الثلاثاء، 25 مارس 2014

هل هذا هو جزاء الأسيرات الفلسطينيات المحررات من سجون الاحتلال ؟

ما لم يقله الإعلام عن لقاء الأسيرات في الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في غزة
بقلم: هداية شمعون

نزلت معي تتكىء على ذراعي بالكاد، عيونها مغرقة بالدموع لأنها تذكرت السجن الإسرائيلي وويلاته حين كانت معتقلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هي تعاني من أمراض كثيرة الغضروف والكبر وتكاد تهوى على درجات السلم من الطابق الثاني في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بغزة، حيث عقدت ورشة حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسيرات الفلسطينيات.

قالت بأسى: " انتهت الورشة وانتهى الكلام وفتحت جراحنا من جديد، لا أملك مواصلاتي للشمال، وانتظر رفيقتي -أيضا أسيرة محررة- أن تساعدني بالوصول لبيتي"
ثم أضافت:" لقد طردني زوجي أنا وبنتي حين خرجت من السجن الإسرائيلي، ووجدت نفسي في الشارع قال لي كلاما مسيئا، لأني كنت في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن العام، ثم تزوج بأخرى وأهملني بل أصبح يعاقبني بقسوته وفي كل صباح ومساء، وينعتني بأبشع الألفاظ والصور"
وتستريح قليلا لتواري دموعها ووجهها المتغضن بالألم مستطردة:" الآن لو أني أملك الصحة والقدرة على الحركة لذهبت إلى الشمال حيث يجمع النساء والأطفال الحصمى لربما أجد دخلا يحميني ذل السؤال وتجاهل المؤسسات والجميع لنا، أو لعلي أموت برصاص الجنود الإسرائيليين فتكون راحتي التي لم فقدتها في السجن وخارجه"
وأضافت:" لم يزرني أحد ولا يهتم بي أحد وقد تجاوزت الستين من العمر، ولا أحد يحفل بي إن مت في بيتي، بل ولازلت في هذا العمر اتلقى الإهانة من زوجي والمحيطين كأني اقترفت معصية..!!
صمتت ثم أخذتني في حضنها باكية: "نعم الجيران والأقارب يعنفوننا، ونجد نظرات مخيفة بعيونهم المتسائلة ماذا حدث معك في سجون الاحتلال؟؟ وأجيبهم دوما دون حتى أن يسألوا لقد رفعت اسم فلسطين عاليا ولكم أن تفخروا بي، لا أن تقيدوني بعيونكم نحو جسدي.. " هذا ما لم تقله أسيراتنا ولكنها عبرت عنه بكلماتها البسيطة ودموعها التي لم تجف لا في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولا بعد خروجها منه!!..
هي قالت ما يبتعد الاعلام عن قوله لأنه إعلام متخاذل يخشى أن يتطرق لقضايا قد تثير حفيظة الكثيرين، أن تتعامى عن الحقيقة والواقع وتلجأ لتجميل الصورة وإبراز نموذج المرأة الفلسطينية السوبر كما أكدت العديد من الدراسات، نعم المرأة الفلسطينية بطلة ومناضلة وعانت الأمرين في سجون الاحتلال وأيضا عانت الأمرين من تقاليد وعادات المجتمع لتعامله معها بنهاية الأمر كأنثى تملك جسدا، وتدوس العديد من الأفكار البالية على نضال المرأة وصمودها وفناء عمرها وتحديها للسجانين وتدوس تاريخها المشرف والنضالي وتهزم المرأة وتقوقع ماضيها وحاضرها ومستقبلها في جسدها ومفهوم الشرف لدى الكثيرين ذلك المفهوم المفقود صورة ومضمونا..
ما أكتبه هو مرارة قصص الأسيرات المحررات التي قالتها جميعهن بشكل مباشر وما بين السطور، وبعضهن لم تسعفهن الكلمات ولكنهن قلن ما لم تجرؤ وسائل الإعلام على قوله.. لأننا كالنعام نحب أن نخفي الحقائق التي لا تروقنا وتضايقنا ونتعامل معها كأنها لم تكن وكأنها غير محسوسة أو مرئية، وكل ما نأخذه قشور سطحية لا تكشف حجم المعاناة التي تعانيها الأسيرات المحررات، هناك بعض المحررات أخفين أنهن كن معتقلات في سجون الاحتلال عمر أبناءهن وبناتهن كي لا يواجهن نظرات المجتمع لهن ولأبنائهن وبناتهن وخشية عليهن تحديدا من الظلم الاجتماعي وأخذهن بذنب أمهن وكأنهن أذنبن أصلا، وهناك من عرف بأن زوجته كانت معتقلة في يوم من الأيام فما كان منه -ومن أهله- أن انتظر ولادتها ثم اختطف ابنه وسافر وتزوج بالخارج وظلت محرومة منه عشرات السنوات دون أن ترتكب جريمة أو إثما وبدلا أن تنال فخرا ودعما يعاقبها المجتمع على عطائها وتضحيتها وشموخها في سجون الجلاد الإسرائيلي، وهناك منهن من رفضت بعض المؤسسات أن يكن من ضمن العاملات فيها ليس لسبب إلا حين معرفتهم أنها كانت أسيرة فلسطينية سابقة، ومنهم الكثيرون الذين رفضوا أن يتزوجوهن ولم تقبل عائلاتهم بالزواج منهن.
منقول من :
swoforum.nesay.org

ونحن نتساءل هل هكذا تعامل البطلات اللائي دفعن في سبيل رفعة الوطن الفلسطيني, أغلى سنوات العمر, بين أنياب العدوّ. بالله عليكم أفيقوا قبل أن يحاسبكم الله على هذه الجريمة, إن الإنسان ليخجل أن تكون نساؤنا في سجون الاحتلال ونحن خارجه. عاشت فلسطين ونساؤها حرة عزيزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق