الاثنين، 24 مارس 2014

مصر في الوجدان اليهودي מצרים במצפון היהודי

 توصف مصر في كتاب اليهودية الأول؛ "العهد القديم", بانها "بيت العبودية", فالإله يهوه يستهل الوصايا العشر بقوله : "انا الرب إلهك الذي أخرجك من مصر, من بيت العبودية", وتكرر وصف مصر في "العهد القديم" بهذه الصفة عشرات المرات, وصورة مصر بشكل عام عند الإسرائيليين تحتل مكانًا ذا أبعاد رمزية فهى مكان للنفي, والقتل, والتعذيب, والعبودية. وهى صورة ساعد الصهاينة, في العصر الحديث, على إعادة صياغتها, وترسيخها في الأذهان.
فهل حقًا كانت مصر بهذه الدرجة من السوء والقبح في عيون الإسرائيليين الذين خرجوا مع موسى عليه السلام ؟
للإجابة عن هذا السؤال سنستشهد بآيات من التوراة نفسها.
لقد عاش بنو إسرائيل في منطقة "جاسان" ( ترجح الأبحاث أن جاسان كانت تقع في زمام محافظة الشرقية الآن), أقاموا فيها في بحبوحة من العيش, من مظاهر ذلك, أنهم حين خرجوا منها كانوا يسوقون أمامهم قطعانًا كبيرة من الماشية, فنقرأ في التوراة :
"وخرج معهم لفيف كثير أيضًا مع غنم وبقر ومواش وافرة جدًا".
ونقرأ أيضًا أن بني إسرائيل ندموا على تلبية دعوة موسى وهارون لمسيرة الخروج :
"وقال لهما بنو إسرائيل : ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزًا حتى نشبع".
ويخاطبون موسى عليه السلام, نفسه :
"أقليل أنك أصعدتنا من أرض تفيض لبنًا وعسلا لتميتنا في البريَّة".
ثم لقد ترددوا في قبول دعوة موسى للخروج فأي عبودية يتحدثون عنها ؟ إذا كان هذا هو حديث التوراة عن مصر؟
ألم تكرم مصر وفادة يعقوب عليه السلام وأبنائه من مجاعة اجتاحت فلسطين آنذاك ؟ ألم يتزوج سليمان من أميرة فرعونية ؟ ألم يلجأ كثيرون من بني إسرائيل إلى مصر التماسًا لخيرها وعطائها وطلبًا لودها وبحثًا عن حمايتها ؟
تذكر التوراة أن نساء بني إسرائيل استعرن من المصريات أقراط وحلي ذهبية قبيل الخروج من مصر, وهذه الحلي هى التي صنع منها "عجل الذهب" الذي عبده كثير من بني إسرائيل, حين صعد موسى عليه السلام لميقات ربه, وبقى أربعين يومًا وأربعين ليلة.
فهل لو كان المصريون بهذه الدرجة من السوء التي تصوره بعض آيات التوراة أكانت نساء بني إسرائيل استعرن الحلي الذهبية منهن بهذه السهولة ؟
وبعيدًا عن نصوص التوراة يقول "وليم روبرتسون", عالم اليهوديات, الاسكوتلندي :
"لقد تعلم بنو إسرائيل صناعة السفن وعادات شعوب البحر منذ دخولهم إلى مصر بعد أن عاشوا أعوامًا طويلة يسكنون الخيام ويعملون بالرعي". ويستطرد فيقول : "كذلك مارس بنو إسرائيل الأعمال الحرفية المختلفة وأتقنوها, كما أنهم كانوا يشغلون مناصب لا بأس بها, فكان منهم الضباط, والكتبة, والنظار, والمشرفون".
ويعلق "بونتيت" بقوله :
"لو كانت هناك عبودية ما أتاح المصريون لبني إسرائيل ممارسة هذه الوظائف".
والمقصود أن العبودية لم تكن بالقدر الذي تصوره المرويات اليهودية.
وإذا كان الأمر كما يعتقد اليهود فلماذا تمارس اليهودية أبشع الأساليب قهرًا للإنسان الفلسطيني وأشدها فتكًا.
"هيكل أورشليم في المصادر اليهودية" د. سامي الإمام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق