, إسرائيلي في جامعة تل أبيب.

كان أبوه محافظا لتل أبيب وأمه طبيبة أطفال, وعلى الأخص عائلة بيجن. درس في بداية حياته في مدرسة دينية لكن عائلته لم تكن متدينة, فواصل تعليمه المتوسط في مجال علماني, كان مظليًا وشارك في حرب يوم كيبور (10 رمضان 73). واصل بعد ذلك تعليمه وحصل على شهادة هندسة الحاسوب, ثم علم النفس, حيث حصل على الماستر من جامعة حيفا (83 – 1985م), وتخصص في العلاج النفسي للأطفال بجامعة تل أبيب, في 2001 – 2004 حصل على شهادة الدكتوراة في علم تسوية النزاعات من جامعة جورج ميسون بالولايات المتحدة الأمريكية. وعمل كمسئول كبير في مركز البحث الاستراتيجي للدولة في معهد الأمن القومي.
من أهم مؤلفاته (العربي الذي بداخلي) رواية سياسية – نفسية حاول من خلالها تتبع الجذور النفسية للصراع العربي – الاسرائيلي, واختير هذا العمل كـ (كتاب العام) لسنة 2000 من قبل جمعية الأدباء العبريين. وله مؤلفات أخرى جديرة بالمتابعة.
يحكي جروزبارد عن تجربته مع العلاج بالقرآن وفكرة إطلاق موقع يحمل اسم (شبكة القرآن: Quranet) فيقول:
بدأت (قصة القرآن لتربية الأطفال) قبل عام, فأنا عالم نفس سريري, قبلت مجموعة مكونة من 15 طالبًا بدويا وطُلب مني التدريس لهم للحصول على شهادة مستشار تعليمي, عن طريق كورس في علم النفس التنموي, بدأت بالمشهور عن فرويد وإريكسون, ودرست الحالات وبعد شهرين أو ثلاثة اقتربت مني طالبة محترمة نظرت إلى وقالت: هل تريد أن أقول لك الحقيقة؟ 
قلت لها: بالتأكيد!
قالت: إن كل ما تقوم به وتعلمه لنا لن يفيدنا! 
سألتها: ماذا تقصدين؟
قالت: اسمع أنا بدويَّة, وافترض أن أبًا أتي لي وقال: تلبس شيطان بولدي! فهل تعتقد أن كل علم النفس يمكنه أن يساعدني؟ لا لن يساعدنس على شيء!
سألتها: وماذا تعتقدين في ذلك؟
نظرت الى وقالت كلمة واحدة : القرآن!
سألتها ما معنى كلامك؟
قالت أنا اقول كلمة واحدة بالقرآن
سألتها وماذا تعنين بذلك 
قالت: إن قلت آية من القرآن لأب أو لمعلم أو لصبي فإن الأمر ينتهي ولا يحتاج لمزيد جدال! فكل آية من القرآن هى في مكانها الصحيح! ولا يحتاج الأمر لأدلة
قلت: أأتوا معكم المرة القادمة بكتاب القرآن للفصل.
يقول جروزبارد: في القرآن 30 جزءًا – طلبت منهم؛ الـ 15 طالبًا بدويًا مسلمًا متدينًا أن يأخذ كل منهم جزئين وطلبت منهم استخراج الآيات التربوية والعلاجية من نصيبه من الأجزاء. وتبين أن الآيات كثيرة التي تتناول الآخر والمسئولية, وقول الحقق, والصدق, والأمانة, وغير ذلك كثير. 
وطلبت من كل دارس أن يكتب قصة قصيرة لا تتعدّى نصف صفحة ليس أكثر عن كل آية يستخرجها, وكيف يمكن لكل والد أو معلم ان ينقل رسالة هذه الآية؟ 
تلقيت 330 قصة رائعة, بحسب رأي لا يمكن أن يحكيهم إلا البدو! فهى قصص تراجيدية يأتي التلميذ ويحكي شيئًا ويأتي زميل له ويقول شيئًا آخر وحين يحضر المعلم ويستشهد بآيات القرآن, التي تخصّ الموضوع, عندها يصبح الأمر مسلمًا به وكل شيء على ما يرام!
وقد أضفت إلى كل قصة من هذه القصص تفسيرا تربويًا ونفسيًا قصيرًا 
كل ما قلته صدر في كتاب تبع جامعة بن جوريون تحت عنوان (القرآن لتعليم الطفل)
وكان هناك تخوف من هذا العمل فقلت ببساطة علينا بعرض المشكلة وسنجد الإجابة عليها في مجموعة الآيات المتعلقة بها – وفي هامش الكتاب وضعنا القصة التي يمكن للوالد أو المعلم ان يستخدمها في نقل رسالة القرآن في شأنها وهم أرادوا أن يكون هناك تفسيرًا نفسيًا قصيرًا حتى تستمر التجربة.
اختير هذا العمل ضمن 60 عملا يمثلون أسرائيل في مؤتمر كبير وكان المقصود بهذه الأبحاث هو الإعداد للغد/المستقبل وبمتابعة وزارة الخارجيةعلى موقعها بالعربية والانجليزية فإن القصة التي حكيتها لكم الآن بما في ذلك فيلم قصير مع نماذج لكيفية وضع هذا الكتاب على مواقع الانترنت, وهو ما لم يتم حتى الآن, سنسميه القرآن نت/قرآنت / شبكة القرآن الذي نسعى لتحقيقه وبترجمة هذا الكتاب للعربية والإنجليزية سنجعله موقعًا يمكّن أي شخص في العالم من العثور على إجابة لمشكلاته التربوية في القرآن. 
إن أهم الأمور الخاصة بهذا الكتاب أنه يمثل جسرًا بين الثقافات فإن كنت مسلمًا فأنت لا تعثر فقط على الآية القرآنية لكنك تجد أيضا تعليلا نفسيًا يمكنك من تجسير العلاقة بين جمال القرآن وثقافة الغرب. فأنا درَّست للطلاب علم النفس وتربية القرآن واكتشفت جمال القرآن وروعته وأنه جعل احترام الانسان جوهره المركزي, واعتقد أن هذا هو جسر تواصل مزدوج الاتجاه فيجب علينا فهم القرآن ودراسته. إن المتطرفين أساءوا إلى هذا الكتاب وكذلك الصهاينة والغريب في الأمر أن الطلاب هم الذين اقترحوا التجربة وهم من قام بالتنفيذ واستخراج النتائج, وكان على وضع تعليق علم النفس.
والمدهش في ذلك أن كل أولئك الذين كتبوا عن مؤامرة في كل أنحاء العالم, وهو منشور على قنوات عدّة مثل ال CNN, والعربية, قالوا إن هذا العمل يعدّ مؤامرة دون أن يقرأوا المادة العلمية وأنا أدعو كل شخص على حدة أن يقرأ مادته العلمية (القرآن لتعليم الطفل) ويعتمد على نفسه في اتخاذ قرار بالحكم عليه هل هذا الكتاب حقًا يمكن أن يمثل جسرًا للتواصل بين الثقافات؟ هل به ما يساعد على كل المشكلات؟ أو أنه يمثل شيئًا آخر؟
وفي الختام يجب أن نشعر بأننا لسنا مفسرين للقرآن لأن هذا يعرض عملنا للطعن وكذلك الطلاب لم يفسروا القرآن إنما نستخدمه في التعليم والتربية, بالضبط كما نصنع نحن (اليهود), الآب يقرأ للاولاد قصص التناخ أو القرآن – وأن عملي يتعلق ليس بالآيات ولكن بالقصة القرآنية من الناحية النفسية وأن لهذا العمل أصداء واسعة وأنا أترك كل واحد مع نفسه ليرى ما يشاء .
انتهت كلمات مؤلف الكتاب!
وللأسف ليس لدينا نسخة منه – حتى الآن – ليمكننا الاطلاع على هوامشه التي وضعها هذا العالم في التنمية البشرية والمشكلات النفسية.
يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق