اهتمت مصر بتعليم اللغة العبرية منذ زمن بعيد, وأنشأت عشرات الكليات التي تدرّس العبرية في أنحاء مصر, وخصصت ملايين الجنيهات لتخريج من يجيدون لغة العدوّ الصهيوني, وكانت في ذلك مثالا يحتذى في فهم أهمية لغة العدو لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنه
, إيمانًا منها بأن اللغة هى وسيلة التواصل ونقل المعلومات وتدوينها ومن ثم فهم ما يدور برأس العدو وعمل اللازم للاستعداد له, كما حدث في حرب أكتوبر المجيدة حين فهم المصريون أن مناسبة يوم الغفران "يوم كيبّور" هى مناسبة توجب فيها الشريعة اليهودية التزام السكن والبيوت وعدم الخروج الا في نطاقات ضيقة محددة, فكان تحديد موعد بدء الحرب ومباغتة العدو والقضاء عليه وتحطيم حصونه وكل ما له في غضون ساعات معدودة وقف العالم مذهولا أمام عبقرية القائد المصري وشجاعة الجنود البواسل أبطال القوات المسلحة.
كان ذلك في حدود سنوات السبعينات من القرن الماضي حين وجه اهتمام كبير ويالغ لتعليم العبرية والاستفادة من الخريجين خبراء العبرية حين عملوا في المجالات كافة ورصدوا العدو وخاطبوه بلغته فكان النصر المؤزر.
وللأسف الشديد تراجع هذا الاهتمام أو بالأحرى أصبح مقصورا على تدريس العبرية وتخريج عشرات الآلاف من الخريجين المجيدين للغة العبرية لدن دون جدوى تنقطع سلسلة الاهتمام هنا ولا يجد هؤلاء وظائف للعمل وإفادة البلد في مجال نحن أحوج ما نكون إليه لمزيد من الفهم لعدو صهيوني لا يهدأ ويخطط على مدي قريبة ومتوسطة وبعيدة لاحتواء المنطقة والسيطرة على خيراتها ومحاربة أبنائها في كل مكان وتشويه معتقداتهم أمام عالم لا يعرف غير لغتي العلم والقوّة!!
إن الدولة بإهمالها خريجي أقسام اللغة العبرية إنما تضيع رأس مال ثمين بذلت من أجله الكثير وهى بالإهمال تخسر أضعاف ما كان يرتجى من هؤلاء, فقد أنفقت ملايين في تعليمهم وتجهيزهم, ثم أهملت استخدامهم الاستخدام الصحيح, وأخيرًا حين لم يجد الشباب الذين أتعبوا أنفسهم في تحصيل العلم, لم يجدوا وظائف مناسبة لقدراتهم راحوا يبحثون عن وظائف أخرى بعيدة عن تخصصهم, اللغة العبرية, وبذا تكون الدولة خسرت ثلاثة أضعاف ما أنفقت فضلا عن الأثر السيء على نفوس الخريجين الذين تعبوا وتفوقوا ولم ينالوا حظهم من الاهتمام!
فقد خصص الكيان الصهيوني أموالا طائلة للصرف على أقسام تتصل بالثقافة العربية والاسلامية في جامعات إسرائيل, ووجه اهتماما بالغًا لمجالات دراسة المنطقة العربية والشرق أوسطية فانتشرت معاهد الأبحاث في الجامعات الإسرائيلية ومؤسسات أمنية جميعها تتكاتف لكشف دقائق العقيدة والتاريخ والعادات الاجتماعية ليس من باب الرفاهية بل من باب محاربتها وهدمها والنفوذ إلى العقل العربي من خلالها . . .
يتبع
د. سامي الإمام
, إيمانًا منها بأن اللغة هى وسيلة التواصل ونقل المعلومات وتدوينها ومن ثم فهم ما يدور برأس العدو وعمل اللازم للاستعداد له, كما حدث في حرب أكتوبر المجيدة حين فهم المصريون أن مناسبة يوم الغفران "يوم كيبّور" هى مناسبة توجب فيها الشريعة اليهودية التزام السكن والبيوت وعدم الخروج الا في نطاقات ضيقة محددة, فكان تحديد موعد بدء الحرب ومباغتة العدو والقضاء عليه وتحطيم حصونه وكل ما له في غضون ساعات معدودة وقف العالم مذهولا أمام عبقرية القائد المصري وشجاعة الجنود البواسل أبطال القوات المسلحة.
كان ذلك في حدود سنوات السبعينات من القرن الماضي حين وجه اهتمام كبير ويالغ لتعليم العبرية والاستفادة من الخريجين خبراء العبرية حين عملوا في المجالات كافة ورصدوا العدو وخاطبوه بلغته فكان النصر المؤزر.
وللأسف الشديد تراجع هذا الاهتمام أو بالأحرى أصبح مقصورا على تدريس العبرية وتخريج عشرات الآلاف من الخريجين المجيدين للغة العبرية لدن دون جدوى تنقطع سلسلة الاهتمام هنا ولا يجد هؤلاء وظائف للعمل وإفادة البلد في مجال نحن أحوج ما نكون إليه لمزيد من الفهم لعدو صهيوني لا يهدأ ويخطط على مدي قريبة ومتوسطة وبعيدة لاحتواء المنطقة والسيطرة على خيراتها ومحاربة أبنائها في كل مكان وتشويه معتقداتهم أمام عالم لا يعرف غير لغتي العلم والقوّة!!
إن الدولة بإهمالها خريجي أقسام اللغة العبرية إنما تضيع رأس مال ثمين بذلت من أجله الكثير وهى بالإهمال تخسر أضعاف ما كان يرتجى من هؤلاء, فقد أنفقت ملايين في تعليمهم وتجهيزهم, ثم أهملت استخدامهم الاستخدام الصحيح, وأخيرًا حين لم يجد الشباب الذين أتعبوا أنفسهم في تحصيل العلم, لم يجدوا وظائف مناسبة لقدراتهم راحوا يبحثون عن وظائف أخرى بعيدة عن تخصصهم, اللغة العبرية, وبذا تكون الدولة خسرت ثلاثة أضعاف ما أنفقت فضلا عن الأثر السيء على نفوس الخريجين الذين تعبوا وتفوقوا ولم ينالوا حظهم من الاهتمام!
فقد خصص الكيان الصهيوني أموالا طائلة للصرف على أقسام تتصل بالثقافة العربية والاسلامية في جامعات إسرائيل, ووجه اهتماما بالغًا لمجالات دراسة المنطقة العربية والشرق أوسطية فانتشرت معاهد الأبحاث في الجامعات الإسرائيلية ومؤسسات أمنية جميعها تتكاتف لكشف دقائق العقيدة والتاريخ والعادات الاجتماعية ليس من باب الرفاهية بل من باب محاربتها وهدمها والنفوذ إلى العقل العربي من خلالها . . .
يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق