***********************************************
تسعى اليهودية الحريدية في الوقت الراهن إلى الفصل التام, في التجمعات العامة, بين النساء والرجال. ويكون الفصل بين الجنسين بواسطة فواصل جدارية, أو حواجز لا تشِّف عمَّا خلفها, وفي أماكن عدة وليس في المعابد فقط, مثل قاعات المناسبات المختلفة, اعتبارًا من سنّ رياض اللأطفال.
وكذلك شمل الفصل تلاميذ المدارس؛ فيفصل فصلا تامًا بين الصبيان والبنات, في الفصول الدراسية, وفي باصات المواصلات العامة التي على خطوط داخل أحياء الحريديم (ولا تترك مختلطة إلا بموافقة جميع الركاب).
ففي مدينة الحريديم, نيو سكوير, في نيويورك, هناك فصلا تامًا بين الرجال والنساء؛ حيث توجد أرصفة خاصة بسير النساء, وأخرى خاصة بسير الرجال. وكذلك الأمر يتم في أيام السبت والأعياد, فصل تام, بين الرجال والنساء, في الشوارع المؤدية إلى المعبد الرئيس في قرية "بني باراك", بإسرائيل. وأيضًا في الشوارع المجاورة لمعبد طائفة "سطمير", في قرية يوئيل بنيويورك.
حاول بعض التجار, تقديم عرض دعائي لجمهور الحريديم, في بعض الأماكن التي لا تراعي الفصل بين الجنسين, لكن هذا العرض رفض رفضًا باتًا من قبل الحاخامات, سواء في إسرائيل أو خارجها.
ومن صور منع الاختلاط بين الرجال والنساء أيضًا الاستحمام على شواطيء البحر أو في برك السباحة, وذلك مراعاة لتحريم الاطلاع على المحرمات. لكن بعض الحاخامات يسمح بذلك, خارج إسرائيل, شريطة ألا يكون في المكان شواطيء خاصة بكل جنس, أو برك سباحة تفصل بين الجنسين, وأن يحافظ على فضيلة "غض البصر عن الحرمات", حيث تبيح الشريعة النظرة الخاطفة غير المتعمقة.
وفي بعض الحركات التي تتبنى فكرة الفصل التام بين الجنسين يتم ذلك تدريجيًا؛ فهناك أماكن مختلطة وأخرى منفصلة, ولا يتم الفصل إلا حين نضوج الشخص, صبيًا كان أو صبيّة, بالفكرة واختياره اماكن الفصل! وعلى رأس هذه الحركات "بني عقيبا".
وتعدّ فكرة الفصل بين الجنسين؛ الرجال والنساء, قديمة في التراث اليهودي, حيث كان بالهيكل ساحة خاصة بالنساء, تعرف بـ "ساحة النساء" يتجمعن بها, في أوقات معينة أو حين تأتي النساء لتقديم قرابينها الواجبة عليها في ظروفها الاجتماعية, أو المرضية المختلفة. وكان التقسيم أحيانًا يتم في بعض الأماكن, قديمًا, بحيث تكون النساء في الخارج والرجال بالداخل, أو العكس بحسب الاتفاق, أو النساء في قاعة علوية, والنساء في قاعة سفلية.
وكان الهدف من الفصل هو عدم الاختلاط لما ينتج عن ذلك اختلاط وتداخل يؤدي إلى ما يخالف الشرع.
هذا الأساس هو الذي حدا ببعض الحاخامات إلى التفكير في وجوب الفصل بين الجنسين داخل المعابد, ثم توسعوا في تعميم الفكرة في مجالات عدة؛ خاصة مناسبات الأفراح. ويرى العلامة "رشي" ضرورة الفصل التام في كل دروب الحياة؛ حفلات العرس, وتجمعات العزاء, ومآدب الطعام, ووسائل السفر.
وتشدد حاخامون في الأمر فأجازوا الامتناع عن فعل البركات التي تتم في ظروف لا تراعي الفصل بين الجنسين, كأن يكون العرس مختلطًا فيجوز حينئذ عدم حضور العرس ومباركة أصحابه!
ومن الحاخامات من يفرِّق بين المناسبات العامة التي يحضرها جمهور عريض, وفيها يجب الفصل, وبين مناسبات في أماكن مغلقة, تقتصر على مدعوين فقط, فلا ضرورة للفصل.
وفي ذلك تفاصيل كثيرة.
وسنجيب فيما يلي عن بعض الأسئلة المهمة التي طرحت على حاخامات :
• هل يجوز للمرأة الذهاب إلى طبيب نساء؟
يجوز بشروط أهمها عدم وجود طبيبة متخصصة في مجال العلاج, أو في الحالات التي تستلزم جراحات عاجلة لا تحتمل التأجيل, وإذا كان هناك طبيبة بأجر كبير يجب تفضيلها على الطبيب الرجل, إن امكن, ولابد من وجود الزوج أو أحد الأقارب برفقة المرأة في هذه الحالة.
• هل تذهب المرأة لمصفف شعر رجل؟
لا يجوز مطلقًا الذهاب إلى مصفف شعر, بل لابد من مصففة.
• هل يباح للطبيب مسّ أماكن حساسة بجسد المرأة؟
يجوز في حالات الضرورة القصوى, وعند تعذر وجود طبيبة, لهذا التخصص. وبشكل عام فإن الشرع يسمح بشروط ذلك, ولكن المرأة التي تخاف السماء (الله) لن تعجز عن تدبير طبيبة تتابع حالتها.
• هل يجوز للشاب المقبل على الزواج السفر إلى بلد بعيد وتجربة علاقة جنسية مع "غير مشروعة" ؟
لا يجوز, ومعنى هذا أن السارق يمكنه تجربة السرقة في بلد بعيد!, والنصَاب يمكنه تجربة النصب في مكان بعيد وهكذا . .
• هل يباح الذهاب إلى طبيب أسنان؟
• إذا لم تكن هناك طبيبة أسنان تجيد علاجات الأسنان وتقويمها وغير ذلك, يجوز الذهاب إلى طبيب.
وغير ذلك كثير من الأسئلة التي تستقصي ضرورة الفصل بين الجنسين, أو التعامل بمختلف صوره ودرجاته وأشكاله, تتراكم على مواقع للحاخامات تسمى "أسئلة وإجابات"!
وعلى كل حال كل ما يتعلق بالفصل بين الجنسين؛ الرجال والنساء, هى أمور تتعلق بطائفة الحريديم التي يتضح حجمها من البيان التالي, مع الأخذ في الاعتبار أن تعداد الإسرائيليين الآن يبلغ 6 مليون نسمة :
8% حرديم, 12% متدينين, 13% تقليديون متدينين, 25% تقليديون غير متدينين, 44% علمانيون.
وفي إحصاء آخر: 65% لا يؤمنون بوجود إله للكون, 37% ملحدون كافرون بوجود إله.
من الاحصاء السابق يتضح أن عدد الحريديم يبلغ حوالي 480,000 نسمة.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ففي مدينة الحريديم, نيو سكوير, في نيويورك, هناك فصلا تامًا بين الرجال والنساء؛ حيث توجد أرصفة خاصة بسير النساء, وأخرى خاصة بسير الرجال. وكذلك الأمر يتم في أيام السبت والأعياد, فصل تام, بين الرجال والنساء, في الشوارع المؤدية إلى المعبد الرئيس في قرية "بني باراك", بإسرائيل. وأيضًا في الشوارع المجاورة لمعبد طائفة "سطمير", في قرية يوئيل بنيويورك.
حاول بعض التجار, تقديم عرض دعائي لجمهور الحريديم, في بعض الأماكن التي لا تراعي الفصل بين الجنسين, لكن هذا العرض رفض رفضًا باتًا من قبل الحاخامات, سواء في إسرائيل أو خارجها.
ومن صور منع الاختلاط بين الرجال والنساء أيضًا الاستحمام على شواطيء البحر أو في برك السباحة, وذلك مراعاة لتحريم الاطلاع على المحرمات. لكن بعض الحاخامات يسمح بذلك, خارج إسرائيل, شريطة ألا يكون في المكان شواطيء خاصة بكل جنس, أو برك سباحة تفصل بين الجنسين, وأن يحافظ على فضيلة "غض البصر عن الحرمات", حيث تبيح الشريعة النظرة الخاطفة غير المتعمقة.
وفي بعض الحركات التي تتبنى فكرة الفصل التام بين الجنسين يتم ذلك تدريجيًا؛ فهناك أماكن مختلطة وأخرى منفصلة, ولا يتم الفصل إلا حين نضوج الشخص, صبيًا كان أو صبيّة, بالفكرة واختياره اماكن الفصل! وعلى رأس هذه الحركات "بني عقيبا".
وتعدّ فكرة الفصل بين الجنسين؛ الرجال والنساء, قديمة في التراث اليهودي, حيث كان بالهيكل ساحة خاصة بالنساء, تعرف بـ "ساحة النساء" يتجمعن بها, في أوقات معينة أو حين تأتي النساء لتقديم قرابينها الواجبة عليها في ظروفها الاجتماعية, أو المرضية المختلفة. وكان التقسيم أحيانًا يتم في بعض الأماكن, قديمًا, بحيث تكون النساء في الخارج والرجال بالداخل, أو العكس بحسب الاتفاق, أو النساء في قاعة علوية, والنساء في قاعة سفلية.
وكان الهدف من الفصل هو عدم الاختلاط لما ينتج عن ذلك اختلاط وتداخل يؤدي إلى ما يخالف الشرع.
هذا الأساس هو الذي حدا ببعض الحاخامات إلى التفكير في وجوب الفصل بين الجنسين داخل المعابد, ثم توسعوا في تعميم الفكرة في مجالات عدة؛ خاصة مناسبات الأفراح. ويرى العلامة "رشي" ضرورة الفصل التام في كل دروب الحياة؛ حفلات العرس, وتجمعات العزاء, ومآدب الطعام, ووسائل السفر.
وتشدد حاخامون في الأمر فأجازوا الامتناع عن فعل البركات التي تتم في ظروف لا تراعي الفصل بين الجنسين, كأن يكون العرس مختلطًا فيجوز حينئذ عدم حضور العرس ومباركة أصحابه!
ومن الحاخامات من يفرِّق بين المناسبات العامة التي يحضرها جمهور عريض, وفيها يجب الفصل, وبين مناسبات في أماكن مغلقة, تقتصر على مدعوين فقط, فلا ضرورة للفصل.
وفي ذلك تفاصيل كثيرة.
وسنجيب فيما يلي عن بعض الأسئلة المهمة التي طرحت على حاخامات :
• هل يجوز للمرأة الذهاب إلى طبيب نساء؟
يجوز بشروط أهمها عدم وجود طبيبة متخصصة في مجال العلاج, أو في الحالات التي تستلزم جراحات عاجلة لا تحتمل التأجيل, وإذا كان هناك طبيبة بأجر كبير يجب تفضيلها على الطبيب الرجل, إن امكن, ولابد من وجود الزوج أو أحد الأقارب برفقة المرأة في هذه الحالة.
• هل تذهب المرأة لمصفف شعر رجل؟
لا يجوز مطلقًا الذهاب إلى مصفف شعر, بل لابد من مصففة.
• هل يباح للطبيب مسّ أماكن حساسة بجسد المرأة؟
يجوز في حالات الضرورة القصوى, وعند تعذر وجود طبيبة, لهذا التخصص. وبشكل عام فإن الشرع يسمح بشروط ذلك, ولكن المرأة التي تخاف السماء (الله) لن تعجز عن تدبير طبيبة تتابع حالتها.
• هل يجوز للشاب المقبل على الزواج السفر إلى بلد بعيد وتجربة علاقة جنسية مع "غير مشروعة" ؟
لا يجوز, ومعنى هذا أن السارق يمكنه تجربة السرقة في بلد بعيد!, والنصَاب يمكنه تجربة النصب في مكان بعيد وهكذا . .
• هل يباح الذهاب إلى طبيب أسنان؟
• إذا لم تكن هناك طبيبة أسنان تجيد علاجات الأسنان وتقويمها وغير ذلك, يجوز الذهاب إلى طبيب.
وغير ذلك كثير من الأسئلة التي تستقصي ضرورة الفصل بين الجنسين, أو التعامل بمختلف صوره ودرجاته وأشكاله, تتراكم على مواقع للحاخامات تسمى "أسئلة وإجابات"!
وعلى كل حال كل ما يتعلق بالفصل بين الجنسين؛ الرجال والنساء, هى أمور تتعلق بطائفة الحريديم التي يتضح حجمها من البيان التالي, مع الأخذ في الاعتبار أن تعداد الإسرائيليين الآن يبلغ 6 مليون نسمة :
8% حرديم, 12% متدينين, 13% تقليديون متدينين, 25% تقليديون غير متدينين, 44% علمانيون.
وفي إحصاء آخر: 65% لا يؤمنون بوجود إله للكون, 37% ملحدون كافرون بوجود إله.
من الاحصاء السابق يتضح أن عدد الحريديم يبلغ حوالي 480,000 نسمة.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق