الثلاثاء، 11 مارس 2014

العنصرية في إسرائيل وتدريب الأطفال على استخدام السلاح


يحرص المستوطنون اليهود, من التيار المتشدد, الحريديم, على تنشئة الأطفال على كراهية العرب, في فلسطين, مسلمين ومسيحيين على السواء, وتلقينهم أفكارًا تدفع لقتل العرب.

إن هذا التطرف, الذي يزكي تأججه المستوطنون يزداد حدة يومًا بعد يوم, ويتأكد ذلك من حرص الحاخامات على إصدار فتاوى مصبوغة بصبغة دينية تدعو إلى قتل العرب مسلمين ومسيحيين على السواء وهو ما يؤدي إلى تنامي موجة عارمة من التطرف والعنصرية.
ويقول طالب, في المرحلة الثانوية, يبالغ من العمر 17 عامًا، والذي سينخرط في الجيش الإسرائيلي في الصيف التالي, وهو ممّن يتمتعون بتفكير معتدل, وهم قلّة :
"إن محتوى الكتب المدرسية، والأفكار التي يعبر عنها بعض المعلمين، تترك أثراً سلبيا حقيقيًا ودائمًا على مشاعر وسلوك الأطفال نحو الفلسطينيين", " كتبنا تخبرنا بشكل أساسي أن كل ما يفعله اليهود صحيح وشرعي، وأن العرب إرهابيون ويحاولون تدميرنا".
"لقد اعتدنا على سماع الشيء نفسه، جانب واحد من القصة فقط. علمونا أن إسرائيل أصبحت دولة، وأن العرب هم الذين بدأوا الحرب. إنهم لا يذكرون ما الذي حصل للعرب، ولا يذكرون مطلقًا أي شيء عن اللاجئين أو العرب الذين فرضت عليهم الهجرة من مدنهم ومساكنهم".
ويضيف الطالب : "إنه يتجادل مع أصدقائه حول ما يعتبره عنصريه في كل الكتب المقررة، ومن قبل المعلمين. وقد أشار إلى مثال مقلق، حول مدى التشوه الذي تؤثر فيه الكتب والتوجهات الشائعة على الأطفال : " أخبرني أحد الزملاء أنه إذا غضب بسبب شيء ما قرأه أو ناقشه في المدرسة، يشعر بأن لديه رغبة بلكم أي عربي يراه".
وقال : " وبدلا من تعليم التسامح والتقبل للآخر، فان الكتب وبعض توجهات المعلمين تغذي الكراهية نحو العرب."
وقد تكلم الطالب عن زملائه في المدرسة فقال: "متلهفون حتى الموت للصدام وقتل العرب. أحاول التحدث إليهم ولكنهم يقولون إني لا أهتم بهذا الوطن. ولكنني حقًا أهتم، ولذلك فإنني أعلمهم بأن السلام والعدالة هما الطريقان الوحيدان لإصلاح الأمور."
وأكدت شخصيات إسرائيلية أن تفشي العنصرية والكراهية تجاه العرب بإسرائيل أمر "غير مفاجئ"، وأشارت إلى استحالة التوفيق بين كونها "دولة يهودية وديمقراطية" في الوقت نفسه.
وقال البعض : "إن توجهات العنصرية لن تنتصر"، وأضاف أن العرب لن يرمونا للبحر ونحن لن نرميهم للصحراء".
"إن "عمق العنصرية" لم يفاجئنا، وذكر الكثير من مظاهرها خاصة هجوم المستوطنين على قرى فلسطينية بمساعدة وحماية الجيش والشرطة.
وشدد مسئولون على أن مواجهة العنصرية تقتضي تغييرًا عميقًا في جهاز التربية وتعليم اللغة العربية لغة ثانية قبل الإنجليزية بدءا من الصف الأول، وبتأهيل المربين للتربية على الحوار والتسامح مع الآخر.

ونحن نتساءل هل هؤلاء المتطرفون الذين يغذون روح العنصرية والتطرف وكراهية الآخر (بالمعنى العام للمصطلح, وإن كان هو الأساس في الحقيقة وهم الآخر), ويعلمون أطفالهم حمل السلاح ويدربونهم على استخدامه, هل هؤلاء دعاة سلام !؟
د. سامي الإمام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق