الخميس، 17 يوليو 2014

الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والدفاع عن غزّة!! המדינה האיסלמית בעירק ואש-שאם (דא"עש) וההגנה על עזה


ذكر مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية, منذ أيام, أن بنك أهداف المتمردين السنّة يتضمن قائمة طويلة للاغتيالات؛ حكام عرب, من بينهم رئيس الحكومة العراقية, والرئيس المصري, وحتى بعض قادة الاخوان المسلمين, وكذلك يهود وإسرائيليين لكن ربما في ذيل القائمة!!عندما دكّت إسرائيل قطاع غزّة بالصواريخ تساءل البعض, لماذا لم تسرع (داعش), أو أي منظمة أو جماعة إسلامية للجم إسرائيل وإيقافها عند حدّها؟!
جاءت الإجابة من قبل ما كان يُعرف حتى أسبوع واحد مضى باختصار "داعش", ومنذ ذلك الوقت بدأ هذا التنظيم السيطرة على أقليم يمتد من العراق إلى سوريا, أسمى نفسه باسم "الدولة الإسلامية". وعن تساؤل المندهشين: لماذا لم تحارب "داعش" إسرائيل؟ بدلا من تقتيل المسلمين في العراق وسوريا؟ أجاب التنظيم (داعش) على حساب له على تويتر:
"لم نؤمر بقتال اليهود والإسرائيليين, فالحرب الآن مع العدوّ الأقرب, مع المرتدين!, أكبر أهمية, ويأمرنا الله في القرآن بحرب المنافقين, لأنهم أخطر من الكفّار". وكدليل على ذلك أورد زعماء الدولة الإسلامية (داعش) دليلا وهو أن الخليفة الأول؛ أبو بكر الصدِّيق, ابتدأ بقتال المرتدّين, وأن صلاح الدين الأيوبي, بدأ بقتال شيعة مصر قبل أن يحتل (يستعيد) أورشليم.
واستطرد المقال:
تضم قائمة المطلوبين لدى الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش), الطويلة؛ ملك السعودية, وملك الأردن, ورئيس وزراء العراق, ورئيس مصر, وحتى قيادة الاخوان المسلمين – كل أولئك يأتي دورهم متقدمًا على قتال اليهود, والإسرائيليين!!.
وذكر المقال أن زعماء تنظيم داعش إنما يتأسون بنهج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حينما هاجر من مكّة إلى المدينة؛ فقد عقد زعماء داعش معاهدات مع رؤساء القبائل في سوريا والعراق من أجل تعظيم قوتهم وبسط نفوذهم.
من بين تلك المعاهدات تعهدت (داعش) لرؤساء القبائل في دير الزور, بسوريا, بنصيب من عوائد النفط المنتج من الحقول البترولية التي أصبحت في قبضتهم في المنطقة. وداعش تفرض بالفعل في تلك المناطق تطبيق أحكام الشريعة, لكنهم عند الضرورة يتصرفون بمرونة كما في حالة ضمانهم حماية الأقليات المسيحية هناك, أو تجاهل بائعي السجائر, أو مهربي الخمور!
وتمت, في العراق, مراسم عقد حلف من مختلف الأطياف شارك فيه عشرات من رؤساء القبائل لأداء القسم – البيعة – لزعيم/أمير الدولة الإسلامية؛ أبو بكر البغدادي. لم يكن القسم على خلفية دينية بقدر ما كانت خلفيته سياسية عسكرية بغرض بقاء القبائل تحت إمرة الزعيم في مقابل التزام بالحماية وبنصيب من الأرباح والغنائم التي ستتحصل عليها (داعش) من عمليات السطو والإغارة – من ذلك سلب داعش لأكثر من مليار ونصف المليار دولار من بعض بنوك الموصل!
يقوم التنظيم أيضًا بتوزيع السلاح على الشباب والأعضاء محل الثقة بالعراق وسوريا. ومن أجل ضمان الولاء تزوج أبو بكر البغدادي من "سجي حميد الدليمي" ابنة أحد رؤساء القبائل المتنفذة هناك.
الدليمي "سجي" مدينة بالفضل أيضًا للتنظيم المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" "جبهة النصرة" الذي حررها في مارس الماضي من السجن بسوريا في صفقة لتبادل الأسرى مع النظام السوري, في مقابل إطلاق سراح عدد من الراهبات في دير بالمعلولا.
يسارع الشباب بالانضمام إلى تنظيم داعش خوفًا من بطشه وضمانًا للحماية لهم ولأسرهم وذويهم. وكذلك التنكيل الذي يحل بمن يتمرد ويخالف أوامر الأمير وفروضات التنظيم. من ذلك مثلا جلد الشباب الذين شاهدوا مباريات مونديال كأس العالم, وقتل الشيعة, والقتل العشوائي في الشوارع والطرقات لكل من يخالفهم!!
يتحتم على الشباب المنضم للتنظيم المبادرة بالحصول على ما يسمى "شهادة توبة", التي يعدّ تاريخها فيصلا بين عهدين!. فيها يقر الشخص بالولاء التام للتنظيم ولأوامر الأمير والقادة الفرعيين! ويلتزم بكل ما يصدر له وينفذه دون نقاش!
هذا الرعب الفوضوي؛ من قتل وحشي ودماء مراقة بلا مبرر, ونهب وسلب وتخريب, لا أساس له لا من عقيدة ولا من تشريعات بشرية هو الذي دفع ببعض الإسرائيليين واليهود الذين رسخ في ذهنهم, وكما تؤصله التوراة - أن الغزو المنتظر لأورشليم والمعركة الفاصلة بين النور والظلام إنما ستبدأ من أقوام يسكنون جهة الشمال – من إسرائيل – وهم "جوج وماجوج" اي جوج ومأجوج.
ولما كانت العراق لها في العقل اليهودي نصيبًا كبيرًا من رصيد الانتقام المختمر هناك منذ "السبي البابلي" القديم – 586 ق.م – والذي يشغل حيزًا كبيرًا أيضًا في أسفار الأنبياء الذين يتناولون أحداث ما يسمى بـ "آخر الأيام" أو "هار مجدون" فإن الحاخامات يهتمون بأحداثها وينتظرون تحقق تلك الرؤى الأخروية, وبدايتها على أرضها !!
جاء في المزامير :
(يابنت بابل المُحتَّمِ خرابها، طوبى لمن يجازيك بما جزيتنا به. طوبى لمن يُمْسِك صغارَك ويَضرب بهم الصَّخرة). (المزمور 137 / 9).
نلاحظ أن النصّ يتربص بخراب بابل (العراق), وينتظر حصة انتقام جراء أحداث مرت عليها آلاف السنين, والأغرب أن الانتقام المنتظر ضحاياه أطفال يموتون برضخ رؤوسهم في الصخر!!
(يتبع)
د. سامي
الإمام
أستاذ الديانة اليهو
دية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق