يبدأ الصبيّ اليهودي تحمل أعباء إقامة الشعائر الدينية عند بلوغه الثالثة عشرة من عمره. ففي اليوم الأول من السنة الرابعة عشرة يصبح الفتى بالغًا "بّر ميتصڤاه" ويجب على أبيه الذي يُعد مسئولاً عن تربيته ورعايته منذ الميلاد, وحتى تلك اللحظة, أن يقول : مبارك الذي أعفاني من ذنب هذا" وهى عبارة تهنئة يرددها الأب عند بلوغ ابنه سن المسئولية الشرعية. ويرجع السبب في ذلك إلى الاعتقاد بأن الأب يُحاسَب على الذنوب والمعاصي التي يقترفها الابن حتى بلوغه سن التكليف. وفي حالة الابنة فإن الأم هى التي تقول هذه العبارة حيث إنها هى المسئولة عن تربية الابنة ورعايتها. وتصل البنت إلى سنّ المسئولية الشرعية بعد تمام الثانية عشرة من عمرها, وحينئذ تسمى بالغة "بَت ميتصڤاه".
ويسمح, في السبت الأول من السنة الرابعة عشرة للصبي اليهودي, لأول مرة في حياته, بقراءة جزء من التوراة, كما تقام احتفالية عائلية بهذه المناسبة يُدعى فيها مدرسو الصبي وأصدقاؤه وأقارب العائلة وتوزع فيه الملابس الدينية الجديدة.
واعتبارًا من ذلك التاريخ يصبح الفتى اليهودي كبيرًا ويميز هذه السن نمو شعرتين في منطقة العانة. ويبدأ الفتى من سن الثالثة عشرة ويوم واحد, الانضمام إلى صلاة الجماعة في اليهودية "المنيان", واعتمار غطاءً للرأس يسمى "كيبّاه", وكذلك الالتزام بوصية "التفلّين" (سفر التثنية 8 : 6). ووضع شال الصلاة "الطاليت" على الكتفين في صلاة الجماعة بالكنيس, أو السيناجوج. وعلى الرغم من أنه غير مكلّف بالعمل بوصايا التوراة حتى بلوغه سن التكليف إلا أن الحكماء أوجبوا على الأب أن يُنشِّئه على الوصايا ويعوده على الالتزام بها في حياته. ويقول الحكماء : إن غريزة الخير تدخل جسد الإنسان اعتبارًا من سنّ البلوغ أو التكليف الشرعي, أما غريزة الشر فتدخل الجسد منذ لحظة ميلاد الطفل. وتقام احتفالية ببلوغ الصبي, تنقسم إلى قسمين :
الأول: وضع الـ "تفلّين", في صلاة السحر "شِحْرِيت". (التثنية 8 : 6), (انظر " تفلّين").
الثاني: "الدعوة للتوراة" وهى تلاوة أجزاء من التوراة في الكنيس اليهودي, أمام جمع من الحضور, وتتم في يوم السبت.
وتختلف تفاصيل هذه الاحتفالية من مكان إلى مكان آخر اختلافًا يسيرًا وهناك طوائف لا تقيم حسابًا لهذا الطقس الديني, مثل يهود اليمن الذين لا يقيمون هذا الاحتفال أبدًا, ويكتفون بتكليف الصبي بوضع الـ "تفلّين" اعتبارًا من سنّ التاسعة, أو الحادية عشرة على أقصى تقدير, كما يلزموه بصلاة الجماعة في سنّ الثالثة عشرة.
وقد جدّت مظاهر احتفالية بهذه المناسبة, في "إسرائيل" حيث يقيمون مسيرة بصحبة "الرجل الجديد" تسمى "مسيرة المكلّف/البالغ" " إلى جوار ما يسمى بـ "حائط المبكى".
المصدر: موسوعة "الفكر العقدي اليهودي" د . سامي الإمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق