الأحد، 1 ديسمبر 2019

"الصحوة الشيعيّة" ولماذا تُرجم إلى العبرية؟ (4)


***************************************
روابط المنشورات السابقة في الموضوع نفسه, تيسيرا على المتابعين:

رابط منشور 1
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2396115573849533&set=pb.100003533428821.-2207520000..&type=3&size=1032%2C774
رابط منشور 2
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2397934960334261&set=pb.100003533428821.-2207520000.0.&type=3&theater
رابط المنشور 3
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2399921470135610&set=pb.100003533428821.-2207520000..&type=3&size=300%2C300
يبين المؤلف: "تترك السياسة الطائفية بصماتها هي الأخرى في زمن تشتد فيه، وأكثر من أي وقت مضى، السجالات حول مستقبل الديمقراطية في المنطقة. وهذه السجالات لا تدور فقط حول حقوق الأفراد، وإصلاح أنظمة الحكم غير التمثيلية، وحُكم القانون، بل تتناول كذلك الحصة النسبية لكل من السُنّة والشيعة في تشكيل وإدارة الحكومات والتحكّم بموارد الدولة. ولكي تتمكن الولايات المتحدة من إضفاء طابع الثبات على علاقاتها بالشرق الأوسط، يتعيّن عليها حُكماً أن تستثمر في الديمقراطية. غير أن هذا الاستثمار لا يُمكن أن يؤتي أكله إلا إذا وسَعت وعمّقت صلاتها داخل المنطقة وتجاوزت بها حفنة صغيرة من الحكّام المتسلّطين لتشمل قطاعاً أعرض من سكّان المنطقة. وهذا ما يعني بالضرورة التعاطي بشكل أوسع وأعمق مع الشيعة؛ وهو درسٌ فرض نفسه بقوة بعد سقوط نظام طالبان في أفغانستان. فبناء الديمقراطية في ذلك البلد متعذر التحقيق من دون إدخال الشيعة في صُلب العملية السياسية. إن الشيعة الأفغان يشكّلون خُمس تعداد السكان، لكنهم مهمّشون تقليدياً من جانب البشتون السُنّة المهيمنين على مقدرات البلاد، لديهم معظم الحظوظ للإفادة من الديمقراطية. فسقوط طالبان لم يحرّرهم من الطغيان الديني فحسب، بل وأعطتهم التحوّلات التي أعقبت الحرب فرصةً للتعبير عن رأيهم في مستقبل أفغانستان أيضاً، ما دام قد تمّ الاعتراف بوجودهم وحقوقهم لأول مرة في دستور البلاد الجديد".
الاستبداد السياسي والتطرف الديني
ويسلط الباحث ولي نصر الضوء على تبادل المنفعة والتخادم الموجود بين الاستبداد السياسي والتطرف الديني وتداعيات ذلك على حرية الشعوب ورفاههم ومستقبلهم فيقول: "إن آلام الشرق الأوسط الطائفية لا يُمكن فصلها عن المعضلات الأكبر، السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تلمّ بالمنطقة. لقد فشلت الديكتاتوريات في بناء أنظمة سياسية جامعة، تتم فيها المشاركة في السلطة ويكون للجميع مكانهم على الطاولة. وجاء الركود الاقتصادي وسوء الإدارة ليزيدا في الطين بلّة. إن انبعاث النزاع الشيعي ـ السُنّي مجدداً إنما يستمدّ نسغه من القلق المقيم في قلب الحياة السياسية والاقتصادية للشرق الأوسط؛ تلك الحياة التي يطالها الفساد بجُزئها الأكبر من جراء العجز والرفض الدائمين للتفاوض على السلطة بالوسائل السلمية ومن خلال القنوات الاعتيادية. وهكذا، من الصعوبة بمكان أن يقع في الشرق الأوسط تغيير للنظام "رشيق وسلس" على حد وصف المهندسين، كنقيض للتغيير الآخر "الجائحي"، أي المفاجئ والعنيف. قد يكون للتاريخ واللاهوت يدٌ في صوغ الهويات المتنافسة فيما بينها، لكن العِظام الفعلية للمنافسة ليست هي الأفكار الدينية بقدر ما هي أمور تتعلّق بالسلطة الحسّية والثروة المادّية اللتين يتمّ التصدّق بهما على أسس طائفية. لن يهنأ الشرق الأوسط بالسلام والاستقرار إلا إذا عكس توزيع السلطة والثروة حجم الطوائف الحقيقي، واحتضن النظام السياسي الجميع دونما استثناء، ووفَّر الوسائل لحل المنازعات الناشئة والمتوارثة سلمياً. ومتى استنفذت النزاعات والصراعات المنفلتة من عقالها أغراضها فعلاً، ستوصل السواد الأعظم من السُنّة والشيعة إلى ترتيب نظام سياسي يُمكنهم جميعاً أن يتشاركوا فيه ـ لا أن تهيمن طائفة على أخرى دينياً وسياسياً ـ نظام يُمثّل مطامح وتطلّعات كل فرد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
الكاتب يتحدث عن كتابه
الكتاب يبدو للوهلة الأولى وكأنه يتحدث عن حرب تحرير العراق من حكم الطاغية صدام لكنه كتاب يستعرض محطات مهمة عن هذه الحرب التاريخية التغييرية والمفصلية التجديدية، كما أنه يستظهر من بطون التاريخ قضايا تتعلق بأوليات الصراع الديني في المنطقة، ويرسم رؤيته المستقبلية لذلك كله، يقول الباحث ولي نصر عن كتابه: "هذا الكتاب ليس عن الحرب في العراق، بل هو عن الصراعات التي فجّرتها الحرب هناك، وعن تداعياتها، وكيف سترسم تلك الصراعات صورة المستقبل. وغايتي منه هي أن أشرح للقارئ لماذا يوجد نزاع بين السُنّة والشيعة، وما الذي دفعه إلى البروز أكثر في الآونة الأخيرة، وماذا سيعني هذا النزاع بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط وعلاقة العالم الإسلامي بالغرب على حد سواء. سيجد القارئ بين دفتيه الشيء الكثير عن الإسلام والتاريخ الإسلامي، والمزيد عمّا يعنيه ذلك لمن يدينون بهذا الدين. وإنه لمن المتعذر الكتابة عن تلك المسائل من دون التطرق أيضاً إلى موضوع اكتسب أهمية خطيرة في نظر الغرب خلال العقود الأخيرة، وأعني به: علاقة الإسلام المعقّدة، وغير المنفصمة على ما يبدو بالسياسة".
وحول أهمية الكتاب للغرب يقول: "في نظر الغربيين السياسة الإسلامية تحدّدها أساساً القيم الإسلامية فالسياسة قد تبحث عن الحقيقة في الكتب الدينية، لكنها تفعل ذلك دائماً من ضمن سياقٍ ليس هو بالديني المحض. والناس يقرؤون ويفهمون ويؤوّلون مصادرهم من المعاني المقدسة في ارتباطٍ وثيق بالآمال والمخاوف التي تكتنف حياتهم اليومية. لذلك، من غير الجائز التحدّث دوماً عن واقع إسلامي واحد، فما بالك عن واقع شيعي أو واقع سُنّي واحد. إن التديُّن والسياسة عند الشيعة والسنة على السواء تشكّلهما وتقولبهما خصائص الحياة وتفاصيلها في مجتمعات بالغة التنوّع والمغايرة كالمجتمع الهندي والإيراني والسعودي. وهذه البيئات، على ما هي عليه من اختلاف كبير، جاءت بالحرب العراقية لتغيِّرها جميعاً".
ويشير الى الباحث ولي نصر الى إن الكتاب ليس عملاً من أعمال البحث الأكاديمي في التاريخ، بل يقوم إسهامه أساساً في الأفكار والحُجج الجديدة التي يسوقها للتوصل الى فهم سليم للعالم الإسلامي ولتاريخ الشرق الأوسط السياسي. ويقول: "لقد وضعت هذا الكتاب وفي ذهني جمهور القرّاء العام، لذلك تجنّبت الطريقة المألوفة في النقل الحرفي للشواهد أو الإكثار من الحواشي، على ما هو شائع في الأعمال الأكاديمية. وفي الإحالة الى الأسماء أو العبارات الأجنبية، عمدت الى استخدام صيغة صوتية مبسطة هي قرب ما تكون الى طريقة لفظها بالعربية والفارسية أو الأردية، تبعاً لورودها في سياق الكلام. أما الهوامش، المثبتة في آخر الكتاب، فالغرض منها بالأساس هو تزويد القارئ بمرجع يعود إليه لمعلومة أخّاذة او اقتباس لفت نظره. وأخيرا، إشارة الى أن النصوص هي من ترجمتي شخصيا ما لم يذكر خلاف ذلك".
.........
يتبع للأهمية
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق