هناك مريمان في كتاب "العهد القديم" هما :
1. *مريم* ابنة عمرام ويوكابد, وهى أخت هارون وموسى, وهى من سبط لاوي.
يأتي وصف *مريم* أول ما يأتي دون اسم, باللفظ "أخت". أخت الطفل الصغير الذي خبأته أمه في "بحر سوف", في تابوت, وهى التي وقفت لترى ماذا يُصنع به؟
وهو ما ورد في سفر الخروج:
"وتزوج رجل من بيت لاوي فتاة ابنة لاوي. فحملت المرأة وأنجبت ابنا، وإذ راقها جماله خبّأته ثلاثة أشهر. ولما لم تستطع أَن تخفيه بعد، أَتت بسفط من الْبرديّ وطلته بالْحمر والزّفت وأَضجعت الطّفل ووضعته بين الحلفاء على ضفة النهر. ووقفت أُخْتُهُ من بعيد لترى ما يحدث له. وأقبلت ابنة فرعون لتستحم في النهر، بينما راحت وصيفاتها تتمشّين على ضفّة النهر. فرأَت السّفط بين الْحلْفاء فأَرسلت وصيفتها لتأْتي به.
ففتحته ورأت الطّفل وإذا هو يبكي،
فرقّت له وقالت: «هذا من أولاد العبرانيّين»
فقالت أُخته لابنة فرعون: «هل أَذْهب وأَدعو لك مرضعة من الْعبرانيّات لترضع لك الْولد؟»
فأَجابتها ابنة فرعون: «اذْهبي».
فمضت الْفتاة ودعت أم الصبي.
فقالت لها ابنة فرعون: «خذي هذا الصبي وأرضعيه لي، وأنا أُعطيك أُجرتك».
فأخذت المرأَة الصبيّ وأرضعته. ولما كبر الْولد، ردَّته إلى ابنة فرعون فتبنّته ودعته موسى (ومعناهُ مُنْتَشَلٌ) قائلة: «إني انْتَشلتُه من الماء»".
والمقصود بالرجل الذي من بيت لاوي هو "عمرام" أبو موسى عليه السلام, والفتاة هى "يوكابد", أم موسى عليه السلام, وأخت موسى هى *مريم* التي تولت مهمة مراقبة أخيها الصغير (موسى) الذي وضعته أمهما في تابوت من السفط, بعد أن أمّنته بطلاء, وزفت, وهو المتاح ساعتها, ووضعته على الماء بين الحلفاء.
وتوالت القصة كما يسجلها سفر الخروج التوراتي.
و*مريم* هذه؛ أخت هارون وموسى, تعدّ في اليهودية نبيّة من الأنبياء, وإحدى سبع نبيّات هن:
1. سارة, زوج إبراهيم وأم إسحاق, عليهم جميعًا السلام.
2. هى ابنة "عمرام" و"يوكابد" وأخت موسى وهارون. وهى التي نحن بصدد الحديث عنها.
3. كانت "دبوره" نبيّة وقاضية, حكمت في إسرائيل.
4. حنا,وهى أم النبي "صموئيل", وكانت عاقرًا لكن الرب وهبها ابنًا؛ لأنها كانت عابدة تدعو الرب همسًا.
5. أبيجايل, وهى زوج "نيڤل هكرميلي" التي نجحت في إقناع داود ألا يقتل زوجها, وكانت قدمت لداود هدية, وخاطبته بكلام حكيم, وعبارات ليّنة, وأقنعته بعدم قتل زوجها. وبعد موت زوجها تزوجت بداود.
6. حولداه, نبيّة, كانت في زمن الملك "يوشياهو", والنبي "إرميا". تذكر المصادر أنها تنبأت بغضب الرب على الإسرائيليين بسبب ابتعادهم عنه وعبادتهم للأوثان. وقد تحققت نبوءتها بالاحتلال على يد فرعون مصر, ونبوخذ نصر البابلي آنذاك.
7. إستير, الملكة أو النبيّة التي أنقذت شعبها من مذبحة عظيمة؛ لذلك ينظر إليها كمريم النبيّة أخت هارون وموسى التي أنقذت موسى وأحضرت له أمه كمرضعة عبرانية دون علم ابنة فرعون.
فتنظر اليهودية لأولئك النسوة على أنهن نبيّات قدمن لبني إسرائيل ما يجعلهن يرتقين لمصاف النبوّة.
وينقسم الأنبياء في اليهودية إلى قسمين:
• قسم تصفهم التوراة بالنبوّة, ومنهم "مريم" التي تنبأت بميلاد أخيها موسى عليهما السلام, وبأنه سيلعب دور المنقذ لبني إسرائيل من يد فرعون وجبروته.
• وقسم يصفهم الحكماء بأنهم أنبياء.
لقد لعبت *مريم* دورًا مهمًا وخطيرًا لإنقاذ أخيها الأصغر "موسى" وكانت معرضة للخطر, كما لعبت دورًا مهمًا أيضًا في مواقف أخرى في مسيرة بني إسرائيل, ليس مجال ذكرها هنا.
ملحوظة: بالصورة تخيل لوصيفات ابنة فرعون لحظة عثورهن على تابوت موسى عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق