سنسجل هنا تواريخ تنقل ومكوث بني إسرائيل في منطقة كلدان, وكنعان, ومصر,
ابتداء بهجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرن التاسع عشر قبل الميلاد .
.
1830 ق.م على وجه التقريب : هجرة إبراهيم من مدينة "أور" بجنوب العراق حاليًا, إلى كنعان بسبب تعنت أهل العراق, وفي كنعان رزق إبراهيم بابنيه الأول إسماعيل من زوجه هاجر, والثاني إسحاق من زوجه سارة, علمًا بأن إسماعيل يكبر إسحاق بأحدى عشرة سنة. هاجر إبراهيم إلى مصر مع زوجه سارة بسبب مجاعة حلّت بكنعان وهناك طلب منها أن تقول إنها اخته وليست زوجه خوفًا من أن يطمع فيها فرعون لأنها – بحسب التوراة - كانت امرأة جميلة.
وكان ذلك في حدود سنة 1700 ق.م
1650 ق.م على وجه التقريب : نزح يعقوب, عليه السلام وأبناؤه, من كنعان إلى مصر بسبب قحط ألمّ بأرض كنعان, وذلك حين دعاهم يوسف, عليه السلام, هو وأبنائه للعيش في مصر والحياة في كنفه, بعد أن تبوأ مكانة عليا.
1350 ق.م على وجه التقريب : خروج موسى عليه السلام من مصر, ببني إسرائيل, وآخرين ليسوا من بني إسرائيل لكنهم آمنوا بنبوّته ودعوته لعبادة الله. وكان السبب هو اضطهاد فرعون لهم.
وما يعنينا من تاريخ بني إسرائيل هى تلك الحقبة التاريخية التي عاشوها في مصر, وهل كانت هى الحقبة التي بُنيت فيها الأهرامات؟
يتبين من التواريخ المذكورة, وكذلك من المصادر المختلفة أن بني إسرائيل مكثوا في مصر حوالي 300 سنة, وهى فترة متوسطة بين أقوال عدة وردت بالتوراة عن مدة بقائهم في مصر. وتلك الحقبة هى الواقعة بين تاريخ دخول يعقوب وأبنائه الى مصر وتاريخ خروج موسى عليه السلام ببني إسرائيل. فما الأسرة الفرعونية التي حكمت مصر في تلك الحقبة؟ ومن الحكام الذي حكموا مصر في عبر تلك السنوات؟
تذكر الوثائق التاريخية والآثارية عن مصر القديمة أن تلك الحقبة التاريخية التي عاش فيها بنو إسرائيل بمصر حكمها ملوك من الأسرتين الثامنة عشرة (1850 ق.م – 1350 ق.م), والتاسعة عشرة (1350 ق.م 1225 ق.م) على النحو التالي:
من ملوك الأسرة الثامنة عشر (الترتيب من الأقدم إلى الأحدث) : أحمس الأول, وامنحتب الأول, وتحوتمس الأول, وتحوتمس الثالث, وأمنحتب الثاني, وتحوتمس الرابع, وامنحتب الثالث, وامنحتب الرابع (اخناتون), وساكرع, وتوت عنخ آمون, وآي.
ومن ملوك الأسرة التاسعة عشرة : حرمحب, رمسيس الأول, وسيتي الأول, ورمسيس الثاني, ومنفتاح.
وتميزت حقبة هاتين الأسرتين ببناء المعابد, على اختلاف أنواعها؛ الدينية, والجنائزية, ولتخليد الذكرى. منها معبد رمسيس الثاني بأبيدوس, ومعبد تخليد ذكرى "آي", و"حُرمحب", و"توت عنخ آمون", ومعبد تخليد ذكرى الملك "سيتي الأول". وغير ذلك كثير مما أفاض الآثاريون والعلماء في وصفهم والحديث عنهم.
ولم تشر المصادر عن استعباد بني إسرائيل في بناء أية أبنية بمصر, بل الثابت بما لا يدع مجالا للشكّ هو أن بني إسرائيل تأثروا بتلك المعابد المصرية القديمة الضخمة الشامخة البناء, ولما استقروا في كنعان بعد الغزو حاولوا تقليدها, في هيكل أورشليم (المتواضع), بكل ما فيها من تفاصيل؛ ففكرة تقسيم بناء الهيكل إلى حجرتين إحداهما ضعف الأخرى في المساحة (القدس وقدس الأقداس), هى من صميم تصميم معابد مصر القديمة, وكذا كل ما يتصل بالمعابد من طقوس جميعها مقتبسة من حضارة مصر القديمة, وكذلك تقسيم فرق الكهنة على عمل القرابين وكل ما يتعلق بها مقتبس من مصر القديمة.
فمن إذن الذي يتجنّى على الآخر ويريد أن ينسب لنفسه فخر من آواه على أرضه وأطعمه من جوع من خيراتها وسقاه من معينها! لقد عاش بنو إسرائيل في مصر عيشة رخاء وهناء ولم تساء معاملتهم اللهم في حالات استثنائية شأن علاقة البشر في كل مكان.
تذكر التوراة أنهم خرجوا ومعهم قطعان من الأبقار, والمواشي, والأغنام, والأمتعة, والذهب الكثير! فهل كانوا عبيدًا مرفهين يملكون القطعان والذهب ؟
وهل كانوا عبيدًا حين خدعوا المصريين لسرقة الذهب فقدمت إليهم نساء المصريين ذهبهنّ عن طيب خاطر! هل هذا الموقف يدل على عبوديّة كما يقولون؟
وتشهد عليهم التوراة نفسها؛ قالوا حين تذّمروا على موسى وهارون في الصحراء:
"ليت الرب أماتنا في أرض مصر، فهناك كُنا نجلس حول قدور اللحم نأْكل حتى الشّبع. وها أنتما قد أخرجتمانا إلى هذه الصحراء لتميتا كل هذه الجماعة جوعًا". خروج 16 : 2-3
فهل كانوا عبيدًا حقًا ؟
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
1830 ق.م على وجه التقريب : هجرة إبراهيم من مدينة "أور" بجنوب العراق حاليًا, إلى كنعان بسبب تعنت أهل العراق, وفي كنعان رزق إبراهيم بابنيه الأول إسماعيل من زوجه هاجر, والثاني إسحاق من زوجه سارة, علمًا بأن إسماعيل يكبر إسحاق بأحدى عشرة سنة. هاجر إبراهيم إلى مصر مع زوجه سارة بسبب مجاعة حلّت بكنعان وهناك طلب منها أن تقول إنها اخته وليست زوجه خوفًا من أن يطمع فيها فرعون لأنها – بحسب التوراة - كانت امرأة جميلة.
وكان ذلك في حدود سنة 1700 ق.م
1650 ق.م على وجه التقريب : نزح يعقوب, عليه السلام وأبناؤه, من كنعان إلى مصر بسبب قحط ألمّ بأرض كنعان, وذلك حين دعاهم يوسف, عليه السلام, هو وأبنائه للعيش في مصر والحياة في كنفه, بعد أن تبوأ مكانة عليا.
1350 ق.م على وجه التقريب : خروج موسى عليه السلام من مصر, ببني إسرائيل, وآخرين ليسوا من بني إسرائيل لكنهم آمنوا بنبوّته ودعوته لعبادة الله. وكان السبب هو اضطهاد فرعون لهم.
وما يعنينا من تاريخ بني إسرائيل هى تلك الحقبة التاريخية التي عاشوها في مصر, وهل كانت هى الحقبة التي بُنيت فيها الأهرامات؟
يتبين من التواريخ المذكورة, وكذلك من المصادر المختلفة أن بني إسرائيل مكثوا في مصر حوالي 300 سنة, وهى فترة متوسطة بين أقوال عدة وردت بالتوراة عن مدة بقائهم في مصر. وتلك الحقبة هى الواقعة بين تاريخ دخول يعقوب وأبنائه الى مصر وتاريخ خروج موسى عليه السلام ببني إسرائيل. فما الأسرة الفرعونية التي حكمت مصر في تلك الحقبة؟ ومن الحكام الذي حكموا مصر في عبر تلك السنوات؟
تذكر الوثائق التاريخية والآثارية عن مصر القديمة أن تلك الحقبة التاريخية التي عاش فيها بنو إسرائيل بمصر حكمها ملوك من الأسرتين الثامنة عشرة (1850 ق.م – 1350 ق.م), والتاسعة عشرة (1350 ق.م 1225 ق.م) على النحو التالي:
من ملوك الأسرة الثامنة عشر (الترتيب من الأقدم إلى الأحدث) : أحمس الأول, وامنحتب الأول, وتحوتمس الأول, وتحوتمس الثالث, وأمنحتب الثاني, وتحوتمس الرابع, وامنحتب الثالث, وامنحتب الرابع (اخناتون), وساكرع, وتوت عنخ آمون, وآي.
ومن ملوك الأسرة التاسعة عشرة : حرمحب, رمسيس الأول, وسيتي الأول, ورمسيس الثاني, ومنفتاح.
وتميزت حقبة هاتين الأسرتين ببناء المعابد, على اختلاف أنواعها؛ الدينية, والجنائزية, ولتخليد الذكرى. منها معبد رمسيس الثاني بأبيدوس, ومعبد تخليد ذكرى "آي", و"حُرمحب", و"توت عنخ آمون", ومعبد تخليد ذكرى الملك "سيتي الأول". وغير ذلك كثير مما أفاض الآثاريون والعلماء في وصفهم والحديث عنهم.
ولم تشر المصادر عن استعباد بني إسرائيل في بناء أية أبنية بمصر, بل الثابت بما لا يدع مجالا للشكّ هو أن بني إسرائيل تأثروا بتلك المعابد المصرية القديمة الضخمة الشامخة البناء, ولما استقروا في كنعان بعد الغزو حاولوا تقليدها, في هيكل أورشليم (المتواضع), بكل ما فيها من تفاصيل؛ ففكرة تقسيم بناء الهيكل إلى حجرتين إحداهما ضعف الأخرى في المساحة (القدس وقدس الأقداس), هى من صميم تصميم معابد مصر القديمة, وكذا كل ما يتصل بالمعابد من طقوس جميعها مقتبسة من حضارة مصر القديمة, وكذلك تقسيم فرق الكهنة على عمل القرابين وكل ما يتعلق بها مقتبس من مصر القديمة.
فمن إذن الذي يتجنّى على الآخر ويريد أن ينسب لنفسه فخر من آواه على أرضه وأطعمه من جوع من خيراتها وسقاه من معينها! لقد عاش بنو إسرائيل في مصر عيشة رخاء وهناء ولم تساء معاملتهم اللهم في حالات استثنائية شأن علاقة البشر في كل مكان.
تذكر التوراة أنهم خرجوا ومعهم قطعان من الأبقار, والمواشي, والأغنام, والأمتعة, والذهب الكثير! فهل كانوا عبيدًا مرفهين يملكون القطعان والذهب ؟
وهل كانوا عبيدًا حين خدعوا المصريين لسرقة الذهب فقدمت إليهم نساء المصريين ذهبهنّ عن طيب خاطر! هل هذا الموقف يدل على عبوديّة كما يقولون؟
وتشهد عليهم التوراة نفسها؛ قالوا حين تذّمروا على موسى وهارون في الصحراء:
"ليت الرب أماتنا في أرض مصر، فهناك كُنا نجلس حول قدور اللحم نأْكل حتى الشّبع. وها أنتما قد أخرجتمانا إلى هذه الصحراء لتميتا كل هذه الجماعة جوعًا". خروج 16 : 2-3
فهل كانوا عبيدًا حقًا ؟
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق