"عقيدة/شريعة موسى"
واعتاد اليهود إطلاق صفة "ابن شريعة موسى/موسوي" على الطفل بعد إجراء عملية الختان له, ويعتبر ذلك إقرارًا نهائيًا بيهودية الطفل.
كما يطلق على من كانت أمه يهودية, وعلى المتهوِّد من الأغيار, بشرط أن يكون متهودًا على الأصول الموضوعة لإجراءات التهود, على الرغم من أن اليهودية تنكر كونها ديانة تبشيرية, أي تسمح بدخول الأغيار فيها!
وبشكل عام يعدّ (موسويًا) كل من ينتمي إلى أحد تيارات, أو طوائف اليهودية الرئيسية؛ الأورثوذكسية, أوالإصلاحية, أوالمحافظة, أوالقرائية.
وبناء على هذه الطوائف الدينية اليهودية التي تعترف بها الدولة رسميًا, فإن من الطبيعي أن يكون لكل منها حاخام رئيس يحدد تشريعات الطائفة, وطقوسها وطريقة صلاتها, وغير ذلك, ويعين حاخامات لتنفيذ تعليماته, ومراقبتها.
وطبقًا للشريعة فإن اليهودي الذي يطلّق زوجته لرغبته في مجرد التطليق, يجب عليه إعطاءها مؤخر مستحقاتها. ولكن في حالة رجوع السبب للزوجة بشكل واضح وصريح, جراء سلوكها ! وهو ما يجعل مواصلته الحياة معها محرمًة؛ كأن لا تراعي آداب الاحتشام, أو تتسبب في إعاقة حياة زوجها الخاصة بحجة أن لديها مانعًا من مباشرته لحقوقه, أو تلك التي لا تعدّ طعام زوجها كما ينبغي, كأن شوشطت الطعام!.
فيجب عليه حينئذ عدم إعطائها مستحقاتها, وعليه تطليقها بدون الإيفاء بهذا المؤخر!
ويضاف إلى أسباب الطلاق هذه سبب آخر وهو إذا أخفت الزوجة مرضًا عضال أصابها قبل الزواج ولم تصرِّح له به. فله عندئذ أيضًا تطليقها بدون دفع مستحقاتها. وتسمى هذه المرأة في هذه الحالة "مخالفة لشريعة موسى".
أما "شريعة اليهودية", فهي كل ما قرره حكماء المشنا, والتلمود, وهى أحكام لم ترد بالتوراة, وليست محرمة بموجب حكم توراتي. وأغلب هذه الأحكام تخص المرأة, فالمرأة التي توصف بـ "مخالفة شرع اليهودية" كأن تخرج للأماكن العامة وهى سافرة؛ شعر رأسها مكشوف وغير مغطى كما يستوجب تشريعات "بنات إسرائيل", أو تخرج بصحبة الشباب. توصف هذه المرأة بـ "مخالفة لشريعة اليهودية". والمقصود إذن تلك الأعمال التي تتعارض مع سلوك المرأة اليهودية (بنات إسرائيل) الواجب اتباعه, فيما يخصّ السلوك والزّي, والتي لا تتبنّى الحشمة والأصالة.
وأمّا "عقيدة/شريعة إسرائيل"؛ فهو المصطلح المستخدم في قَسَم الزواج في مرحلة الخطبة "قيدوشين" حيث يقول الرجل "أنت مقدّسة لي . . على دين موسى وإسرائيل" وهو ما يدل على رغبة أكيدة وعزم صادق على الاقتران على حدود الدين والشريعة بحسب الدين اليهودي والتقاليد الإسرائيلية.
وقد توسّع هذا المصطلح في العصر فشمل الثقافة الإسرائيلية, وطريقة الحياة, والتقاليد وقيم جديدة مستحدثة, وحتى مظاهر الشارع بما فيه من متدينين, وعلمانيين, ودروز, وجركس, وغيرهم, كل ذلك أصبح ممّا يطلق عليه "شرع إسرائيل"!
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق