الأحد، 29 يونيو 2014

الصوم (في اليهودية) צום (ביהדות)

تستخدم اللغة العبرية, في التوراة, كلمة (צום : تصوم) بمعنى صَوْم, في حين تستخدم المشنا كلمة (תענית : تعنيت), بمعنى صوم, وهى بمعنى (تعذيب النفس) في إشارة إلى ان الصوم قوامه وجوهره تعذيب النفس.
ورد الصوم, في التوراة, كأحد الطقوس المهمة التي مارسها بنو إسرائيل, وحددت له أوقات خاصة من السنة.

وكان المقصود بالصوم الامتناع عن الطعام والشراب, كما صاحب ذلك إذلال النفس بلبس البالي من الثياب, والتواضع, والجلوس على الأرض وملامسة التراب, والامتناع عن النساء, والصمت, وعدم الكلام, أو القيام بأي عمل في بعض المناسبات.
وكان الصوم تعبيرًا عن الحزن, والحداد على الأموت من الأقارب, وغيرهم, أو عند وقوع كوارث طبيعية وأوقات الخطر, أو عند استدرار عطف الإله أو طلب نزول المطر. وتشير النصوص إلى أن الصوم لم يقتصر على البشر فقط بل تعداهم إلى الحيوانات أيضًا.
ولم تكن هناك قواعد ونظم معيَّنة تحكم صيام الفرد كما في صيام الجماعة؛ حيث حددت نظم ومواعيد وقواعد معينة له.
وبعد خراب الهيكل الأول (586 ق.م) حددت أربعة أيام للصوم الجماعي ترتبط جميعها بذكرى خرابه, وهى مذكورة في سفر "زكريا".
وبالإضافة إلى تلك الأيام كان هناك صوم التاسع من شهر آب ومناسبته خراب الهيكل الثاني (135م) الذي تشير المصادر إنه كان في ذلك اليوم.
ويهتم فصلا "الصوم" في المِشْنَا والتلمود بقواعد صوم الجماعة عند توقف المطر وفي المناسبات المختلف.
وكان البوق (الشوفار) هو وسيلة الإعلان عن الصوم, فقد ورد في أماكن عدة أن البوق هو أهم وسائل إعلام الناس عن بدء الصوم وانتهائه .
ويعدّ صوم يوم الغفران (يوم كيبور) هو الصوم الوحيد المفروض بنص التوراة أما بقية أيام الصوم فهي اختيارية .
ويفرض الصوم على الرجل والمرأة والصبي إذا بلغ الثالثة عشرة من عمره والصبية إذا بلغت الثانية عشرة من عمرها, وكما أشرنا فإن الصوم فرض على الحيوانات أيضًا!
وهناك بعض الطوائف اليهودية, كطائفة السامريين, تفرض الصوم على غير المكلفين؛ فتمنع حتى الرضيع عن الرضاعة في يوم الغفران.
يبدأ الصوم عند غروب اليوم السابق ليوم الصوم, ويستمر الصائم طوال الليل والنهار حتى بعد غروب شمس يوم الصوم بحوالي نصف ساعة, ويحدد بداية الخروج من وقت الصوم ظهور أول نجم في السماء, وبذلك يصرح بالإفطار.
وبشكل عام هناك ستة أيام للصوم في اليهودية؛ هى:
* اهمها هو صوم يوم كيبور/الغفران/التكفير, ويكون في اليوم العاشر من شهر "تشري" من التقويم العبرية, وهو يوم الحساب في اليهودية, وأقدس أيام السنة. ويرجع فرضه إلى نصوص التوراة. ويذكر النصوص أن المقصود منه ليس الحداد بل تطهير النفس.
بالإضافة إلى أربعة أصوام أخرى, حددت بعد خراب الهيكل الأول والثاني, وتميز الحداد على هذا الخراب, وما تبعه من شتات, وهى:
* 10 طبت, وهو ذكرى بداية حصار أورشليم قبل خرابها سنة 586ق.م
• التاسع من آب : وهو صوم أساسي لتذكر الخراب.
• السابع عشر من تموز: وهو يوم اقتحام أسوار القدس, وتدميرها على يد "نبوخذنصر" البابلي 586ق.م, وذلك قبيل الخراب النهائي للهيكل الأول بأيام معدودة.
• صوم جِدَاليا: في الثالث من شهر تشري, وهو ذكرى مقتل شخص يدعى "جداليا بن أحيقام" وهو مندوب يهودي كان تخلف في القدس بعد خراب الهيكل الأول, ويوصف قتله بأنه أول قتل على خلفية سياسية في تاريخ اليهود.
* صوم إستير (تعنيت إستير).
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق