الثلاثاء، 15 مايو 2018

ردًا على مزاعم الصهيوني نتانياهو - عربيّة القدس تشهد عليها التوراة!

ردًا على مزاعم الصهيوني نتانياهو - عربيّة القدس تشهد عليها التوراة!
************************************************
يِبُوس - يُوروشَالَيِم - القدس في المصادر العبرية
#יבוס_ירושלם_הקודש_במקורות_העבריים
القدس هى أكبر مدن فلسطين وييبلغ تعداد سكانها حسب إحصاء العام الماضي 2016, 900,000 ألف نسمة.

والسؤال: هل القدس (يبوس – يرو شالم), بحسب المصادر العبرية, مدينة يهودية؟
تشير المصادر العبرية إلى أن الاسم أورشليم ليس عبريًا, بل كنعاني, وأصله "أور سالم", بمعنى "مدينة سالم", أو "مدينة السلام", "مدينة السلامة", حيث كانت قديمًا محط القوافل التجارية, فإذا وصلتها كانت آمنة تنعم بالسلام.
ويشهد مصدر اليهودية الأول؛ كتاب (العهد القديم), على عربية هذا الاسم, وأنه ليس عبريًا. فقد ورد الاسم "أور سالم" 656 مرة بدون ياء بعد اللام؛ ירושלם, وهى الصيغة العربية, ولم يرد سوى 4 مرات بياء بعد اللام "يروشالَيم", أي: بصورتها في اللغة العبرية, ירושלים. (مرفق في مربع التعليقات صورة من صفحة واحدة الكونكوردانتسيا/معجم ألفاظ كتاب العهد القديم بالعبرية, كنموذج وشاهد إثبات).
وهذا يدل على أن الاسم في الأصل هو "أور سالم", مدينة السلام العربية. وصيغت التسمية العبرية المحرّفة على وزن مصرايم التي هى مصر מצרים بالعبرية! 
وأطلق عليها اليونانيون بعد احتلال فلسطين قبل الميلاد الاسم (هيروسالم) بمعنى (مدينة سالم المقدسة), بالضبط كما أطلقوا على اللغة المصرية القديمة (هيروغليف) بمعنى (اللغة المقدّسة).
والاسم كما في المصادر حتى العبرية اليهودية منها يعني (مُقدَّسة الإله سالم), أو (مدينة سالم المقدّسة). وبالإنجليزية المنقولة عن اليونانية Ierousalēm (Ἰερουσαλήμ) or Hierosolyma (Ἱεροσόλυμα). وكما نلاحظ ان الاسم (سالم) العربي فيه أصيل غير الصيغة العبرية (شالايم). 
قال الأَعْشَى:
وقد طُفْتُ للمَالِ آفَاقَه *** عُمَانَ فَحِمْصَ فأُورِي شَلِمْ. (اوري سالم).
وفي حديث عطاءٍ: «أَبْشِري أُورَى شَلَّمَ براكبِ الحمارِ»، يريدُ بيتَ الله. وهنا يدلل على النطق بتشديد اللام أو سلّام إلى جانب سالم.
وأما التسمية العربية "القدس" فقد رافقت المدينة منذ بدايتها – أي: قبل دخول العبريين وغزوهم للبلاد – حين أقيمت فيها لأول مرة أماكن مقدسة خاصة بالعبادات القديمة.
وقد ورد هذا الاسم الـ "قدس", في "العهد القديم" في موضعين في سفري أشعيا, ونحميا.
وهكذا يتضح أن أسماء المدينة الرئيسية كانت سابقة لوجود بني إسرائيل فيها, كما لا يمكن بحال من الأحوال نسبة هذه الأسماء للغة العبرية إذ هى سابقة كذلك على ظهور تلك اللغة.
كما تؤكد شواهد "العهد القديم" على عروبة مدينة القدس (يبوس), من ذلك, لنقرأ بتمعن :
"وأما اليبوسيون الساكنون في المدينة , فلم يقدر بنو يهودا على طردهم, فسكن اليبوسيون مع بني يهودا في أورشالم". (مدينة سالم).
وكما أشرنا, من قبل, كان المنطق الصحيح, في ترتيب الجزء الأخير, في هذه العبارة, أن يكون على النحو التالي : فسكن بنو يهودا مع اليبوسيين في أور سالم". لأن اليبوسيين (أهل القدس) هم الأساس وأصحاب المكان.!
بل أكثر من مجرد سكنى المدينة نجد داود يتخذ سراري ونساء من أورشليم العربية بعد مجيئه من حبرون (مدينة الخليل), وولد له بنين وبنات, فقد اندمج داود مع اليبوسيين, سكان أور شالم, وصاهرهم, وأنجب من نساء أورسالم "شموع", و"شوباب", و"وناثان", و"سليمان", ولي عهده ووارث ملكه, ومُشيِّد الهيكل.
وهناك شاهد آخر حيث تذكر الموسوعة اليهودية (أوتسار يسرائيل), أن (مدينة أورسالم) تقع إلى الجهة الجنوبية الشرقية من الهيكل, وهذا معناه أن الهيكل كان خارجًا عن حدود المدينة. 
وسوف نتحدث, في صفحة تالية, عن اعتراض "جشم" ملك قيدار العربي, مع ملوك مجاورين على تصرفات اليهود بشأن القدس والهيكل سنة 450 ق.م, وهو اعتراض مدوّن في "العهد القديم".
...
"جشم" العربي يعترض على بناء اليهود في أورشليم سنة 450 ق.م 
يسجل سفر "نحميا" أخبار تحالف ثلاثي ضم "سنبلط الحوروني", و"طوبيا العموني", و"جشم العربي", بالإضافة إلى أهل "أشدود" (الفلسطينيين), في مرحلة لاحقة, من أجل وقف إعادة بناء السور الشرقي لأورشالم (أور سالم), على يد النبي "نحميا", بعد عودة اليهود المسبيين من بابل إلى أور شالم, بمقتضى مرسوم قوروش الفارسي.
يفهم من السفر أن هذا التحالف هدد بالزحف على أور شالم لوقف عمليات البناء والترميم, ولما لم يبق سوى جزء من السور والأبواب تلقى "نحميا" دعوة للاجتماع مع هذا التحالف في إحدى القرى لبحث هذا الموضوع. غير إن "نحميا" تخوّف من هذا اللقاء ولم يذهب, ورفض أربع دعوات بالاجتماع.
ويبدو أن مخاوف "نحميا" لها ما يبررها بقوة, حيث استشعر أن هناك مكيدة تدبر له للقبض عليه.
لما فشل المتحالفون في القبض عليه بدعوى الاجتماع والتشاور, لجأوا إلى وسيلة أخرى للتخلص منه؛ فقد تراسل "سنبلط", و"طوبيا" مع أحد رؤساء أور شالم ويدعى "شِمْعِيا بن دلايا", ليساعدهما في القضاء على نحميا وإيقاعه في شرك يدني هيبته في نظر اليهود. ذلك بإقناع نحميا بالمبيت في الهيكل خوفًا من سنبلط وطوبيا, وبذلك يفقد اليهود ثقتهم فيه كقائد, ولا يتمكن بعد ذلك من تنفيذ أهدافه.
لكن فشلت جميع تلك المحاولات وتمكن نحميا من بناء السور وتثبيت المصاريع وترتيب أمور المدينة ولم شمل يهود المنفى.
وكانت مخاوف "جشم" العربي لها ما يبررها, لأن مصلحة العرب والأقوام الأخرى المجاورة,آنذاك, تكمن في عدم قيام كيان يهودي, يقوم لاحقًا بمساعدة قوى أجنبية (فارس), بطردهم من بلادهم كنعان (فلسطين), ويغزوهم في بلادهم ويجبرهم على تقديم الهدايا والهبات, كما كان الحال في عهد ملك يهودا "يهو شافاط".
من المعروف أن الملك الفارسي "قوروش" هو الذي سمح لليهود بالعودة إلى أور شالم 538 ق.م وبناء هيكلها الذي كان نبوخذنصَّر البابلي دمره وأزاله من الوجود وسبى يهودًا كثر إلى بابل. وحذا أرتحشتا الأول (465 – 424 ق.م), حذو قوروش واتبع السياسة نفسها وأيد "عزرا", و"نحميا" لإعادة بناء الهيكل وبعض أبنية مدينة أور شالم (أور سالم).
ولم يذكر ما يبرر تصرف هذا الملك الفارسي تجاه اليهود, إلا أن استقراء الظروف السياسية آنذاك يدل على أن دافعه في ذلك هو أن وجود كيان يهودي في فلسطين يدين بوجوده لإحسانه سيشكل توازنًا فعالا تجاه الحزب الموالي للمصريين (الفراعنة), الذي لعب دورًا بارزًا في السياسة في ذلك الوقت.
و"جشم" اسم من الأسماء العربية, وقبيلة "جشم" من قبائل بني سعد, وربما هو الاسم القديم لـ "جاسم" في عصرنا الراهن. ويرد على "جسمو" في الكتابات النبطية. وقيل إنه جشم بن شهر", وهو أحد ملوك "قيدار".
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق