"تابوت العهد", أو "تابوت الرب", أو "تابوت الشهادة, في المصادر اليهودية, هو تابوت خشبي مُغشى بذهب من الخارج والداخل وله مواصفات وصفات خاصة. وكان, يستخدم لحفظ ألواح الوصايا, كما كان على درجة كبيرة من القداسة, إن لم يكن هو أقدس أقداس بني إسرائيل. ومن أولويات عبادة الرب.
صنع موسى التابوت على الصورة التي أمره بها الرب وأظهرها له, ووضعه في قدس أقداس خيمة الاجتماع (خيمة لها مواصفات خاصة كان موسى عليه السلام يتلقى الوحي فيها). وكان التابوت يتقدم مسيرة بني إسرائيل في الصحراء, يعلوه عامود من السحاب نهارًا, وعامود من النار ليلا. كما عبر بهم نهر الأردن حتى وصلوا معه إلى أرض كنعان, وكانوا يستعينون به في حروبهم حتى أتى به داوود إلى أورشليم, وأدخل إلى قدس الأقداس هيكل سليمان, في يوم الاحتفال بتدشين الهيكل (953 ق.م) .
وكان الرب يتجلى ويتحدث إلى شعبه (إسرائيل) عند تجلّيه فوق التابوت! وعن طريقه صنع معجزات لشعبه, وكان عندما يخرج التابوت متقدمًا بني إسرائيل؛ يقول موسى : "قم يارب فلتتبدد أعداؤك, ويهرب مبغضوك من أمامك", وعندما يعود يقول : "عُد يارب ألوف إسرائيل".
كما كان بنو إسرائيل يقولون عند عودة التابوت إلى المعسكر : "حضر الرب إلى المحلة".
وعندما استولى عليه الفلسطينيون!, في جولة من جولات الصراع قديمًا, قيل : قد زال المجدُ من إسرائيل".
ويذكر التلمود أن التابوت كان يوضع فوق حجر الأساس (الصخرة), وكان فوقه تمثالان من طائفة الكروبيم من الذهب الخالص. وورد ان الرب أخبر موسى بأنه سيقابله بين الكروبين ويتحدث إليه بالوصايا :
"واجتمع بك هناك وأتكلم معك, من على الغطاء من بين الكروبَين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل".
ولم يكن يسمح لأحد بأن يمسّ التابوت, أو حتى ينظر إليه باعتبار ذلك محرمًا, ومن يفعل ذلك فالموت هو الجزاء السريع. وحدث مرة أن نظر إليه سكان قرية "بيت شيمش" فمات من الإسرائيليين على الفور خمسون ألفًا.
تحكي التوراة أن التابوت وقع في أيدي الفلسطينيين, في جولة من جولات الصراع, في ذلك الزمن القديم (1050 ق.م), حيث أخذ إلى "أشدود", ووضع بجانب صنم "داجون" المعبود الفلسطيني, في ذلك الوقت, وحسب الرواية التوراتية, اضطر الفلسطينيون إلى إرجاعه بسبب الكوارث التي حاقت بهم.
لكن لم توضح التوراة طبيعة تلك الكوارث, بيد أن أحدًا لم يمت !!
وكان في التابوت قنينة بها بعض "المنّ" (طعام الصحراء) و"عصا هارون" و"لوحا الشهادة". ثم وضع بعد ذلك كتاب التوراة.
ولاعتقاد الإسرائيليين, حديثًا, في ارتباط وجود الرب بالتابوت قديمًا, كانوا, في جيش الاحتلال, حتى زمن ليس ببعيد يستخدمون تابوتًا رمزيًا, يتقدم الجنود عند الخروج للقتال, تدون عليه العبارة التي ذكرنا أن موسى عليه السلام كان يرددها حين خروج التابوت في الزمن القديم.
ولا يخل أي معبد يهودي في العالم من أنموذج لتابوت خشبي على هيئة خزانة للكتب توضع فيه نسخ التوراة التي يقرأها المصلون, يسمى هذا التابوت بـ"تابوت القدس", وهو إلى جانب هذا يعدّ تذكرة بتابوت العهد, وله تقاليد خاصة في التعامل معه . (ينظر : تابوت القدس).
موسوعة "الفكر العقدي اليهودي" د. سامي الإمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق