انتهى الله سبحانه وتعالى من تمام خلق الكون يوم الجمعة, ويوم السبت كان كل شيء قد بُتّ في أمره لذلك سمي سبت من الثبات/ لكن الذي ليس ضد الحركة بل الثبات والاستقرار على آلية الحركة التي قررها الله لكونه . .!
ولما كان المقصود بالسبت الثبات في المكان وعدم الحركة (للعمل) وليس الراحة في حد ذاتها, كما يقفز للذهن سريعًا, بدليل أن الله سبحانه وتعالى امتحن اليهود في ذلك اليوم ومن خالف ولم يلتزم بالإقامة في المكان, وخرجوا لصيد الأسماك, عوقبوا بأن مُسخوا قردة! ولو كان المقصود هو الراحة فهل يعاقب من مُنح رخصة ولم يستعملها!
فضلا عن أن مفهوم الراحة في السبت نابع أصلا – في التوراة – من راحة الرب يوم السبت بعد أن فرغ من العمل ستة أيام! – وهذا يكرس مفهوم خاطيء لا يجوز على الله سبحانه وتعالى الذي لا يؤوده أو يثقله أو يشق عليه شيء أبدًا.
فيمنع العمل والقيام بأي نشاط – دون التعبّد – في السبت وتذكر التوراة أن رجلا جمع الحطب يوم السبت فعوقب بالقتل رجمًا.
ومع ذلك لم يكفّ اليهود عن التحايل على التشريعات فهناك فصل كامل في المِشْنا يتناول التحايل على قيود السبت على الحركة والعمل والانتقال اسمه (عيروفين) أي تداخل الحدود يمكن مراجعته.
وإذا كان يوم السبت راحة لليهود! فهل الجمعة راحة للمسلمين؟ كلا . . هو يوم عيد يجتمع فيه المسلمون في المسجد ساعة للعبادة بالصلاة وذكر الله ثم ينطلقون بعدها لشتى أنواع العمل بعد ذلك, قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الجمعة فاسعوا إلى ذِكْرِ الله وَذَرُواْ البيع ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة فانتشروا فِي الأرض وابتغوا مِن فَضْلِ الله}.. [الجمعة : 9-10].
ومعنى الآية الكريمة أن الناس وقت النداء يكونون منشغلين بالبيع وحين يُطْلب منهم ترك البيع عليهم الاستجابة للنداء فورًا والسعي لذكر الله, ثم العودة للبيع أو أشغال الحياة ونشاطاتها بعد انقضاء الصلاة.
وهنا أيضًا لم تذكر راحة يوم الجمعة!
وما يؤكد أن مفهوم الراحة يوم السبت هو دخيل على اليهودية أن الشعوب المجاورة كان لديها يوم راحة من العمل لذلك انصرف اليهود والتمسوا السبت الذي هو مخصص للإقامة والانشغال بالعبادة واتخذوه يوم راحة متعللين بافترائهم على الله أنه استراح في اليوم السابع من عناء العمل ستة أيام!!
د. سامي الإمام
للمزيد عن يوم السبت في اليهودية تابع الرابط التالي:
https://goo.gl/UtsbmC
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق