جاء عن الضربة الرابعة التي نزلت بمصر (في زمن موسى ) :
وإن لم تطلق
شعبي فها أنا أرسل أسراب الذباب عليك وعلى حاشيتك وعلى شعبك وعلى بيوتك، فتمتليء
بيوت المصريين بالذباب، وكذلك الأرض التي يقيمون عليها.
ذهب مفسرون
إلى أن هذه الضربة الرابعة لم تقتصر على الذباب والبعوض فقط, بل نتج عنها انتشار
الحشرات والقوارض والآفات, وأحياء الطين .
وكان موسى,
عليه السلام, قد خاطب فرعون وحذره مما سيحدث إن لم يمكن بني إسرائيل من الخروج إلى
الصحراء لعبادة الرب. وكان موسى على علم بأن الضربة ستحلّ في اليوم التالي بأرض
مصر, باستثناء مكان إقامة بني إسرائيل, منطقة جوشن/جاسان (في حدود محافظة الشرقية
الآن )
تحكي المصادر العبرية أن فرعون ساوم موسى وهارون في مسألة الخروج؛ فعرض عليهما, في أول الأمر, أن يقدموا القرابين للرب على أرض مصر ولا ضرورة للخروج إلى الصحراء. لكن موسى رفض هذا العرض بحجة أنهم لا يمكنهم تقديم قرابين من الضأن المصري الذي يعدّ مقدسًا لدى المصريين. وانهم إن فعلوا ذلك سيكون جزاؤهم الرجم ؟! في النهاية وافق فرعون على خروج بني إسرائيل لكن بشرط ألا يذهبوا بعيدًا, وأن يصلي من أجل رفع هذه الضربة. وافق موسى على اقتراح فرعون, لكنه ذكره بما فعل في الضربة الثالثة وأنه لم ينفذ ما وعد به.
صلى موسى لرفع ضربة الذباب عن أرض مصر والمصريين, لكن فرعون لم يف بما وعد به ورفض إطلاق بني إسرائيل.
وهناك
تفسيرات عدة للكلمة العبرية (عَاروڤ), التي تشير إلى نوع المخلوقات التي يعاقب بها
الفرعون والمصريون, وأراضيهم, فيذهب التفسير التقليدي إلى أن المقصود بها خليط من
الآفات الضارة بالإنسان. بينما يرى التفسير القديم (الترجمة السبعينية للتناخ), أن
المقصود بها ضربة بأنواع عدة من الحشرات. أما المفسرون اللغويون فيذهبون إلى أن
الكلمة تعني بالآكدية, نوعًا من الديدان. وقال رابي "يهودا" إن المقصود
هو خليط من المخلوقات والأحياء التي سلطها الرب على مصر. وذهب آخرون أن هذه الضربة
تضمنت عددًا من الوحوش الضارية, بما فيها الأسود, والنمور, والذئاب, والضباع,
وغيرها, هاجمت بيوت المصريين وعاثت فسادًا في البلاد, ولم تمسّ بني إسرائيل بسوء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق