الخميس، 12 ديسمبر 2013

نعجة الفقير (في اليهودية) כבשת הרש : Poor man lamb



"نعجة الفقير" هى عبارة عن قصة رواها نبي يدعى "ناثان" لداود معاتبًا إياه على ما فعله. والقصة تحكي عن رجل غني حلّ عليه ضيف, لكن الغني كان طماعًا فسطا على النعجة الوحيدة لدى جاره الفقير من أجل إعدادها للضيف. والهدف الواضح من الحكاية هو إثارة انتباه داود, أو إقرار حكم معين, وبعد أن قرر داود العقاب الذي يجب أن يلحق بمن يفعل ذلك يخبره "ناثان" بأن هذا الغني هو (داود) نفسه :

(وأرسل الرب ناثان إلى داود. وعندما وفد عليه قال له: عاش رجلاَن في مدينة واحدة، أحدهما ثريّ والآخر فقير. وكان الغنيّ يمتلك قطعان بقر وغنم كثيرة. وأما الفقير فلم يكن له سوى نعجة واحدة صغيرة، اشتراها ورعاها فكبرت معه ومع أبنائه، تأكل مما يأكل وتشرب من كأسه وتنام في حضنه كأنها ابنته. ثم نزل ضيف على الرجل الغنيّ، فامتنع أن يذبح من غنمه ومن بقره ليعد طعامًاً لضيفه، بل سطا على نعجة الفقير وهيأها له. عندئذ احتدم غضب داود على الرجل الغنيّ وقال للنبي ناثان: حيّ هو الرب، إن الجانيَ يستوجب الموت، وعليه أن يردّ للرجل الفقير أربعة أضعاف لأنّه ارتكب هذا الذنب ولم يُشفق).

والأصل في الحكاية, كما جاء بالسفر, هو أن داود ضاجع "بت شبع" زوجة "أوريا" الحثي, الذي كان في مهمة قتالية بأمر منه (داود) وحملت منه, فأرسله داود بعد ذلك إلى مهمة قتالية في مكان خطر قُتل فيه "أوريا". وبعد أن انقضى حداد "بت شبع" على زوجها, تزوجها داود, وأنجبت طفلا, من اغتصابه لها قبل الزواج. وهو ما أغضب الرب فأرسل له النبي "ناثان" يقص عليه هذه الحكاية الرمزية, ويعدد نعم الرب عليه, ويعاتبه على فعلته, ويتوعده بعقاب شديد:

(فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! وهذا ما يقوله الرب إله إسرائيل: لقد اخترتك لتكون ملكاً على إسرائيل وأنقذتك من قبضة شاءول، ووهبتك بيت سَيّدك وزوجاته، وولّيتك على بني إسرائيل ويهوذا. ولو كان ذلك قليلا لَوهبتك المزيد. فلماذا احتقرت كلام الرب لتقترف الشرّ أمامه؟ قتلت أوريّا الحثي بسيف العمونيين وتزوجت امرأته. لذلك لن يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني واغتصبت امرأة أوريّا الحثيّ. واستطرد: هذا ما يقوله الرب: سأثير عليك من أهل بيتك من يُنزل بك البلايا، وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهنّ لقريبك، فَيضاجعهنّ في وضح النهار. أنت ارتكبت خطيئتك في السّرّ، وأنا أفعل هذا الأمر على مرأَى جميعِ بني إسرائيل وفي وضح النهار. فقال داود لناثان: قد أخطأْت إلى الرب. فقال ناثان: والرب قد نقل عنك خطيئتك، فلن تموت. ولكن لأنك جعلت أعداء الرب يشمتون من جراء هذا الأمر، فإنّ الابن المولود لك يموت).

يقرّر داود (أن الجاني يستوجب الموت، وعليه أن يردّ للرجل الفقير أربعة أضعاف) ما يساوي النعجة, ومرجع قول داود هذا, أحكام التوراة .

ويعلق "راشي" أبرز مفسري التوراة في العصور الوسطى, على هذا المثل بقوله إن المثل تطابق مع الواقع بكل تفاصيله؛ لأن العقوبة التي أنزلها داود على نفسه تحققت بتمامها, فقد قرر (وعليه أن يردّ للرجل الفقير أربعة أضعاف) قال الحكماء إن هؤلاء الأربعة هم أبناء داود الذين ماتوا حتى تمرد "أبشالوم".

 ولا تخلوا التوراة من توجيهات لحسن معاملة الفقراء مع الطوائف المحتاجة للرعاية, كاليتيم والأرملة والمستغيث, فتدعو للعطف على الفقير, وعدم ازدرائه, أو فعل شيء فيه تحقير من شأنه :

(المستهزئ بالفقير يعير خالقه).

هناك 3 تعليقات:

  1. رائع يادكتور سامى وفى تقدم دائم ان شاء الله

    ردحذف
  2. دووووووووووووووما نستفيد من علمكم دكتورنا الغالى
    لكم تحياتى
    د محمد نور

    ردحذف
  3. بارك الله فيكم يا دكتور. رائعععععع. متعكم الله بالصحة ونفع بكم وبعلكم الغزير الأمة.

    ردحذف