تقع, بحسب التصور التوراتي, على جبال أورشليم معركة حامية, تدور رحاها بين "جوج وماجوج" وحالفائهم من جانب, و"بيت إسرائيل" من جانب آخر. يحقق فيها بيت إسرائيل نصرًا ساحقًا على الغزاة.
لكن النبوءة تقرر أن "يهوه" هو الذي سوف يدير هذه المعركة :
(وأستدعي السيف عليه "يقصد على جوج ومن معه" في كل جبالي .. وأعاقبه بالوباء وبالدم, وأمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثير الذين معه مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة وكبريتًا), (وأرسل نارا على جوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين).
وأما المكان المرتقب لهذه الأحداث الأخروية فهو كل الأرض :
(وتندك الجبال وتسقط كل الأسوار إلى الأرض ...في كل جبالي).
وتخلف المعركة أعدادًا هائلة من القتلي تستمر عملية دفنهم سبعة أشهر, يشارك فيها جميع "بيت إسرائيل" وجميع طيور الأرض ووحوش البرية في تلك الوليمة العظيمة التي أعدها الرب. أعداد هائلة من الذبائح البشرية, فهذه الطيور والحيوانات تأكل من اللحم حتى تشبع وتسمن وتشرب الدم حتى تسكر.
ثم يُقبر ما يتبقى من آثار الموتى في مدينة المقابر الجماعية المسماة "همونة", وهى مقابر جماعية تدفن فيها جثث قتلى مذبحة جوج في مكان يسمى"وادي جمهور جوج":
(ومن ذلك اليَوم أجعل لجوج موضعًا يدفن فيه في إسرائيل، هو وادي العابرين المتجه شرقًا نحو البحر (الميّت)، فيسدّ الطريق أمام العابرين؛ إذ هناك يدفنون جوجًا وسائر جيوشه ويدعون الموضع «وادي جمهور جوج». ويقوم شعب إسرائيل بدفنهم طوال سبعة أشهر تطهيرًا للأرض. ويتولى كل شعب الأرض دفنهم، ويكون يوم تمجيدي يومًا مشهودًا لهم، يقول السيد الرّب. ويخصصون رجالاً يتجوّلون دائمًا في الأرض ليدفنوا مع العابرين جثث الباقين على وجه الأرض تطهِيرًا لها. وبعد سبعة أشهر يستكشفونها. فيجتاز العابرون فيها، فإن عثر أحد على عظم إنسان يكوم إلى جواره صوّة إلى أن يأتي العابرون ليدفنوه في وادي جمهور جوج. ويكون اسم المدينة همونة (أي الجمهور المحشود) وهكذا يطهرون الأرض).
موسوعة "الفكر العقدي اليهودي" د. سامي الإمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق