الخميس، 26 ديسمبر 2013

"يهودية بلا إله" "יהדות ללא אל"



"يهودية بلا إله", هو عنوان كتاب, من تأليف البروفيسور. يعقوب ملكين, أستاذ بجامعة تل أبيب, ضمن مكتبة اليهودية غير الدينية (العلمانية).
يطرح "يعقوب ملكين" في كتابه "يهودية بلا إله" مسألة الخلاف حول وصف "اليهودية" على مائدة الحوار الجماهيري. بسبب الخطأ المستمر, والنظرة الخاطئة, للتاريخ اليهودي (وأيضًا عدم معرفته)
, فكثيرون يربطون بين مفهوم "اليهودية" و"الدين", ويخطئون حينما يعرفون أنفسهم كيهود بلا دين, وبذلك يفسدون الشعور بالعظمة بيهوديتهم المتحررة من الدين – أي: اليهودية بلا إله.  
يشير الكاتب إلى وجود يهوديتين: يهودية دينية, ويهودية غير دينية (علمانية). واليهودية العلمانية لا تعتقد في وجود إله, وقد تم التعبير عن ذلك بقول الكاتب :
"يؤمن اليهود العلمانيون بالإنسان ويرون أنه خالق القيم الإنسانية, ولا يؤمنون بالله, فالله حسب اعتقادهم من صنع الإنسان إنهم يؤمنون بتطبيق قيم الإنسانية في إطار اليهودية, وبحريتهم في أن يختاروا لأنفسهم سبل تطبيق اليهودية".
فهى, إذن, يهودية بلا إله, وبلا شريعة وهى تفضل المباديء على الفرائض.
أما المجتمع الإسرائيلي فينقسم, تبعًا لذلك, إلى غالبية علمانية, وأقلية متدينة, تعطي الغالبية العلمانية أولوية للقيم والمباديء الإنسانية على فرائض الشريعة, بينما تؤمن الإقلية المتدينة بتقديم الشريعة وفرائضها على قوانين الدولة. 
وكان من نتيجة ذلك الاختلاف الأساسي بين الفريقين, الغالبية العلمانية, والأقلية المتدينة, أو بالمصطلح الشائع الأرثوذكسية, إلى تنوع جوهري في جميع مناحي الحياة. فمن حيث المباديء الحاكمة هناك اختلاف حول مرجعية الدولة أهى العلمانية المعتمدة على القوانين أم الدينية المعتمدة على الأحكام الشرعية, وبالتالي ينعكس ذلك على طبيعة الحياة, وعلى نوعية التعليم, فهناك تعليم ديني مرتبط بالأحكام التشريعية في المصادر المختلفة كالتوراة, والمشنا, والتلمود, وغيرها, وتعليم علماني مرتبط بالثقافة العالمية. كما ينعكس هذا التوصيف أيضًا على وضع المرأة اليهودية وحول حقوق الرجال والنساء. وهذا على سبيل المثال فقط لكن الحقيقة هى أن هذا التوصيف والتصنيف يقسم المجتمع الإسرائيلي إلى فرق عدة, وتيارات مختلفة.
وتغيرت النظرة إلى المصطلح "اليهودية" فيراه اليهود العلمانيون اسمًا شاملا يضم الثقافة اليهودية, والتيارات اليهودية المتحررة من أحكام الشريعة. بينما ينظر إليه اليهود المتدينين, على أنه يعني الديانة.
وقد انفكت اليهودية العلمانية من فرائض الشريعة وما صاحبها من شعائر وطقوس, وترى ضرورة التمييز بين الدين والقومية, وتحرير الهوية اليهودية من شرط الصفة الدينية. كما لا تتميز الجماعة اليهودية بتعريفها الأساسي الديني, حيث إن غالبية اليهود اليوم لا يحافظون على آداء فرائض اليهودية ويعدّون اليهودية باعتبارها جانبًا من الركام التاريخي والثقافي, وهى حينئذ لا تكون ملزمة.
هذا المزيج الثقافي, كما يقول أحد المعلقين في حفل الإعلان عن نشر الكتاب: يمثل التعددية اليهودية, والقدرة على العيش معًا, جنبًا إلى جنب, من يؤمن بالله, ومن لا يؤمن به, في جو من الصداقة والمحبة, دون استياء أو غضب, أو كراهية لا أساس لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق