الجمعة، 12 أبريل 2019

التذكير بصَفْ عـَ ـة القرن - رقص عى جثة العروبة!

*******************************************
أذكر بما كنت نشرته منذ حوالي سنة عمّا يسمّى صفقة القرن!!
وما نشرته كان أحد سيناريوهات عدّة, تغربَل ويمهَّد لها, وتختار لها السبل المناسبة, مع نُذُر خراب واسع يحلّ بالمنطقة! فالظروف مواتية لمصارع قوي ينكّل بدميَّة لا روح فيها!!

........... 
أهى صفقة شريفة, تبرم في العلن ؟ أم تدبير بليل؟ أم صفعة لا يعرف شيء عنها غير مشاهدة تلك الأشباح المتحركة في الظلام تظهر وتختفي, تثير الشكّ وتبعث على الريبة, وتطلق العنان للظنون!
نحن نعرف أن التصرفات الطبيعية الشريفة غير المشينة على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول, تتم في العلن, أما غير ذلك فهو ما يحتمل كل أنواع الشكّ المشروع! فماذا عن تلك الصفقة/الصفعة؛ هى صفقة في الوصف العام وصفعة في الوصف الخاص لما قد يترتب عليها من مظالم خاصة حين يساومك العدوّ المحتلّ على جزء من أرضك وهذا هو أكثر ما يثير العجب في عصرنا الحاضر؛ عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات والصفقات التجارية الضخمة, عصر التجرّد من الإنسانية رغم التحدث باسمها!, عصر الوطء على كرامة البشر بالأحذية رغم رفع راية الحريات! عصر تجارة البشر الذي عُرف قديمًا بسوق النخاسة بكل ما تعنية الكلمة, عصر عودة العبوديَّة في ثوب جديد يعلو الجسد نفسه!
وأود في البداية أن أقرّ بأن ما سأدونه عمّا يسمّى "صفقة القرن" ما هو إلا تجميع مما نشر في الصحافتين العربية والعبرية عنه, لا أكثر, دون أية مرجعية رسمية من أية جهة. ونحن نعطي لأنفسنا الحقّ في محاولة استجلاء ما يجري في الظلام لأنه يتناول صلب قضية العرب والمسلمين؛ فلسطين المحتلّة, والشعب الفلسطيني الذي يعدّ الشعب الوحيد الرازح تحت نير الاحتلال البغيض!
فما هى "صفقة القرن"؟
هى - كما نفهمها - فرض رؤية أحاديَّة على الطرف الفلسطيني, والعربي من قبل المحتل الإسرائيلي يعاونه في فرضها وتنفيذها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وما هى هذه الرؤية التي يرى الجانب الإسرائيلي والأمريكى أنها تمثل حلا لقضية الصراع الإسرائيلي العربي بل وتجلب للمنطقة استقرارًا وسلامًا ورخاء لم تكن تحلم به؟ 
الصفقة هى باختصار عبارة عن تنازلات عن مساحات من الأراضي تقدمها مصر وفلسطين, ولا يمكن لنا أن نصف ما يعرضه الجانب الصهيوني في مقابل هذا بالتنازل لأنه محتلّ للأرض والوطن والمقدرات فكيف يوصف ما يقدمه في سبيل إجراء الصفقة بالتنازل؟
وهى من ناحية أخرى تبادل للأراضي في سيناء المصرية والضفة الغربية وأخيرًا صحراء النقب (الفلسطينية أيضًا/تحت الاحتلال).
ومن جانب ثالث هى تبادل "ديموجرافي" قد يتم فيه ترحيل حوالي 500 ألف فلسطيني من الضفة الغربية إلى قطاع غزّة, إلى جانب تفريغ بعض المستوطنات بالضفة الغربية! وكل ذلك ينتظره احتمالات أخرى بديلة لما يرشح من هذا الإناء المحكم الغلق, إذا كانت هناك ضرورة إلى تغييره! 
يرافق هذه التنازلات والمبادلات السماح للفلسطينيين في قطاع غزّة بعمل محطة تحلية لمياه البحر, ومحطة كهرباء, وميناء بحري في غزّة, ومطار دولي!!!! بعد زيادة مساحة القطاع بنسبة ثلث مساحته, من الأراضي المصرية بسيناء.
كما يتم إنشاء طريق تجاري عملاق قوامه شبكة سكة حديد وقطارات متواصلة تحمل تجارة بين امريكا واوربا ودول الشرق السعودية والخليج عبر إسرائيل والضفة الغربية؛ بدءًا من ميناء حيفا مرورًا بالضفة الغربية عند "جينين" ثم العبور شرقًا إلى الأردن, فالسعودية فدول الخليج العربي. 
وللجانب المصري مساحة, بديلة لما ستأخذه دولة فلسطين عند قطاع غزة, في صحراء النقب جنوب إسرائيل تصبح تحت السيادة المصرية ينشأ فيها نفق يربط بين مصر والآردن ليكون وصلا بريًا للاراضي المصرية مع الأردن والجزيرة العربية والخليج!
تفاصيل راشحة (بحسب الصحف العبرية والعربية)
• تتنازل مصر عن مساحة 720 كيلوميرًا مربعًا, من أراضيها بسيناء, لصالح ما سمي "الدولة الفلسطينية" المقترحة!. قوام هذا الجزء هو عبارة عن مستطيل من الأرض عرضه 24 كم, كشريط موازي لشاطيء البحر من رفح إلى حدود العريش, يبلغ طوله 30كم, بدءًا من حدها الغربي وحتى غرب "كرم السلام", بطول حدود مصر مع إسرائيل. 
• ويتنازل الفلسطينيون للإسرائيليين عن 720كم من الضفة الغربية وهى 12% من مساحتها, وهى المناطق الاستيطانية الحالية!
• وفي مقابل الآراضي التي تتنازل مصر عنها في سيناء للفلسطينيين ستتسلم مصر من إسرائيل مساحة مساوية بالضبط؛ 720 كم في جنوب النقب (وادي فاران), وستكون خاضعة للسيادة المصرية تمامًا, وستتميز اقتصاديًا وأمنيًا.
• لأن سكان قطاع غزّة سيبلغ تعدادهم 2.5 مليون نسمة سنة 2020, فستكون المساحة التي يحصلون عليها من مصر هى المتنفس لهم, كما سيتم تمديد مساحة الصيد في البحر المتوسط إلى 9 ميل بحري, ويقام في "غزة الجديدة" مطار دولي.
• طبقًا للصفقة سيتاح لمصر عمل نفق بطول 10 كيلومترات بينها وبين الأردن, على بعد مسافة 5 كيلو مترات من إيلات, ويكون تحت السيادة المصرية الكاملة. وبذلك يعبر المصريون إلى الجانب الاردني دون حاجة لإذن من إسرائيل. وبذلك تجني مصر عوائد جمركية من عبور البضائع القادمة من السعودية ودول الخليج والعراق المتجهة إلى "غزّة الجديدة"!
• وطبقًا لهذه الصفقة فإن إسرائيل ستتنازل عن بعض بنود اتفاقية "كامب دفيد" في صالح مصر, في نسبة 99% من أراضي سيناء.
• سيتم عمل جدار عازل في الضفة الغربية يؤدي إلى تقليل عدد المستوطنين الذين من المتوقع نقلهم من الأراضي الفلسطينية من 100 ألف إلى 30 أل فقط. 
• مما رشح أيضًا أن يتم عمل ميناء بحري في غزَّة على جزيرة تبعد عن الشاطيء كيلو مترات عدّة, ويكون مكانًا لاستقبال البضائع من البحر المتوسط, بتكلفة 10 مليار دولار, يمولها دول عربية على رأسها الإمارات والسعودية وقطر وغيرهم.
• واستحداث عاصمة لفلسطين بالضفة الغربية في منطقة "أبو ديس", دون القدس وترك القدس الشرقية للاسرائيليين ينقل اليها مستوطنون ينقلون من اماكن أخرى!.
• يرحل نسبة من فلسطيني 48 إلى أماكن أخرى في صحراء النقب وقطاع غزّة ضمن خطة الترحيل القسري.
وأخطر ما في (الصفعة) هو عدم وضع سقف زمني لمناقشة الوضع النهائي لمدينة القدس المحتلة!! 
ولأنني أتكلم بلسان الباحث العلمي وللبحث العلمي أصول وهيبة لابد من سيادتها للسلوك والقول, في أي موضوع يتم تناوله فأقول إن هناك – كما ذكرَت الصحافة العبرية – أطرافًا عربية تضغط على طرفين عربيين آخرين معنيين مباشرة بالموضوع ونحن لا يمكننا التصريح بأسماء هذه الأطراف لأننا لا نملك الحقيقة فيما يحدث وما يدور خلف الجدران, كما لم يعلن على الملأ ما الذي يناقش وكيف تسير الأمور!!
والله ولي التوفيق 
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق