دهن المسحة المقدّس, في اليهودية, وعلاقته بزيت الميرون في المسيحية!
************************************************
#שמן_המשחה_הקדוש_ביהדות_והקשר_בינו_לבין_המירון_בנצרות
أول ما ذكر الزيت عند تدشين حجر كان يعقوب عليه السلام توسده حين كان متجهًا من بئر سبع نحو حاران, نقرأ في ذلك
(10أَمَّا يَعْقُوبُ فَتَوَجَّهَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ نَحْوَ حَارَانَ، 11فَصَادَفَ مَوْضِعاً قَضَى فِيهِ لَيْلَتَهُ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، فَأَخَذَ بَعْضَ حِجَارَةِ الْمَوْضِعِ وَتَوَسَّدَهَا وَبَاتَ هُنَاكَ. 12وَرَأَى حُلْماً شَاهَدَ فِيهِ سُلَّماً قَائِمَةً عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَمَلاَئِكَةُ اللهِ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهَا، 13وَالرَّبُّ نَفْسُهُ وَاقِفٌ فَوْقَهَا). التكوين 28: 10 – 13).
وكانت رؤية مهمة بالنسبة ليعقوب عليه السلام. نقرأ ماذا فعل بعد ذلك:
(18ثُمَّ بَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ، وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي تَوَسَّدَهُ وَنَصَبَهُ عَمُوداً وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً (تك 28 : 18)
وَدَعَا الْمَكَانَ «بَيْتَ إِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: بَيْتُ اللهِ)
لم يأت الزيت هنا بمسمّى "دهن المسحة" ولا "الزيت المقدّس" لكن في الخبر إشارة إلى أهمية الزيت في مسح أفراد وآدوات وحتى هياكل. وهو ما سنحاول الإحاطة به قريبًا.
تركيب دهن المسحة
ورد تركيب دهن المسحة في سفر الخروج حين أمر الله موسى عليه السلام بعمل خلطته الخاصة به, وهى عبارة عن المرّ النقي السائل, والقرفة, وقصب الزريرة, والسليخة, وزيت الزيتون النقي. (الخروج/الإصحاح 30).
وكما نلاحظ أن بعض هذه المكونات غير واضح مثل "قصب الزريرة", و"السليخة"؟ فقصب الزريرة هو نوع من القصب يستخدم للسياج, فهو قصب السياج. وأما السليخة فهى نوع من النباتات العطرية.
لماذا دهن المسحة المقدّس؟
*********************
كما جاء بسفر الخروج فإن هذا الدهن الذي وصف بالمقدّس على لسان الرب (يكون لي دهنًا مقدّسًا), استخدم في دهن المقدّسات بدءًا بخيمة الاجتماع (وهى خباء كان موسى يقيم به وينزل عليه الوحي فيه), وأدوات طقوس تعبدية كالخيمة ذاتها, وتابوت العهد (كان به حجرا الشهادة المنقوش عليهما الوصايا العشر), ومائدة خبز الوجوه (خبر القربان), ومنارة الذهب (لإضاءة حجرة تسمى "القدس"), ومذبح البخور (لتقديم البخورعليه), ومذبح المحرّقة اليومية وأدواته, وحوض النحاس وقاعدته (هو حوض اغتسل فيه الكهنة قب تأدية طقوس العبادة اليومية). فكل هذه الأدوات تمسح بهذا الزيت فتصبح مقدّسة لها مكانة خاصة في العقيدة ولا يجوز المس بمكانتها هذه.
وَتَمْسَحُ هَرُونَ وَبَنِيهِ
****************
كما مسح هارون الكاهن الأكبر وأبناؤه, وأصبحوا بعد المسح كهنة للرب, يقومون بواجباتهم نحو بيته المقدّس. وقد تمت عملية مسح هارون وبنيه أمام جماعة بني إسرائيل, نقرأ:
"و كلم الرب موسى قائلا خذ هرون وبنيه معه والثياب ودهن المسحة وثور الخطية والكبشين وسلّ الفطير واجمع كل الجماعة الى باب خيمة الاجتماع ففعل موسى كما أمره الرب فاجتمعت الجماعة الى باب خيمة الاجتماع ثم قال موسى للجماعة هذا ما أمر الرب أن يفعل فقدم موسى هرون وبنيه وغسلهم بماء وجعل عليه القميص ونطقه بالمنطقة وألبسه الجبة وجعل عليه الرداء ونطقه بزنار الرداء وشدّه به ووضع عليه الصدرة وجعل في الصدرة الأوريم والتميم (وسيلة قديمة لاستظهار الغيب)! ووضع العمامة على رأسه ووضع على العمامة إلى جهة وجهه صفيحة الذهب الإكليل المقدس كما أمر الرب موسى ثم أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه ونضح منه على المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع أنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها وصب من دهن المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه، ثم قدم موسى بني هرون وألبسهم أقمصة ونطقهم بمناطق وشد لهم قلانس كما أمر الرب موسى".
تحذير ووعيد
*********
(وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ هَذَا الدُّهْنَ يَكُونُ لِي دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ عَلَى مَرِّ أَجْيَالِكُمْ 32لاَ يُسْكَبُ عَلَى جَسَدِ إِنْسَانٍ، وَلاَ تَسْتَخْدِمُوا مَقَادِيرَهُ فِي صِنَاعَةِ طِيبٍ مِثْلِهِ، فَهُوَ مُقَدَّسٌ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُقَدَّساً عِنْدَكُمْ. 33كُلُّ مَنْ رَكَّبَ مِثْلَهُ أَوْ دَهَنَ بِهِ غَرِيباً مِنْ غَيْرِ الْكَهَنَةِ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ).
فمن يتعدّى على قدسية هذا الدهن سواء باستخدامه على جسد الإنسان, أو حتى صناعة أي شيء على مقاديره نفسها, أو دُهن به غير الكهنة, فمن يفعل ذلك فإن جزاءه الاستئصال, أي الإبادة والقتل.
يوصي الرب بالاهتمام بصناعة هذا الدهن فنقرأ:
25وَاصْنَعْ مِنْهَا دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً طَيِّباً شَذِيّاً صَنْعَةَ عَطَّارٍ مَاهِرٍ، فَيَكُونَ دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً.
يتبع للأهمية
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
************************************************
#שמן_המשחה_הקדוש_ביהדות_והקשר_בינו_לבין_המירון_בנצרות
أول ما ذكر الزيت عند تدشين حجر كان يعقوب عليه السلام توسده حين كان متجهًا من بئر سبع نحو حاران, نقرأ في ذلك
(10أَمَّا يَعْقُوبُ فَتَوَجَّهَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ نَحْوَ حَارَانَ، 11فَصَادَفَ مَوْضِعاً قَضَى فِيهِ لَيْلَتَهُ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، فَأَخَذَ بَعْضَ حِجَارَةِ الْمَوْضِعِ وَتَوَسَّدَهَا وَبَاتَ هُنَاكَ. 12وَرَأَى حُلْماً شَاهَدَ فِيهِ سُلَّماً قَائِمَةً عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَمَلاَئِكَةُ اللهِ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهَا، 13وَالرَّبُّ نَفْسُهُ وَاقِفٌ فَوْقَهَا). التكوين 28: 10 – 13).
وكانت رؤية مهمة بالنسبة ليعقوب عليه السلام. نقرأ ماذا فعل بعد ذلك:
(18ثُمَّ بَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ، وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي تَوَسَّدَهُ وَنَصَبَهُ عَمُوداً وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً (تك 28 : 18)
وَدَعَا الْمَكَانَ «بَيْتَ إِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: بَيْتُ اللهِ)
لم يأت الزيت هنا بمسمّى "دهن المسحة" ولا "الزيت المقدّس" لكن في الخبر إشارة إلى أهمية الزيت في مسح أفراد وآدوات وحتى هياكل. وهو ما سنحاول الإحاطة به قريبًا.
تركيب دهن المسحة
ورد تركيب دهن المسحة في سفر الخروج حين أمر الله موسى عليه السلام بعمل خلطته الخاصة به, وهى عبارة عن المرّ النقي السائل, والقرفة, وقصب الزريرة, والسليخة, وزيت الزيتون النقي. (الخروج/الإصحاح 30).
وكما نلاحظ أن بعض هذه المكونات غير واضح مثل "قصب الزريرة", و"السليخة"؟ فقصب الزريرة هو نوع من القصب يستخدم للسياج, فهو قصب السياج. وأما السليخة فهى نوع من النباتات العطرية.
لماذا دهن المسحة المقدّس؟
*********************
كما جاء بسفر الخروج فإن هذا الدهن الذي وصف بالمقدّس على لسان الرب (يكون لي دهنًا مقدّسًا), استخدم في دهن المقدّسات بدءًا بخيمة الاجتماع (وهى خباء كان موسى يقيم به وينزل عليه الوحي فيه), وأدوات طقوس تعبدية كالخيمة ذاتها, وتابوت العهد (كان به حجرا الشهادة المنقوش عليهما الوصايا العشر), ومائدة خبز الوجوه (خبر القربان), ومنارة الذهب (لإضاءة حجرة تسمى "القدس"), ومذبح البخور (لتقديم البخورعليه), ومذبح المحرّقة اليومية وأدواته, وحوض النحاس وقاعدته (هو حوض اغتسل فيه الكهنة قب تأدية طقوس العبادة اليومية). فكل هذه الأدوات تمسح بهذا الزيت فتصبح مقدّسة لها مكانة خاصة في العقيدة ولا يجوز المس بمكانتها هذه.
وَتَمْسَحُ هَرُونَ وَبَنِيهِ
****************
كما مسح هارون الكاهن الأكبر وأبناؤه, وأصبحوا بعد المسح كهنة للرب, يقومون بواجباتهم نحو بيته المقدّس. وقد تمت عملية مسح هارون وبنيه أمام جماعة بني إسرائيل, نقرأ:
"و كلم الرب موسى قائلا خذ هرون وبنيه معه والثياب ودهن المسحة وثور الخطية والكبشين وسلّ الفطير واجمع كل الجماعة الى باب خيمة الاجتماع ففعل موسى كما أمره الرب فاجتمعت الجماعة الى باب خيمة الاجتماع ثم قال موسى للجماعة هذا ما أمر الرب أن يفعل فقدم موسى هرون وبنيه وغسلهم بماء وجعل عليه القميص ونطقه بالمنطقة وألبسه الجبة وجعل عليه الرداء ونطقه بزنار الرداء وشدّه به ووضع عليه الصدرة وجعل في الصدرة الأوريم والتميم (وسيلة قديمة لاستظهار الغيب)! ووضع العمامة على رأسه ووضع على العمامة إلى جهة وجهه صفيحة الذهب الإكليل المقدس كما أمر الرب موسى ثم أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه ونضح منه على المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع أنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها وصب من دهن المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه، ثم قدم موسى بني هرون وألبسهم أقمصة ونطقهم بمناطق وشد لهم قلانس كما أمر الرب موسى".
تحذير ووعيد
*********
(وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ هَذَا الدُّهْنَ يَكُونُ لِي دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ عَلَى مَرِّ أَجْيَالِكُمْ 32لاَ يُسْكَبُ عَلَى جَسَدِ إِنْسَانٍ، وَلاَ تَسْتَخْدِمُوا مَقَادِيرَهُ فِي صِنَاعَةِ طِيبٍ مِثْلِهِ، فَهُوَ مُقَدَّسٌ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُقَدَّساً عِنْدَكُمْ. 33كُلُّ مَنْ رَكَّبَ مِثْلَهُ أَوْ دَهَنَ بِهِ غَرِيباً مِنْ غَيْرِ الْكَهَنَةِ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ).
فمن يتعدّى على قدسية هذا الدهن سواء باستخدامه على جسد الإنسان, أو حتى صناعة أي شيء على مقاديره نفسها, أو دُهن به غير الكهنة, فمن يفعل ذلك فإن جزاءه الاستئصال, أي الإبادة والقتل.
يوصي الرب بالاهتمام بصناعة هذا الدهن فنقرأ:
25وَاصْنَعْ مِنْهَا دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً طَيِّباً شَذِيّاً صَنْعَةَ عَطَّارٍ مَاهِرٍ، فَيَكُونَ دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً.
يتبع للأهمية
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق