جاء بالتوراة الأمر بالضربة الثالثة حينما لم يمتثل
فرعون لأمر الرب حتى بعد إنزال الضربة الثانية (الضفادع), نقرأ :
"فقال
الرب لموسى : قل لهارون
أن يبسط يده بعصاه ويضرب تراب الأرض ليملأ البعوض كل أرجاء مصر. وهكذا فعلا؛ إذ
بسط هارون يده بعصاه وضرب تراب الأرض، فانتشر البعوض على الناس والبهائم. فصار كل
تراب الأرض بعوضاً في جميع أرجاء مصر".
لقد
امتلأت الأرض بهذه الحشرة, والكلمة العبرية التي تدل عليها هى (كِنّيم), التي تعني
في الواقع أكثر من نورع واحد من الحشرات؛ فهى تعني القمّل, والبعوض, وكل آفات
الزروع, والهوام في الهواء.
جاءت
هذه الضربة كسابقتها دون تحذير. وجاءت, على حدّ تعبير المصادر اليهودية, ضربة قوية
وكما أن المصريين لم يسمحوا لبني إسرائيل بالاغتسال, كذلك ابتلاهم الله بالقمّل,
الذي ينتشر مقتحمًا جميع مناطق الجسد, ولا يجدي معه حتى خمش الأجساد بعيدان الخشب
المُسنّنة, لأن الرب أصاب الأيدي فلا تستطيع معالجة آثار تلك الحشرات.
وانتشر
القمل في البشر, والبهائم, وتحول تراب الأرض إلى قمّل, لدرجة أن المصريين حفروا
الأرض بعمق قامة وقامتين فلم يجدوا ترابًا بل ملايين القمل.!!
حاول
عرافو فرعون وسحرته صرف القمّل والحشرات فلم يستطيعوا؛ واعترفوا حينئذ, وقالوا
لفرعون "هذا أصبع الله". وسلموا بأن يد القدرة الإلهية هى التي تعمل
وتسيطر.
وورد
في بعض التفاسير (مِدْراش ربّا), أن الرب عاقب المصريين بقانون "العين بالعين
والسن بالسن", وحيث إن بني إسرائيل كانوا يسخرون في أعمال الطين الشاقة, في
العراء, فكذلك عاقبهم بتحويل هذا الطين إلى قمَل.
وتعلل نصوص المِدْراش رفض يعقوب, عليه السلام, أن يدفن
في مصر, وكذا وصية يوسف عليه السلام, حين الموت, بأن يدفن إلى جوار آبائه في
فلسطين, وهو ما تشير التوراة إلى أنه حنط ونقل مع موسى عند الخروج, تعلل النصوص ذلك
بأن الرب أعلمهم بأن ضربة القمّل ستحيل تراب مصر وطينها إلى قمّل. !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق