الخميس، 26 ديسمبر 2019

الفكر الحسيدي وكرامة اليهودي!

من أدب طائفة الحسيديم - بقلم الحاخام موشيه بن موشي . .
يحكى أن يهوديًا فقيرًا كان يمرّ كل يوم من باب إلى باب من أجل جمع المال ليقتات به ويحصل على طعام, وذات يوم شاهد هذا الفقير بيت حاخام المدينة, وحدثته نفسه قائلة: أنه لابد أن يمرّ على بيت الحاخام لأنه بالتأكيد سيعطيه مالا!
ودون كثير تفكير دخل الفقير بيت الحاخام, طرق الباب ودخل وبالفعل حصل على ما توقعه. وعند خروجه من بيت الحاخام وجد في طريقه على خزانة ملعقة من فضة غالية الثمن. وتغلب عليه شيطانه وسرق تلك الملعقة وخرج إلى طريقه.
وبعد مرور لحظات قليلة تنبّه أهل البيت إلى فقدان الملعقة الغالية الثمن! وعلى الفور قفز إلى مخيلتهم شخصية ذلك الفقير الذي دخل إلى بيتهم فانطلقوا تجاهه وقبضوا عليه. وقالوا له : إن سرقته أشياء من البيت تعدّ وقاحة شديدة!
لكن الفقير يجيبهم ببراءة : أنا لم أسرق الملعقة! الحاخام هو الذي أعطاني إياها. 
طلبوا من هذا الفقير أن يأتي معهم إلى بيتهم لسؤال الحاخام هل ما يقوله الفقير هى الحقيقة؟
فقال الحاخام: إن ما قاله الفقير هو الحقيقة المطلقة!.
أما الفقير فقد تمادى في الوقاحة وقال لهم: 
لقد تأكدتم أنني لم أكذب, والآن ولما تسببتم فيه من ضيق لي فأنا أريد تعويضًا لأنني أهنت بشدّة حتى أعماق روحي ونفسي!
ولما سألوا الحاخام : هل صحيح يجب علينا فعل ذلك؟ فأجاب الحاخام بإيماءة من رأسه بالإيجاب!
فأخذ الفقير التعويض الذي قدموه له وانصرف . .
انتهت القصة عند هذا الحد!
لكن الحقيقة هى أن الحاخام لم يعط الملعقة للفقير كهدية .. فماذا حدث؟ 
يعرف الحاخام أن لكرامة الإنسان عند الرب مكانة عظمى وإذا ما أصبنا يهوديًا أي يهودي في كرامته فإن السماء/الرب سيشدد علينا. ولأن الحاخام لم يرد إهانة اليهودي أمام أهل بيته فلم يقل شيئًا .. !
لكن - بعد الذي حدث رافق الحاخام الفقير وأخبره أن ما قام به ليس عملا طيبًا وكل شيء تم كما تم بسلام. 
لكن يجب علينا خاصة في الأيام الصعاب أن نتعاون ولا نضرّ أو نهين أي أحد ولا نسيء إلى أي شخص لأن ذلك يقرِّب الخلاص!
ولنتعلم أن يحترم كل منَّا أخاه ولا نغضب ولا نشدد على أي إسرائيلي, وهذا ليس سهلا أبدًا ولا بسيطًا لكنه واجب علينا فعله ..
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق