ترجع تسمية طائفة الـ "حريديم" بهذا الاسم إلى آية وردت في "التناخ": (اسمعوا قول الرب, أيها المرتعدون من كلامه) (أشعيا 66 : 5). وبذلك يكون المعنى بالعربية (المرتعدون/الخائفون/المشفقون) ويمكن أيضًا نعتهم باللأصوليين, لتمسكهم بأصول العقيدة اليهودية.
والحريديم هم اليهود الذين يمثّلون التيار الأورثودوكسي, الذي يتميز بالتمسك بشدة بقواعد الشريعة اليهودية, والمحافظة على الأصول الدينية والثقافية اليهودية. تبلغ نسبة الحرديم 8% من مجموع السكان في إسرائيل.
ولأسباب عقدية فإن الجمهور الذي يتبع هذا التيار المتشدد لا يخدم في الجيش الإسرائيلي. ويتميز هذا القطاع الأصولي بنسبة مرتفعة من البطالة, كما يفضلون العيش في أماكن معينة, ويمنحون أصواتهم في الانتخابات إلى حزبين فقط, هما "يهدوت هتوراة" و"شاس" وهما حزبان دينيان متطرفان.
وللحريديم اتجاهات ثقافية خاصة بهم لا تقف عند الاختلافات العقدية فقط بل تتعداها إلى أنماط ثقافية مغايرة لبقية طوائف الإسرائيليين. وقد بدأت هذه الطائفة انتهاج نمط سلوكي منغلق على الذات اعتبارًا من القرن الثامن عشر, وتحولت إلى عنصر بارز معارض للتحديث والإصلاح بحجة أن "الابتداع محظور من التوراة".
ومما يميز الحريديم تشددهم الزائد في تطبيق وصايا الشريعة, واتخاذهم زيًا خاصًا بهم, وسلوكًا خاصًا يُمنع فيه الاختلاط ويتمسك بالفصل بين النساء والرجال في جميع الأماكن, ويحظر نشر صور للمراة في وسائل الإعلام, ويبدون تمسكًا مبالغًا فيه بخصوص الحلال والحرام من الأطعمة, لدرجة أنهم يُنصِّبون مراقبين تابعين للطائفة لمتابعة تنفيذ الشروط الشرعية الدقيقة في مسألة المأكل والمشرب وغير ذلك.
وكذلك يولون اهتمامًا بالغًا بمراعاة قداسة السبت والأعياد المقدسة والاحتفالات الدينية والطقوس وزيارة المعابد وغير ذلك من أمور الديانة اليهودية.
موسوعة "الفكر العقدي اليهودي" د. سامي الإمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق