قبل الولوج في أخبار "جوج وماجوج" وهى بالمناسبة تنطق في اللغة العبريّة
(جوج وماجوج) بهمزة الوصل وليس القطع كما في العربية (جوج ومأجوج), تجب
الإشارة إلى أن هناك جملة من الأحداث لا يمكن الفصل بينها وهى ما تسمى في
الفكر العقدي اليهودي (أحداث النهاية), وهى: حرب آخر الأيام, وهار مجدّون,
ونهاية التاريخ "الهستوريوسوفيا", والفكر الغيبي "الإسكاتولوجي", وحرب جوج
وماجوج.
وكل تلك الأحداث وتفاصيلها تعتمد على نصوص وردت غامضة المعاني بالكتاب المقدس اليهودي "التناخ", وعلى تفاسيرها الكثيرة والمتداخلة في التلمود والتي يسميها البعض "خفايا التلمود". جدير بالذكر أن هذه الأحداث المستقبلية إنما يشير "العهد القديم", تصريحًا أحيانًا وتلميحًا آحايين أخرى إلى أن جوهرها هو الانتقام وإنزال العذاب بمجموعة من الشعوب المجاورة لإسرائيل جزاء بما اقترفته تلك الشعوب عبر التاريخ منذ موسى عليه السلام إلى الآن وما بعد الآن, تتوج هذه النهايات بانتصار ساحق للإسرائيليين على سائر البشرية! وهو ما يجسد العنصرية الإسرائيلية في قمّة صورها!!
لكن الحقيقة وكما سيتضح هو أن أحداث آخر الزمان حتى في نسختها التوراتية إنما ستقع لمعاقبة إسرائيل (الإسرائيليين) على عصيانهم لله منذ ظهروا على مسرح الحياة, وما اقترفوه من معاصي وجرائم في حق البشرية كلها!
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن جلّ هذه الأحداث المنتظرة ترتبط, في اليهودية, بمجيء مسيح من نسل داود عليه السلام!
أخبار "جوج وماجوج"
وردت أخبار عن "جوج وماجوج" في أماكن عدة من "التناخ". وتختلط هذه الأخبار, في تلك الأسفار بأخبار حرب "يوم الرب/هارمجدون" في آخر الأيام.
فمن هم "جوج وماجوج", بحسب رؤية التناخية () ؟
يبدو من النبوءة الواردة في شأنهما أنهما واجهة لمجموعة من الشعوب أهمها: ماشك, وتوبال, وفارس, وفوط, وجومر, وبيت توجرمة, ومصر, وكنعان, ومكتيش, وغزة, وعسقلان, وأشدود, وعقرون, وموآب, وكوش, ونينوى, وكريت. وتضم القائمة إلى جانب تلك الشعوب جماعات أخرى توصف بمثل (الساكنين في الجزائر آمنين). يرى البعض أن المقصود بتلك الجزائر, قبرص, وكريت, ورودس. وهى على كل حال في محيط المنطقة القريبة من "إسرائيل".
ولم يذكر سبب إقحام تلك الشعوب في العقوبة التي تنتظر جوج وحلفاءه.
جاء في سفر "أرميا", بحسب رؤية البعض, إشارات إلى "جوج وماجوج" تتحدث عن فلول ضخمة من الفرسان المحاربين, تدفقت على مملكة يهودا, في عصر الملك "يوشياهو" من جهة الشمال, ناحية جبال القوقاز وأرمينيا, ثم انتشرت انتشارًا سريعًا في معظم بلاد شرق أسيا. وكانت مهمتها الرئيسة النهب والسلب والتخريب لكل ما صادفها في الطريق, وكانوا يرتدون الأتراس والمجن كما كانوا مسلحين بالقسي والرماح التي مهروا في استخدامها.
وكل تلك الأحداث وتفاصيلها تعتمد على نصوص وردت غامضة المعاني بالكتاب المقدس اليهودي "التناخ", وعلى تفاسيرها الكثيرة والمتداخلة في التلمود والتي يسميها البعض "خفايا التلمود". جدير بالذكر أن هذه الأحداث المستقبلية إنما يشير "العهد القديم", تصريحًا أحيانًا وتلميحًا آحايين أخرى إلى أن جوهرها هو الانتقام وإنزال العذاب بمجموعة من الشعوب المجاورة لإسرائيل جزاء بما اقترفته تلك الشعوب عبر التاريخ منذ موسى عليه السلام إلى الآن وما بعد الآن, تتوج هذه النهايات بانتصار ساحق للإسرائيليين على سائر البشرية! وهو ما يجسد العنصرية الإسرائيلية في قمّة صورها!!
لكن الحقيقة وكما سيتضح هو أن أحداث آخر الزمان حتى في نسختها التوراتية إنما ستقع لمعاقبة إسرائيل (الإسرائيليين) على عصيانهم لله منذ ظهروا على مسرح الحياة, وما اقترفوه من معاصي وجرائم في حق البشرية كلها!
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن جلّ هذه الأحداث المنتظرة ترتبط, في اليهودية, بمجيء مسيح من نسل داود عليه السلام!
أخبار "جوج وماجوج"
وردت أخبار عن "جوج وماجوج" في أماكن عدة من "التناخ". وتختلط هذه الأخبار, في تلك الأسفار بأخبار حرب "يوم الرب/هارمجدون" في آخر الأيام.
فمن هم "جوج وماجوج", بحسب رؤية التناخية () ؟
يبدو من النبوءة الواردة في شأنهما أنهما واجهة لمجموعة من الشعوب أهمها: ماشك, وتوبال, وفارس, وفوط, وجومر, وبيت توجرمة, ومصر, وكنعان, ومكتيش, وغزة, وعسقلان, وأشدود, وعقرون, وموآب, وكوش, ونينوى, وكريت. وتضم القائمة إلى جانب تلك الشعوب جماعات أخرى توصف بمثل (الساكنين في الجزائر آمنين). يرى البعض أن المقصود بتلك الجزائر, قبرص, وكريت, ورودس. وهى على كل حال في محيط المنطقة القريبة من "إسرائيل".
ولم يذكر سبب إقحام تلك الشعوب في العقوبة التي تنتظر جوج وحلفاءه.
جاء في سفر "أرميا", بحسب رؤية البعض, إشارات إلى "جوج وماجوج" تتحدث عن فلول ضخمة من الفرسان المحاربين, تدفقت على مملكة يهودا, في عصر الملك "يوشياهو" من جهة الشمال, ناحية جبال القوقاز وأرمينيا, ثم انتشرت انتشارًا سريعًا في معظم بلاد شرق أسيا. وكانت مهمتها الرئيسة النهب والسلب والتخريب لكل ما صادفها في الطريق, وكانوا يرتدون الأتراس والمجن كما كانوا مسلحين بالقسي والرماح التي مهروا في استخدامها.
وقيل إن "جوج
وماجوج" هى قبائل تنتمي إلى الجنس "الطوراني" ويبدو أنهم, لكثرة عددهم,
انقسموا إلى قبائل وشعوب متعددة يجمعها كلها اسم "الشعوب الطورانية" نسبة
إلى "طور" الذي يظن أنه جدهم الأكبر.
ولا يزال لهذا الاسم أثر باق في بعض الشعوب التي تنتمي إليه, وهو الشعب التركي الذي يوصف بأنه طوراني الأصل.
من أين جوج وماجوج ؟ ولماذا ؟
تذكر النبوءة "أن هؤلاء الغزاة المتمثلين في "جوج وماجوج", والمتآمرين معهم, هم عصابات من شعوب الشمال البعيدة, محاربون بربريون, سلاحهم السيوف, لا يعرفون "إسرائيل" ولا إلههم, وليسوا عدوًا للإسرائيليين, لكن تصل إليهم, طبقًا للنبوءة, أخبارًا عن شعب في جهة الجنوب – المقصود إسرائيل - يعيش في أمن وسلام!, ليس له حصون! ولا أدوات حرب!, يعيش في رغد.
نعرف فيما بعد أن هذا الرغد الذي تعيش فيه "إسرائيل" هو السبب في إغارة "جوج وماجوج" والشعوب المتآمرة معهم على إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أن "جومر" الوارد ذكره ضمن مجموعة شعوب "جوج وماجوج" السابق ذكرها, هو أحد شعوب الأناضول, استقر ذكره في القصص اليهودي الأسطوري بوصفه شعبًا محاربًا شيطانيًا يسكن الغيم والظلمة, وأنه تحالف مع الحيّة/الشيطان ضد "يهوه".
ومن ذلك التصور نبعت فكرتان أساسيتان في فولكلور "التناخ" :
أ – فكرة الشرّ الرابض في أقصى الشمال متربصًا بالأخيار "شعب يهوه".
ب – فكرة "أبناء الظلام" وهى فكرة يندرج تحتها حشد من الأشرار, إلى جوار "جومر" والمعادين لبني إسرائيل, الذين باتوا يعرفون بالنقيض "أبناء النور"!.
جوج وماجوج – كيف هيئتهم ؟
تتضمن "النبوءة " أوصافًا مختلفة ومتنوعة عن "جوج" والشعوب التي سوف تأتي معه, على ما يبدو, لمعركة ختامية في نهاية الأيام, أو نهاية السنين, أو نهاية التاريخ بحسب آراء الباحثين .
ويستنتج من النصوص التي تتناول سيرتهم, في الـ "تناخ" أن جوج, هم حشود غفيرة من الفرسان على جياد قوية وقد تجهزوا لخوض معركة لا يعرف منتهاها, جاءوا مسلحين بأنواع شتى من الأسلحة التي شاع استخدامها في ذلك الزمان, الأتراس والمجان والرماح والقسي والسهام والحراب, والسيوف, يوصف المحارب منهم بوجود "شكائم" في فكيه. سينقضون على "إسرائيل" كزوبعة, في إشارة إلى عنصر المباغته, وكسحابة تغشي الأرض, في إشارة إلى سرعة الانتشار واتساعه.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ولا يزال لهذا الاسم أثر باق في بعض الشعوب التي تنتمي إليه, وهو الشعب التركي الذي يوصف بأنه طوراني الأصل.
من أين جوج وماجوج ؟ ولماذا ؟
تذكر النبوءة "أن هؤلاء الغزاة المتمثلين في "جوج وماجوج", والمتآمرين معهم, هم عصابات من شعوب الشمال البعيدة, محاربون بربريون, سلاحهم السيوف, لا يعرفون "إسرائيل" ولا إلههم, وليسوا عدوًا للإسرائيليين, لكن تصل إليهم, طبقًا للنبوءة, أخبارًا عن شعب في جهة الجنوب – المقصود إسرائيل - يعيش في أمن وسلام!, ليس له حصون! ولا أدوات حرب!, يعيش في رغد.
نعرف فيما بعد أن هذا الرغد الذي تعيش فيه "إسرائيل" هو السبب في إغارة "جوج وماجوج" والشعوب المتآمرة معهم على إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أن "جومر" الوارد ذكره ضمن مجموعة شعوب "جوج وماجوج" السابق ذكرها, هو أحد شعوب الأناضول, استقر ذكره في القصص اليهودي الأسطوري بوصفه شعبًا محاربًا شيطانيًا يسكن الغيم والظلمة, وأنه تحالف مع الحيّة/الشيطان ضد "يهوه".
ومن ذلك التصور نبعت فكرتان أساسيتان في فولكلور "التناخ" :
أ – فكرة الشرّ الرابض في أقصى الشمال متربصًا بالأخيار "شعب يهوه".
ب – فكرة "أبناء الظلام" وهى فكرة يندرج تحتها حشد من الأشرار, إلى جوار "جومر" والمعادين لبني إسرائيل, الذين باتوا يعرفون بالنقيض "أبناء النور"!.
جوج وماجوج – كيف هيئتهم ؟
تتضمن "النبوءة " أوصافًا مختلفة ومتنوعة عن "جوج" والشعوب التي سوف تأتي معه, على ما يبدو, لمعركة ختامية في نهاية الأيام, أو نهاية السنين, أو نهاية التاريخ بحسب آراء الباحثين .
ويستنتج من النصوص التي تتناول سيرتهم, في الـ "تناخ" أن جوج, هم حشود غفيرة من الفرسان على جياد قوية وقد تجهزوا لخوض معركة لا يعرف منتهاها, جاءوا مسلحين بأنواع شتى من الأسلحة التي شاع استخدامها في ذلك الزمان, الأتراس والمجان والرماح والقسي والسهام والحراب, والسيوف, يوصف المحارب منهم بوجود "شكائم" في فكيه. سينقضون على "إسرائيل" كزوبعة, في إشارة إلى عنصر المباغته, وكسحابة تغشي الأرض, في إشارة إلى سرعة الانتشار واتساعه.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق