في إشارة عابرة قد تكون مهمّة إلي طعام اليهود في تلك الفتره قال الراب اليعيزر بن عزارياه, في عبارة رويت بطريقتين، في الأولي يوصي بطريقة للأكل تتوافق مع موارد الشخص (توسفتا, عراكين, 4, 27) : من يمتلك 10 مانا (اسم عمله قديمه( يستطيع أن يأكل الخضروات المغلية يوميًا؛ وإن كان يمتلك 20 مانا يستطيع أن يأكل الخضروات نفسها مغليه ومطبوخه؛ وإن كان يمتلك 50 مانا يمكنه أن يشتري رطلا من اللحم كل يوم جمعة؛ وإن كان يمتلك 100 مانا يمكنه الحصول علي رطل من اللحم يوميًا. وفي الرواية الأخري (حولين, 84 أ) تختلف الكلمات : من يمتلك 1 مانا يمكنه شراء رطل من الخضر لطنجرته، وإن إمتلك 10 مانا يشتري رطلا من السمك لطنجرته، وإن امتلك 50 مانا يشتري رطلا من اللحم لطنجرته، وإن إمتلك 100 مانا يمكنه وضع قدر من اللحم كل يوم على النار. والإختلاف لا ينبع فقط من اختلاف التقاليد ولكنه ينبع من اختلاف الأماكن في فلسطين علي ما يبدو، وهو الأمر الذي لا يمكن التحقق منه هنا. وأكل تلاميذ الراب طرفون من البنجر الخاص به، وكانوا يأكلونه دون طهو مع الملح أو بدونه (نداريم, 49 ب)، وكانوا يأكلون أحيانًا اللحم مع البيض؛ لأن الراب يهودا يقول (نداريم, 6, 6) إنهم – في البارايثا نداريم, 52 ب، أنه - في إحدي المرات نذر ألا يأكل اللحم، ومنعهم الراب طرفون - أو منعه هو- من أكل البيض حتي إن كان مغليا مع اللحم. معرفة سبب ذلك النذر قد يكون مثيرًا للإهتمام ولكنه غير مذكور. وكما أوضحنا، فإن الراب جمليئيل أضطر إلى الذهاب إلى السوق لشراء ماشية لإعداد وليمة عرس إبنه (حولين, 91 ب) لأن أكل اللحم كان يعد تعبيرًا عن البهجة؛ ويخبرنا الراب يوسي (بكوريم, 40 أ, توسفتا, 4, 8) أنه تم ذبح بقرة في منزل شخص يدعي مناحم ولكنه لم يشر إلي وجود مناسبة لذلك. وفي منزل الراب جمليئيل تمت الإشاره إلي العديد من أصناف الأطعمه اليونانيه (توسفتا, فصاحيم, 2, 16؛ أورشليمي, 2, 61 د, 18), والتي كان يضاف إليها الفلفل؛ ولكن وجود كميات كبيرة من العدس كان أمرًا معتادًا في منزله حتي في الإحتفالات (فصاحيم, 14 ب, توسفتا, 1, 22)، وحدث أيضًا أن تم إحضار السمك في إحدى المرات إلى منزل الراب جمليئيل (فصاحيم, 3, 2). وقام طباخ يعمل لدي آكيلاس المتهود بتوجيه سؤال يتعلق بسفر اللاويين إلي مدرسة الراب جمليئيل (توسفتا, كيليم, 3, 2, 4) وذلك لأن آكيلاس كان يحافظ علي أن يكون طعامه متوافقًا (طاهرًا) بشكل كبير مع ما جاء بسفر اللاويين (توسفتا, حجيجاه, 3, 3). وفي رحلات الراب يوشع حينما كان يقيم في مسكن مؤقت كان يعيش علي الفاصوليا (عيروبين, 53 ب)، أما المعلمون الآخرون فكانوا يعيشون علي الخضراوات. وبقدر ما تتيح لنا الملحوظات النادرة يمكننا أن نحكم أن النبيذ كان نادرًا مثل اللحم. وقد قام الراب عقيبا في حفل زواج إبنه بتقديم النبيذ المجاني لضيوفه (توسفتا, شابّات, 7, 9؛ ب. 67 ب, أورشليمي, براخوت, 6, 10 د, 58) لأن ذلك كان من العادات المتبعة في حفلات الزواج ( قيدوشيم, 32 ب, سِفْرِي, التثنية, 38 ). أما في بيوت الأغنياء فقد كان وجود النبيذ أمرًا أكثر اعتيادًا (براخوت, 8, 1, وأورشليمي, 6, 10 ج, 76 ff)، ولذلك كان الراب جمليئيل ورفاقه يتناولون النبيذ حتى في الطريق (عيروبين, 64 ب, وروايات أخرى). كان الخبز يصنع من القمح؛ أما الشعير كطعام للزوجات فقد سَمَح به الراب يشمعئيل بحسب الراب يوسي، أما في عيد الفصح فقد كان يتم طهو أنواع فاخرة من الفطير.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق