الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

أهمية تعليم العبرية في الجامعات المصرية والعربية (1)

*********************************************
كراهية متأصلة ومتجذرة في نصوص عقديَّة!
لم تنشأ كراهية ليس العرب وحدهم لليهود بل الأوربيون أيضًا وغيرهم, من فراغ! فهم من صنع هذه الكراهية وهم من دفع ثمنها في كثير من دول العالم, وعلى رأسهم, بابل قديمًا التي أخذوا أسرى إليها جراء سوء أخلاقهم وخبثهم وقبل ذلك معاصيهم الفجّة وتطاولهم على الخالق وعلى أنبيائه, وعدم اتباعهم منهج الله فكان عقابهم الذي قرره الله في حقّهم, وروسيا القيصرية وألمانيا النازية, ومحاكم تفتيش إسبانيا. هذا بالإضافة إلى الحالات الفرديَّة التي عانى فيها يهود على مستوى العالم, وعلى مر التاريخ, بسبب احتقارهم لغيرهم وعدم الاعتراف ببشريتهم!,
والانعزال وادعاء اختيار الرب لهم من بين خلقه, وهو اختيار حقيقي لكنه كان موقوتًا ومشروطًا فلما خالفوا شروط العقد, نقض الله اختيارهم – ويمكن متابعة ذلك في بحوث عدّة حول موضوع الاختيار. 
فممّا يرد في شأن بابل/العراق حاليًا: 
(يَابِنْتَ بَابِلَ الْمُحَتَّمِ خَرَابُهَا، طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ بِمَا جَزَيْتِنَا بِهِ. طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ صِغَارَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمِ الصَّخْرَة).
فأي ربّ يقول هذا الكلام؟ (طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ صِغَارَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمِ الصَّخْرَة)?
وهذه الفقرة وغيرها كثير هى المعتمد عند صهاينة الاحتلال الصهيوني لاستهداف قتل أطفال فلسطين في غزّة وغيرها - وهو ما نشاهده على شاشات التلفاز أمام صمت العالم الأخرس!!! إنه صراع ديني بامتياز على الرغم من خروج بعض المعتوهين يقول:
لا تقولوا إنه صراع ديني؟!
بم نسميه إذًا؟
فضلا عن أن التاريخ لم يسجّل اضطهاد بني إسرائيل في بابل قديمًا.
وتوصف مصر في كتاب اليهودية الأول؛ "العهد القديم", بأنها "بيت العبودية", فالإله يهوه يستهل الوصايا العشر بقوله : "انا الرب إلهك الذي أخرجك من مصر, من بيت العبودية", 
وتكرر وصف مصر في "العهد القديم" بهذه الصفة عشرات المرات, وصورة مصر بشكل عام عند الإسرائيليين تحتل مكانًا ذا أبعاد رمزية فهى مكان للنفي, والقتل, والتعذيب, والعبودية.
والقاريء لكتاب (العهد القديم), سيدرك إلى أي مدى يجانب هذا التصوّر الحقيقة, التي عاشها بنو إسرائيل في مصر في بحبوحة من العيش للدرجة التي جعلتهم يتمردون على موسى عليه السلام في الصحراء, بل كادوا يفتكون به ويقتلوه لأنه أخرجهم من مصر! نقرأ:
"ليت الرب أماتنا في أرض مصر، فهناك كُنا نجلس حول قدور اللحم نأْكل حتى الشّبع. وها أنتما قد أخرجتمانا إلى هذه الصحراء لتميتا كل هذه الجماعة جوعًا". خروج 16 : 2-3
فصرخ موسى إلى الرب: ماذا أصنع بهذا الشعب؟ إنهم يكادون يرجمونني!؟). الخروج : 17 : 4
وتوسل موسى عليه السلام للرب فلم يعاقبهم على معاصيهم, ومع ذلك عصوا وتمادوا في المعصية, فحذرهم الرب بالإبادة سريعًا عن هذه الأرض (كنعان/فسطين), نقرأ:
( فَإِنَّنِي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، أَنَّكُمْ تَنْقَرِضُونَ سَرِيعاً مِنَ اْلأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، وَلَنْ تَطُولَ بِكُمُ الأَيَّامُ عَلَيْهَا، إِذْ لاَبُدَّ أَنَّكُمْ حِينَئِذٍ هَالِكُونَ. وَيُشَتِّتُكُمُ الرَّبُّ بَيْنَ الأُمَمِ). 
وقد حدث الشتات (تابعوا تفاصيل أخرى في رؤيا سلتي التين, بخانة التعليقات).
وفي العصر الحديث عاش اليهود في مصر حياة مريحة؛ فكان لهم معابدهم, ومحافلهم الدينية التي تربو على 40 معبدًا ومحفلا, وأثرا يهوديًا. وكان حاخامهم الأكبر عضوًا في مجمع اللغة العربية! - وفي بلدان إسلامية عدّة أيضًا تمتعوا بحرية العقيدة. ولا تزال مقدساتهم تتمتع بحماية وحصانة مرموقة على الرغم من صلفهم وإجرامهم وتجاوزاتهم في حق المقدسات الإسلامية في فلسطين وخاصة المسجد الأقصى!
يتبع للأهمية
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق