الأربعاء، 2 يوليو 2014

"فماتوا (اليهود) ميتة الكلاب بين الأنام" ! ומתו כמו הכלבים בין בני האדם !


هكذا وصف الشاعر اليهودي "حاييم نَحْمَان بياليك" اليهود الذين ماتوا, واليهوديات اللائي اغتصبن في مذبحة "كشنيف" بروسيا, في نهايات القرن قبل الماضي. وكان سبب المذبحة نزعة التكبر والغطرسة اليهودية على بقية البشر, والعنصرية التي تستمد طاقتها من نصوص بالتوراة, كما ذكرنا سابقًا. أما السبب المباشر للمذبحة فقيل : إن اليهود قتلوا شابًا مسيحيًا واستخدموا دمه في عمل فطيرة الفصح كما ذكرنا بالتفصيل في منشور سابق.
أما المذابح التي رتبها "هتلر" لليهود فكانت بسبب صراع عنصري من نوع آخر. فكان اليهود في ألمانيا وفي معظم دول أوربا يتفاخرون بمسألة أنهم "شعب الله المختار", وكان الألمان النازيون في ذلك الوقت يتبنون فكرة "تفوق الجنس الآري" على جميع أجناس الأرض, وهى الفكرة التي روج لها الفيلسوف نيتشه, وهو الأمر الذي خلق تصادمًا بين الفكرتين كان من نتيجته انقلاب الأقوى على الأضعف فكانت المذابح والمحارق التي تعرض لها اليهود في ألمانيا.
وما نودّ التأكيد عليه هنا هو أن العرب وخاصة الفلسطينيين لم يكونوا طرفًا في هذا النزاع العقدي الذي جرّ على اليهود تلك الويلات, والذي جعلهم يحملون كراهية وأحقاد ضد الجنس البشري فوق ما يحملون بطبيعتهم العقدية من تعالى وغطرسة وتكبر على بني البشر.
تعالوا نقرأ ما كتبه شاعرهم اليهودي الكبير "حاييم نحمان بياليك" في وصف المذبحة التي تعرضوا لها بكشنيف بروسيا, في نهايات القرن قبل الماضي, ولا دخل للعرب فيها أو الفلسطينيين !! :
انهض الآن واذهب إلى مدينة المذبحة
ستفضي بك قدماك إلى ساحتها غادية أو رائحة
ستلمس هنالك بيدك, وستنظر بعيني رأسك
الشجرة أو الحجر او السور أو الطلاء ليدلك
على الدم المسفوح والجماجم الميتة
وتقدم بعدئذ إلى الخرائب والجدران المتداعية
حيث تزداد شقوق الجدران اتساعًا ويزداد الهياج ترويعًا
وحيث المواقد المطفأة بين الجدران المهدمة الأكثر التياعًا
لتجد أفواهًا مثل الجروح المفتوحة التي لا علاج لها
إنها مستحيلة العلاج ويستحيل بالفعل شفاؤها
وستغوص قدماك هنالك, ولسوف تتعثر خطواتك
فوق حطام أعيد تحطيمه ونثار ينساب إلى الوثائق
فيالق ضد حطام فيالق
فلا تتوقف عند هذا الحطام, وأمض إلى غيره من الطرائق.
***
ثم اهبط إلى زنازن المدينة
حيث يتم إتلاف كل عذراء حزينة
وحيث يطرح كل سبعة رجال امرأة أرضًا
وينهشون الأم في حضور ابنتها أيضًا
ثم ينهشون البنات أمام الأمهات عِرْضًا فعرضًا
قبل المذبحة, أثناء المذبحة, بعد المذبحة !
وتستطيع أن تلمس بيدك الوسادة المُجَرَحَة
تلمس الوسادة تحمل آثار الدماء
هذا مكان وحوش الغابة وذئاب الحقول الجبناء
وبمخلب كل واحد بلطة دامية لإجبار البنات على الاستسلام
كأنهم وحوش أو خنازير وليسوا من الأنام !
ولا يفوتنك أن تلاحظ بدقة أيها الزميل
في الركن المظلم وخلف ذلك البرميل
زوجات خائفات, وأزواج مرعوبين, يحملقون بين الشقوق
يتطلعون إلى الأجساد المجروحة وهى تصارع
من أجل الحصول على أنسام الهواء في تلك الشوارع
الشوارع القذرة التي تبتلع دمّ القصير والفارع
والحشود الفاسقة تبحث عن غنيمة,
وفي ثنايا لحوم البشر ينشدون الوليمة.
وإذ كان العار يسحقهم رأوا كل شيء
ولم يتحرك اخوتنا ولم يحركوا أي شيء
ولم تنخلع عيونهم.
ولم يخبطوا رؤسهم في جدرانهم !
وربما كان كل من يرقب الشوارع يصلي في قلبه
نريد معجزة يارب ! يريد أن ينقذه الرب من كربه !
وأولئك الذين نجوا من تلك المجزرة وذلك الخطب المدلهم
اعتبروا أن حياتهم قد لُوثت وأن نور دنياهم قد أظلم
كيف يتقبل الناس ذلك ؟ كيف يرتضون أغلال الأسير ؟
لقد حَبَوْا زاحفين من شقوقهم هاربين إلى بيت الإله الكبير
شكروه, والشكر أحلى كلام يمكن للبشر أن يتفوهوه
إن أبناء كوهين قد جاءوا إلى معبد الرابي الذي هجروه
سألوه: قل لي أيها الرابي: اتستحق زوجتي الغفران للاعتداء عليها ؟
ويجيب الرابي سؤال كل منهم بقوله: المسألة منتهية ولا شيء يترتب عليها
وكل شيء قد تم كما كان مقدرًا قبل أن أوجد أنا أو انتم عليها !
***
تعال الآن, سأصل بك إلى كل مخبأ ناء
وإلى حانة خمر يختبيء بها كبار الكتاب من الأبناء
أبناء اليهود المرتجفي السيقان, الحشمونيين,
مختبئين, مرتجفين, وهم أبناء المكابيين !
إنهم بذرة القديسين. إنهم أبناء الأسود
الذيا احتشدوا في المعابد يحيط بهم اليوم عار الجحود.
قال لهم الله "سبحوا باسم الله"
ومن رحمته هربوا, وليس لهم ملجأ سواه.
هربوا من رحمة الله يَجْرون مثل الهوام
فماتوا ميتة الكلاب بين الأنام !
المصدر:
نصوص يهودية, نقلها إلى العربية على الجوهري, مكتبة الإيمان, المنصورة, أمام جامعة الأزهر. 1996.
د. سامي الإمام.
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهــر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق